رسائل زيلينسكى الغامضة.. هل تسعى أوكرانيا لإنهاء الحرب مع روسيا قريبًا؟
سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الضوء على رسائل الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي الغامضة خلال الآونة الأخيرة التي أصبحت جميعها تحمل نفس المعنى، وهو إنهاء الحرب مع روسيا، مشيرًا إلى أن أوكرانيا منفتحة على وقف القتال لاستعادة الأراضي الأوكرانية من روسيا في مقابل العضوية في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
رسائل زيلينسكي
وأضافت الصحيفة، أنه في سلسلة من المقابلات والتصريحات العامة على مدار الأسبوع الماضي، سعى زيلينسكي إلى إظهار استعداده للتفاوض على إنهاء الصراع - وهو الأمر الذي دعا إليه الرئيس المنتخب دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا أثناء حملته الانتخابية.
وتابعت أن زيلينسكي اقترح أنه قد يقبل وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يترك الأراضي المحتلة في أيدي موسكو إذا حصلت بقية أوكرانيا على الحماية من قِبَل منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ومع ذلك، هناك عقبتان كبيرتان تقفان في طريق هذه الفكرة، وتظل فرص أوكرانيا في الانضمام إلى التحالف العسكري في الأمد القريب ضئيلة، ولا يوجد ما يشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد التفاوض.
وفي الأشهر الأخيرة، تقدمت القوات الروسية بسرعة أكبر في شرق أوكرانيا مقارنة بأي وقت مضى منذ الأيام الأولى للحرب، كما نقلت موسكو اقتصادها إلى حالة الحرب، ووافقت مؤخرًا على أكبر ميزانية دفاع في تاريخ روسيا، ما أعطى بوتين الثقة في أنه يمكنه الاستمرار في الاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية بالقوة.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا لن تكون على استعداد للدخول في مثل هذه المفاوضات إلا من موقف القوة، الأمر الذي يتطلب خطوات أخرى نحو حلف شمال الأطلسي وتوفير أسلحة غربية بعيدة المدى وغيرها.
وتابع زيلينسكي: "إذا كان لدينا صراع مجمد دون أي موقف قوي لأوكرانيا، فسوف يأتي بوتين في غضون عامين أو ثلاثة أو خمسة أعوام، سيعود ويدمرنا تمامًا، أو يحاول تدميرنا".
ومع ذلك، فإن انفتاح الزعيم الأوكراني على التنازل عن الأراضي، حتى مؤقتًا، يشكل تنازلًا كبيرًا، وفي حديثه إلى "سكاي نيوز" البريطانية، يوم الجمعة، قال زيلينسكي إن عضوية الناتو ستكون ضرورية لعرضها على الأجزاء غير المحتلة من أوكرانيا حتى تفكر كييف في إنهاء ما أسماه "المرحلة الساخنة من الحرب"، وبينما ستستمر أوكرانيا في المطالبة بكامل أراضيها، اقترح زيلينسكي أن تسعى كييف إلى "استعادتها بطريقة دبلوماسية".
وأشارت الصحيفة إلى أن التحول الخطابي لزيلينسكي يعكس التعب المتزايد بين الأوكرانيين، الذين يعبرون عن رغبتهم في إنهاء الصراع، حيث تركت الضربات الروسية جزءًا كبيرًا من البلاد بدون كهرباء ثابتة هذا الشتاء، في حين يعني نقص القوى العاملة أن المزيد من الرجال الذين لا يريدون القتال يتم تجنيدهم قسرًا.
ووجد استطلاع رأي أجرته مؤسسة جالوب ونُشر الشهر الماضي أن 52% من الأوكرانيين في الأجزاء غير المحتلة من البلاد يؤيدون التفاوض على إنهاء الحرب "في أقرب وقت ممكن"، ارتفاعًا من 27% العام الماضي، وأيد 38% الاستمرار في القتال حتى تفوز أوكرانيا، انخفاضًا من 63% العام الماضي.
ويعترف بعض المسئولين الأوكرانيين بأن البديل للاعتماد على حلف شمال الأطلسي قد يكون توضيح الدعم العسكري الذي قد يحتاجون إليه في السنوات المقبلة حتى يتمكنوا من ردع روسيا للحلفاء، لكن زيلينسكي اشتكى علنًا من أن مساعدات الغرب لم ترق إلى مستوى الوعود بتجهيز جيشه بالكامل.
وقد تكون التكاليف المترتبة على ذلك مرتفعة للغاية بحيث لا تستطيع الحكومات الغربية تحملها سياسيًا، خاصة إذا نفذ ترامب تهديداته بقطع المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
وقال أحد المسئولين الأوكرانيين إن كييف ستحتاج إلى ما يقرب من 120 مليار يورو، أي ما يعادل 126 مليار دولار، كمساعدات عسكرية في العام المقبل وحده لمضاهاة نفقات الحرب من الإنفاق العسكري المتزايد لروسيا.