58 عاما على وفاة عبد الرحمن الرافعي.. وهذه أبرز مؤلفاته
58 عاما مرت على وفاة المؤرخ عبد الرحمن الرافعي، الذي رحل عن عالمنا في 3 ديسمبر لعام 1966، ويعد أحد أبرز الشخصيات في تاريخ مصر الحديث، وقد ترك بصمات واضحة في مجالات متعددة، كالصحافة والسياسة، بالإضافة إلى كونه أحد المفكرين الذين ساهموا في تشكيل الوعي الثقافي والسياسي بمصر في القرن العشرين.
وتلقى عبد الرحمن الرافعي تعليمه في المدارس الحكومية، حيث التحق بمدرسة الزقازيق الابتدائية عام 1895، فمدرسة القربية الابتدائية بالقاهرة، ثم مدرسة رأس التين الابتدائية 1898 عندما انتقل والده إلى الإسكندرية حيث عمل مفتيا للمدينة، وفي هذه المدينة أمضى الرافعي عدة سنوات الدراسة حتى أنهى المرحلة الثانوية في 1904، ثم انتقلت الأسرة إلى القاهرة والتحق "الرافعي" بمدرسة الحقوق، وكانت الحركة الوطنية تشهد نموا واضحا على يد مصطفى كامل، فتأثر بأفكارها، وفي عام 1908 أنهى الرافعي دراسة الحقوق.
السياسة والمحاماة في حياة عبد الرحمن الرافعي
انشغل "الرافعي" بعلاقة التاريخ القومي بالوعي القومي من ناحية، وبنشوء وتطور الدولة القومية الحديثة من ناحية أخرى، كما أنه أول من دعا في مصر والعالم العربي إلى "حركة تعاونية" لتطوير الزراعة وتنمية الريف ورفع مستوي الحياة الريفية كشرط للنهوض الاقتصادي والتقدم الاجتماعي وتدعيم أسس الاستقلال السياسي وأول من دعا إلي ربط الريف بحركة التصنيع وبنظام التعليم العام في منظومة متكاملة تستهدف تنمية شاملة لا غني عنها وكذلك حماية الاستقلال الوطني، وكان الرافعي قد بدأ نشاطه السياسي عام 1907 حيث انضم إلى الحزب الوطني بزعامة مصطفى كامل.
واتجه عقب تخرجه في مدرسة الحقوق إلى العمل بالمحاماة، وتدرب في مكتب محمد علي علوبة بأسيوط فترة قليلة لم تتجاوز شهرا واحدا، لبّى بعدها دعوة محمد فريد للعمل محررا بجريدة "اللواء" لسان حال الحزب الوطني، حيث بدأت معها حياته الصحفية وصلته الوثيقة بمحمد فريد التي لم تنقطع حتى رحل الزعيم في عام 1919.
ولم يستمر عمله بالصحافة طويلا فعاد إلى المحاماة، وشارك أحد زملائه في فتح مكتب للمحاماة بالزقازيق 1910، ثم افتتحا مكتبا آخر بمدينة المنصورة، وظل مقيما بالمنصورة حتى 1932 حين استقر به المقام بالقاهرة، وفي أثناء إقامته بالمنصورة شغل أوقات فراغه بالتأليف، فأخرج كتابه الأول المسمى "حقوق الشعب" عام 1912، وكان هدف الرافعي من تأليفه على حد قوله "التباحث في حقوق الشعب والنظريات الدستورية ونظام الحكومات الصالحة، وكيف تصل الأمم إلى استرداد حقوقها، وكيف تضمن تمتعها بها"، ثم أعقبه عام 1914 بكتابه الثاني "نقابات التعاون الزراعية" بهدف تنشيط الحركة التعاونية في مصر.
مؤلفات عبد الرحمن الرافعي
وقدمت مؤلفاته المعرفة التاريخية لأجيال من المصريين، وأصبحت مرجعا مهما لكل من يرغب في معرفة تاريخ مصر في العصر الحديث على الرغم مما وجه إليها من انتقادات، ونال "الرافعي" تقدير حكومة ثورة يوليو واحترامها، واعتبر اللواء محمد نجيب قائد الثورة كتب الرافعي الأساس للحركة التي قام بها الجيش وأنها ذخيرة وطنية للأمة، وقد منحته الدولة عام 1961 جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية.
ومن أبرز مؤلفاته: الجمعيات الوطنية (1922)، تاريخ الحركة الوطنية وتطور نظام الحكم في مصر (1929)..جزءان، عصر محمد علي (1930)، عصر إسماعيل (1932).. جزءان، الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي (1937)، مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية (1939)، محمد فريد رمز الإخلاص والتضحية (1939)، مصر والسودان في أوائل عهد الاحتلال (1942)، ثورة سنة 1919 (1946).. جزءان، في أعقاب الثورة المصرية (1947-1951)... ثلاثة أجزاء، مقدمات ثورة 23 يوليو 1952م (1957)، ثورة 23 يوليو 1952 (1957)، مذكراتي، الزعيم الثائر أحمد عرابي، شعراء الوطنية، وأربعة عشر عاما في البرلمان.