رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وليست كل الجيوش جيوشًا!

«جيوش الطوائف. جيوش العروش. جيوش الأوطان»
«١»
فى بعض الأوقات يكون الصمت جريمة كاملة فى حق الوطن الذى يأوينا، ومن يعرف ويصمت لا يستحق فى هذه الأوقات شربة ماء من نهر يجرى فى هذا الوطن، أو كسرة خبز يُزرع قمحها فى تربته أو يُدفع ثمنها من قوته. 
وهذه الأيام نحن فى فوهة البركان، ووصلنا إلى المستوى الأعلى وربما الحلقة الأخيرة من آخر الحملات الصهيو غربية ضد أوطان الشرق هذه المبتلاة ببعض شعوبها وبعض مسيرى عقلها. فلا مجال لمحاباة متنطعين، أو نخاسى أوطان أو حتى أكياس رمال تثقل خطوتنا فى المواجهة من كتلة أو ظهير يدعى الشعبية وتحركه رؤوس ضالة داخل مصر أو خارجها.
نعم هناك مؤامرات ضد هذه المنطقة يشتعل أوارها من فترة لأخرى منذ أن أجبرت القوى الغربية الاستعمارية على إنهاء الاحتلال العسكرى بصورته التقليدية القديمة. وهذه المؤامرات حلقة من حلقات الصراع بين الغرب والشرق منذ بزوغ نجم روما وقيام الإمبراطورية الرومانية. 
تغيرت الديانات وبقى الصراع فى جوهره قائما على محاولات الاستحواذ على خيرات الشرق. صراع الكنائس بين بعضها البعض من ناحية، وبينها وبين الأباطرة من ناحية أخرى كان حلقة، وقيام إمبراطورية الخلافة ثم اكتساحها دولا غربية كان حلقة. والحملات الصليبية كانت حلقة. ثم الاستعمار الغربى الحديث الذى انتهى بغرس الدولة العنصرية فى هذه المنطقة كان آخر الحلقات الممتدة للآن.
«٢»
وقوع مصر فى قلب هذا العالم جعلها قسرًا جزء لا يتجزأ من جميع حلقات الصراع. أدرك قادة الغرب عبقرية موقعها وعبقرية شخصيتها فاستهدفوها دائمًا. وحين كانت للشرق اليد العليا فى عصور توهج الخلافة تعاملوا معها بمنطق استغلالى لم يختلف كثيرا عن اطماع الغرب فيها. فالغرب هدف لاستغلالها بشكل مباشر، بينما حاول الشرق صباغة هذا الاستغلال بمساحيق تجميلية عن الجسد الواحد والدين الواحد وعن وجوب استخدام قدرة المقاتل المصرى فى سبيل الصد عن هذا الجزء الواحد، بينما حين كانت تسقط هى، كانت جميع مكونات هذا الواحد تشيح بوجوهها بعيدًا وتتركها تواجه مصيرها! 
متذ بدء ما يسمى بالربيع العربى أصبحت مصر بصراحة وعلانية فى مواجهة الكل، الشرق والغرب. هذه هى الحقيقة الموجعة. الغرب أعلن خرائطه الوقحة باستهداف تقسيم دول الشرق والسطو على مقدراته وثرواته، وباتت أدواته معروفة للجميع، الدولة الصهيونية التى تقوم بمخلب القط، والجماعات الرايكالية المتأسلمة بمختلف طوائفها ومذاهبها ومسمياتها والتى تقوم بدور كلاب الحراسة، مثلما كانت قبائل العرب قبل الإسلام تفعل بالقتال نيابة عن الفرس والروم! 
