رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقص الغذاء والمياه والأدوية ونزوح جديد.. حلب تواجه كابوس الحرب مرة أخرى

تصاعد التوترات في
تصاعد التوترات في حلب

بعد أيام من اندلاع التوترات في سوريا مرة أخرى، عاد كابوس الحرب ليطارد سكان حلب وإدلب، لتشتعل أزمة إنسانية كبرى مرة أخرى في سوريا بعد هدوء استمر 4 سنوات، أسفر عن عودة مئات الآلاف من النازحين لوطنهم مرة أخرى، ولكن يبدو أن حلم الاستقرار تبدد سريعًا مع نزوح 50 ألف شخص مرة أخرى.

نزوح جديد وأزمة إنسانية كبرى

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 50 ألف شخص نزحوا بسبب القتال العنيف بين الجماعات المسلحة والجيش السوري، في ظل مطالب دولية كبرى بوقف إطلاق النار.

وأسفر القتال عن مقتل أكثر من 457 شخصًا، بينهم 72 مدنيًا على الأقل، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن انزعاجه إزاء التصعيد الحاد للعنف، ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية والعودة إلى العملية السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يوم الإثنين، خلال مؤتمر صحفي في أنقرة مع وزير الخارجية الإيراني: "تظهر التطورات الأخيرة مرة أخرى أن دمشق يجب أن تتصالح مع شعبها والمعارضة الشرعية، تركيا مستعدة لتقديم كل المساهمات اللازمة لتحقيق ذلك".

وفي هذا السياق أكدت مجلة "ذا ناشونال" الإماراتية الناطقة بالانجليزية، أن التوترات عادت لسوريا بعد هدوء استمر 4 سنوات، بعد تقدم الجماعات المسلحة المنشقة عن تنظيم القاعدة في حلب وإدلب الأسبوع الماضي، ليرد الجيش السوري ويبدأ في استعادة الأراضي في حماة.

وأضافت أنه حتى 30 نوفمبر، نزح أكثر من 48500 شخص في إدلب وشمال حلب، أكثر من نصفهم من الأطفال، حسبما قالت وكالة الأمم المتحدة الإنسانية أوتشا، يوم الإثنين، مضيفة أن الوضع متقلب للغاية، وسجل عدد النازحين زيادة حادة، والتي بلغت 14 ألف شخص في 28 نوفمبر الماضي.

وقال رئيس مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، توم فليتشر، عبر منصة X: "عشرات الآلاف من السوريين في حالة تنقل؛ والخدمات الحيوية منقطعة؛ والنساء والرجال والأطفال يخشون على سلامتهم، لقد تحمل السوريون بالفعل أكثر من 13 عامًا من المعاناة، يتعين على جميع الأطراف بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين".

وأسفر الصراع القديم الذي استمر لأكثر من 9 سنوات عن مقتل 300 ألف شخص معظمهم من المدنيين، ونزوح 14 مليون شخص، ما أدى إلى واحدة من أكبر أزمة لاجئين التي امتدت عبر القارات، واستقر النازحون في عدد من الدول على رأسها تركيا ولبنان والأردن ومصر وألمانيا.

ودعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، جميع الأطراف إلى "بذل قصارى جهدها لحماية المدنيين والأهداف المدنية، بما في ذلك السماح بالمرور الآمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية". 

وقال إن عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد تم تعليقها إلى حد كبير في حلب وإدلب وحماة بسبب المخاوف الأمنية، ما حرم المواطنين من المساعدات المنقذة للحياة.

وحذر دوجاريك من أن "وجود جثث غير مدفونة ونقص مياه الشرب" في سوريا يهدد الصحة العامة، وقال إن الأضرار التي لحقت بمستشفى جامعة حلب تركت مئات المرضى دون رعاية.

وقال: "سوريا هي بالفعل واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج 16.7 مليون إنسان إلى المساعدة وأكثر من سبعة ملايين شخص نازح داخليًا".