رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قاتل متسلسل "دوّخ الشرطة".. عماد عبدالحميد روائى كتب جرائمه ثم نفذها

روائى يتحول إلى قاتل
روائى يتحول إلى قاتل متسلسل

كيف تحول عماد عبد الحميد، من كاتب روائي مرموق، تطوف شهرته في الآفاق، له مئات المعجبين والقراء، وعائلة أفرادها يشغلون مناصب كبيرة في الحكومة، إلى قاتل متسلسل، متهم بارتكاب العشرات من جرائم السرقة بالإكراه والقتل، تطارده الشرطة، منبوذ من أهله وأقرب الناس إليه، حتى إن خاله يجبره على ترك ابنته ــ خطيبته ــ وفسخ مشروع زواجهما؟

  عماد عبد الحميد من كاتب روائي إلى قاتل متسلسل

في المسلسل الذي كتبه المستشار بهاء أبو شقة، للإذاعة المصرية تحت عنوان "الاعتراف الرهيب"، وأخرجه عبد الحميد الهواري، وقام ببطولته نخبة من عمالقة الفن المصري، على رأسهم الفنان شعبان يوسف، وشاركه البطولة كل من، أنور إسماعيل، ناهد جبر، سهام فتحي، رجاء الجداوي، أنور رستم، ليلي حمادة، وعلي عزب.

في هذه السباعية الإذاعية، قدم يوسف شعبان، دور "عماد عبد الحميد"، كاتب القصص البوليسية الشهير، والذي يستعد لإتمام إجراءات زواجه من ابنة خاله. إلا أن حياة عماد عبد الحميد تنقلب رأسًا على عقب. 

ويظن كاتبنا الروائي الشهير أنه يعيش أفضل أيامه، فها هو على مسافة أيام من جمع شمله مع حبيبة عمره وصباه وشبابه، إلا أن خاله، والد خطيبته، يطلب منه أن يصرف نظر عن أمر زواجه من ابنته، وأنه لن يوافق على إتمام هذه الزيجة، لا لشيء سوى أن زملاءه في الداخلية أخبروه بأن الشبهات تدور حول ابن شقيقته، عماد عبد الحميد بأنه منفذ الجرائم التي انتشرت مؤخرًا.

وعندما ترفض خطيبة عماد ما أمره به والده، متعجبة من هذا التحول، يخبرها بما علم به، حتى إن زوجته، تقف في جانب عماد وترفض الاتهامات التي توجه إليه، إلا أن الخال يصر على موقفه، خاصة وأن سلسلة الجرائم التي تتابعت وراء بعضها البعض، تتطابق مع أحداث الروايات والقصص البوليسية التي يكتبها ابن شقيقته عماد عبد الحميد، وهو ما يجعل الشرطة والنيابة تستدعيانه للتحقيق يوميا كلما وقعت إحدى الجرائم.

غير أن عماد عبد الحميد في كل مرة يحقق معه، يتمكن من إثبات وجوده في مكان بعيد تمام عن مكان الجرائم وتوقيتاتها، إلى أن تحدث جريمة سرقة بالإكراه وقتل أحد المقاولين، وهي الرواية الأخيرة التي نشرها عماد عبد الحميد، بل وتوجه شهود عيان الجريمة للشهادة ضده، مما يجعل جهات التحقيق تصدر قرارها بالقبض على كاتب الروايات البوليسية.

هروب الكاتب عماد عبد الحميد

ما إن يعرف الكاتب عماد عبد الحميد، أنه قد صدر أمر بالقبض عليه، حتى يفر هاربا، يلجأ إلى أحد أصدقائه، والذي كان قد ساعده في مقتبل مسيرته المهنية، إلا أنه يتخلي عنه متحججًا بأن هناك من يراقب بيته، بل ويمنحه جنيها وهو ما يرفضه عماد، ويهيم على وجهه مشردًا ومطاردًا في الشوارع، حتى إن الأطفال عندما وصل إلى حارة شعبية، يرشقونه بالطوب ولا ينقذه منهم إلا شيخ الحارة، والذي يوصله للعمل كخادم لدى إحدى الأسر.

اقرأ أيضا:


يوسف شاهين يقضى 30 يومًا فى السجن لأدائه هذا الدور.. ما القصة؟

ما إن يقدم شيخ الحارة عماد للأسرة التي سيعمل لديها، حتى توصي سيدة البيت خادمًا آخر به وتأمره بأن يعطيه ملابس نظيفة. يبدأ عماد في عمله الجديد كخادم، فيقع بصره على مكتبة ضخمة تشده لتصفح كتبها، وقراءة عناوينها وأسماد مؤلفيها، مما يلفت نظر ابنة صاحب المنزل وتتعجب للأمر، خاصة وأنه قد قدم نفسه على أنه لم يتحصل في التعليم إلا على الشهادة الثانوية، فتحاول أن تكشف حقيقته دون أن تخبره بشكوكها، في الوقت الذي تبدأ ربة المنزل في مراودته عن نفسه، فيقرر عماد عبد الحميد أن يغادر المنزل.

قبل أن يغادر عماد منزل الأسرة التي يعمل لديها خادمًا، تكون الابنة قد فتشت أغراضه وقرأت اليوميات التي كان قد سجلها منذ أن هرب من الشرطة، وتواجهه بالحقيقة، فيعترف لها بحقيقته وأنه برئ، ويطلب منها أن تحافظ على نفسها في هذا البيت، وبدورها تطلب منه أن يسلم نفسه ليظهر براءته، وأن الهروب لا فائدة منه، بل يثبت عليه تهم جرائم لم يرتكبها، وبالفعل يسلم نفسه.

بعد أن سلم عماد عبد الحميد نفسه للشرطة وجهات التحقيق، خلال المحاكمة، تظهر الحقيقة المفاجأة، والتي لم تخطر على بال أحد، فقبل النطق بحكم الإعدام عليه، يظهر شقيقه التوأم، والذي يعترف بأنه هو من ارتكب كل الجرائم التي يحاكم عليها شقيقه عماد. وبدورها تظهر الأم التي تكشف للمحكمة عن أنها في بداية حياتها قد أنجبت توأمين، لكن أحدهماــ مرتكب الجرائمــ قد تاه منها وظلت تبحث عنه لسنين حتى يئست وتركت الحي الذي كانت تقطنه. ومع ظهور براءة عماد عبد الحميد، يطمئن توأمه بأنه سيقف بجانبه ويأتي له بمن يدافع عنه.