إن هؤلاء حديثا قد بادروا من تلقاء أنفسهم فنفذوا طائعين الأجزاء الخاصة ببلادهم من تلك الخرائط الاستعمارية الحديثة، فانطبق عليهم قول الله تعالى «يخربون بيوتهم بأيديهم»، ثم تفرغوا للقيام بمهتمهم الثانية التى تتسق مع أدوارهم التاريخية السابقة بأن يقوموا بمساعدة سادتهم من الفرس والروم على تنفيذ ما تبقى من خططهم – التى سيكتشفون بإذن الله أنها أصغاث احلام - وهو وباختصار تركيع مصر! 
«٣»
لم تكن لأى خطط أو مؤامرات أن تتحقق إلا بشروط، كلها تخص دول هذه المنطقة المنكوبة ببعض شعوبها. وأول هذه الشروط أن كل الدول التى استقلت بقيت على حالها من التهافت العلمى والعسكرى والاقتصادى وتفرغ أهلها فى عقود ما بعد الاستقلال للصراع والتناحر بين طوائفهم وقبائلهم وقاداتهم وعِممهم وقفاطينهم، فأصبح بأسهم بينهم شديدًا فى كل دولة، فهانوا وصغروا، فاستقل بهم أعداؤهم، وسخروا من بعض رءوسهم علانية، وغدت القصور قبورًا تأوى موتى، وبعض أماكن العبادة ضجت بالشياطين والأفاعى التى لا تقوى سوى على لدغ أهالى الديار!. 
وثانى الشروط لتحقق أى مؤامرة فى أى دولة، هو أن يتخذ شعب هذه الدولة قرارًا ضمنيًا جماعيًا بالخيانة الصريحة، أو الضمنية بالتخلى والهروب، وبيع الوطن، والشح بأى غالٍ أو حتى رخيص من أجل حفظ ترابه أو حتى حفظ ماء الوجه. 
أما الشرط الثالث لسقوط وطن، فهو أن يكون جيشه من أحد هذين النوعين، جيوش الطوائف الدينية أو القبلية، أو جيوش العروش التى تدافع عن عرش لا عن وطن!
«٤»
منذ عدة سنوات وفى مناسبة الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، قمت بعرض ملخص كتاب إسرائيلى اسمه التقصير أو المحدال كتبه بعض العسكريين والمراسلين الصحفيين عام ٧٤ وتم ترجمته قبل أن تحاول إسرائيل نشر دعايتها الكاذبة عما حدث فى هذه الملحمة المصرية الكبرى. 
وقت كتابة هذا الموضوع تحرجت فى ذكر ما ورد بالكتاب عن سر عدم اكتمال النصر فى الجبهة الشمالية غير المصرية. رأيت انه لا داعى لجرح المشاعر الوطنية لآخرين شاركوا مصر فى حمل السلاح. 
يبدو أننى لست وحدى من شعرت بهذا الحرج، وأن قيادة مصر كلها شعرت به بعد وقف إطلاق النار. فرغم كل ما حدث وتم تصديره للشعوب البائسة من شعارات جوفاء، واتهامات وقحة لمصر بالتخلى، فرغم كل ذلك لم يصرح أحدٌ من المصريين رسميًا – ربما بنفس دواعى التحرج – بما ورد صراحة فى الكتاب الإسرائيلى. 
ويمكن تلخيص ذلك فى عبارات صريحة أن طبيعة المقاتل هى التى حسمت النتائج فى الجبهتين الجنوبية «المصرية» والأخرى الشمالية، بنجاح المصريين فى استعادة قناة السويس، ودهس النقاط الحصينة ببارليف، وحسم معارك دبابات رهيبة هى الأقوى فى التاريخ لصالح المصريين، بينما بقيت الجبهة الأخرى تحت الاحتلال لنفس السبب، وهو طبيعة المقاتل على تلك الجبهة الشمالية!
وردت تفصيلات كبرى تفضح ما حدث، وأنه كان يمكن تغيير وجه تاريخ تلك الجبهة لو كان المقاتل من نفس طراز المقاتل المصرى! 
لم يكن ينقصهم دبابات روسية، بل على العكس فقد كان لديهم فائض، وكانت إسرائيل على وشك التسليم بهزيمتها هناك لولا ما فعله المقاتلون العرب من انسحاب غير مبرر! 
ثم تم تلبيس مصر الجرس كذبا وبهتانا، واتهامها بما لم تقم به. وصمت الجميع عن قول الحقيقة احتراما لأوهام كاملة عن قومية هى غير موجودة غير فى خيالات بعض القادة والسياسيين والمفكرين خدعوا بها العامة!. 
نعم هناك مصالح مشتركة ومشاركة ودفاع متقدم عن الأمن القومى لكل وطن، لكن ما حدث بعد نصر اكتوبر ولمدة خمسة عشر عامًا من حصار مصر ورجمها رغمًا عن أنف الحقيقة والتاريخ يقول إن هناك شيئا ما خطأ فى تلك النظرية المتجمدة منذ أربعينات القرن الماضى عن تعريف محدد لفكرة القومية تفترض أن كل ما هو عربى هو قطعًا من الجسد المصرى!. 
«٥»
منذ أن قام رئيس دولة عربية بغزو دولة عربية أخرى وزج ببلاده وبدول المنطقة فى حلقة جديدة من حلقات السحق، يمكن القول إن ما قام به هذا الرئيس وسار خلفه جيشه دون أن يجرؤ على رده أحدٌ كان تدشينا وتجسيدا لمأساة «جيوش العروش» التى تضع الجالس على العرش بديلا عن الوطن، يأتمر بأمره وكأنه تحول لملكية خاصة لدرجة أنه يخوض حربًا أو بالأدق يعتدى على دولة أخرى دون أن يكون لديه مؤسسية الرفض والترويض والحفاظ على مقدرات الأطان أو التمسك بالحد الأدنى من قيم الجوار والأخلاق والدين! والغريب أن الغوغائية تقدم هذا الرئيس حتى الآن كبطل قومى عربى!.
«جيوش العروش» هى كل جيش فى هذه المنطقة تورط فى مشهد لا علاقة له بدراسات الأمن القومى أو تحقيق أهداف وطنية نصت عليها الدساتير من حفاظ على استقلال الأوطان ووحدة أراضيها ومقدراتها وأمن شعوبها. 
تتحول تلك الجيوش إلى أشبه ما تكون بقوات مرتزقة لا تهدف سوى لحماية العرش وتحقيق مكاسب خاصة لقادتها وأفرادها، دون أن يكون لديها خطط علمية مدروسة متقدمة لتطوير نفسها وتقوية تسليحها ومجاراة التسليح العالمى أو الحد الأدنى منه القادر على القيام بواجبه. يتحول إلى عبء على الوطن، وحين يتم اختباره بشكل عملى حقيقى يعجز، ويضيع بعجزه ما بقى من أشلاء وطن!. 
«٦»
أما «جيوش الطوائف» فى هذه المنطقة فحدث ولا حرج! كل التنظيمات المسلحة أو الميليشيات المسلحة التى تقوم على تسليحها وتدريبها والإنفاق عليها دولٌ أخرى وجيوش نظامية أخرى هى جيوش طوائف. 
كل جيوش نظامية ثبت فى السنوات الماضية انشقاقها عن الدولة وتحول ولاؤها لقبيلة أو طائفة. هو الجيش الذى يحارب من أجل طائفة أو قبيلة. أو جيش نظامى من المفترض أن يمثل المؤسسة الرسمية الحامية لدولة أو وطن، لكنه ومنذ تكوينه فقد تكون على أسس مذهبية ضيقة، فاستبعد طوائف من الشعب وأغلق نفسه على طائفة معينة، فتحول واقعيًا وفى أعين شعبه إلى جيش الطائفة لا جيش الوطن، ولما حانت لحظات الاختبار كان يسقط فى اللحظة تلو اللحظة، ويترك الأرض تلو الأرض، لانه باختصار لا يقاتل من أجل الأرض إنما من أجل الطائفة أو القبيلة! 
«٧»
أما النوع الثالث فى منطقتنا فهو الجيوش الوطنية. أى الجيوش الحديثة الطبيعية مثل باقى جيوش الدول فى باقى القارات!. 
جيش يدافع عن وطن أو دولة. يدافع عن أراضيها وحدودها وشعبها ومقدراتها. أولى سمات تلك الجيوش أن يكون فى تكوينه نسيجًا متشابكًا من جميع أبناء الدولة لا يمكن أن يتمم تفكيك خيوطه على الإطلاق. خيوطة متشابكة كالغزل الواحد.. قطعة نسيج واحدة. 
وسمتها الثانية توحد ووضوح عقيدتها أو عما تدافع. قضيتها محسومة ليست محل شك أو ضباب بين الأفراد من القيادة الأعلى حتى الجندى الذى لم يرتد زيه العسكرى بعد. 
وقضيته أنه يدافع عن دولة.. عن وطن. ويكون بلا شرف إن فرط أو خان أو تخاذل، فيؤثر الموت على أن يتم ربطه بمشهدٍ من مشاهد عدم الشرف العسكرى. 
فى الشرق الأوسط ليست هناك خيارات كثيرة. واحد من الخيارات الثلاثة. الجيوش الوطنية هى الشفرة الوحيدة القادرة على الصمود أمام الموجات المتلاحقة من الاستهداف. 
جيوش العروش ساقطة لا محالة، وجيوش الطوائف مستخدمة حتى ولو رغمًا عنها لأنها ممتطاة منذ أول تكوينها وحتى فنائها!.
وصمود الجيوش الوطنية فى الشرق الأوسط مشروط أيضًا بشروط بدونها يبدو الحديث عن الصمود وهمًا. أول الشروط أن تكون الشعوب أيضا على نفس القدر من الوعى الوطنى فتكون أقوى أسلحة جيوشها فى معارك الحسم، لا أن تكون أكياس رمال تعيق الحركة فى وقتٍ لا رفاهية فيه للتنطع فى غير موضعه! 
وثانى الشروط أن تكون قاطرة الوعى أو النخب العقلية غير مغسولة الدماغ، فتقوم بتوفير جزء من طاقة الجيوش فى الشرح والتفسير للشعوب. 
وثالث الشروط أن يكون لدى كل جيش خطته طويلة الأمد ليكون دائمًا مواكبًا للتطور العسكرى فكرًا وتسليحًا، وألا يستجيب لضغوط أو ابتزاز داخلى أو خارجى. 
حين نلقى نظرة على المشهد الحالى وبعد سنوات من محاولات تفكيك الدول والعبث بها فى الشرق الأوسط، تصيبنا الحسرة ويعتصرنا الألم. 
فمنذ ثلاثة عقود كان بالمنطقة العربية عدة جيوش كان يمكنها أن تشكل قوة عسكرية شرقية تتصدى لتلك الحلقة من الصراع، لكن لم يبقَ منها على قيد الحياة سوى الجيش الوطنى المصرى، وسقطت أوطان جيوش العروش، وسقطت أوطان جيوش الطوائف المذهبية والقبلية!.
لنتخيل لو أن كل هذه الأعداد من مقاتلى كل ميليشيات المنطقة كان قد تم تربيتها على قيم الوطنية وشكلت قوام جيوش وطنية لبلادها.. لو حدث ذلك هل كان يمكن لأى خطة تقسيم أو تخريب أن ترى النور؟! أو على أقل تقدير هل كان يمكن لأى منها أن تتم بهذه الصورة المهينة لتلك الأوطان؟. 
هى فكرة من اعتقدها نجا ونجا معه وطنه، ومن كفر بها أسقط وطنه وسقط فى الدرك الأسفل من التاريخ!. 
«٨»
أنا مهمومٌ ببلادى فقط. ول ذلك أقول أننا قد قطعنا شوطا كبيرا فى طريق النجاة، لكن المشهد الحالى ينبىء بأننا فى مشاهد الحسم الأخيرة، لذلك وجب الحديث بصراحة شديدة.
أنا أثق كل الثقة فى أن مصر لن تسقط أبدًا، لكن على كل فرد مصرى أن يقوم بدوره وواجبه وأن يدفع ثمن عدم السقوط. أثق فى قوة مصر الصلبة وأنها قامت وتقوم بواجبها بشرف وكفاءة وتجرد، وأنها لم تهدر أى فرصة لتحديث وتطوير نفسها وتجديد حيويتها القادرة على مجابهة أى تحديات مهما كثرت ومهما تآمرت عليها قوى قريبة أو بعيدة أو أنظمة دول محلية تقوم بدور كلاب الحراسة.
لكن لدينا معضلات داخلية تتعلق بتعاطى كثير من أفراد نخبتنا مع المشهد. إننى لا أثق فى كثير من وجوه نخبتنا..كل يوم اكتشف وجها من وجوه هذه المعضلات. اكتشف أن كثيرا ممن يقومون بتوجيه الرأى العام غير جديرين بهذا الدور. 
منذ أكثر من عام وحتى أيام قليلة مضت كان بعضهم يقود مشاهد التشكيك فى مصر، وكانوا يهللون لجيوش ومليشيات الطوائف، فلما سقطت الأقنعة كاملة فى الأيام الاخيرة صمتوا صمت أهل القبور. قائمة تضمالعشرات من أسماء معروفة من أهل الفن والأدب والصحافة والفكر لم نسمع لهم صوتا فى ضجيج معركة مصر دفاعا عن شرفها وأرضها، فجأة ظهرت هذه الأسماء فى مشهدٍ مذرٍ تتجيش دفاعا عن أسرة سقطت بكاملها فى وحل الخيانة! أسماء كنا نعتقد أنها تحيط بالحدود الدنيا من الوعى، فإذا بنا نكتشف أنهم خواءٌ كامل وعبءٌ على عقل مصر، وغير جديرين بأن يقدموا لنا فنًا أو أدبًا أو حتى أن تكون أسماؤهم من بين أفراد النخبة! أين مصر فى قائمة اهتمامات وأولويات هؤلاء؟! أفراد تلك الأسرة الساقطة ارتكبوا جرائم تحريض على العنف ضد رجال مصر الذين يقومون بدورهم الدستورى والقانونى. ثم فجاة يحاول أصحاب هذه الأسماء إقناعنا بأن أفراد هذه الأسرة ثوار وأصحاب قضية ومظلمة!.
إن العشرات من أصحاب هذه الأسماء حين وقعوا غلى تلك القائمة إنما كانوا يعلنون خروجهم التام على الدستور والقانون ومبادئ الدولة المدنية التى يتشدقون كذبًا بالدفاع عنها وعن قيمها! وقبلها أعلنوا سقوطهم التام وخروجهم عن المنطق الوطنى الذى بات يدركه حتى المواطن العادى!.
«٩»
إننى أختصم فى هذا الوطن كل من تخاذل أو حاول خداعنا أو غرس نصلا حادًا فى السنوات القليلة الماضية فى ظهر مصر. 
وكل من عرض بها وبمواقفها فى العام الماضى تحديدًا خاصة من أفراد النخبة الثقافية والإعلامية والدينية. 
أنا أختصم فى هذا الوطن كل صاحب عمامة عرّض بمصر وبموقفها مهما يكن اسمه أو منصبه رسميًا كان أو غير رسمى. 
أنا أختصم كل من هتف ضد مصر، وحاول تسويق الخديعة لأبنائنا وتصوير مقاتلين مأجورين خربوا أوطانهم بأنهم أبطالٌ يدافعون عن الدين.
«١٠»
منذ أكثر من ثلاث سنوات وجهتُ فى كتابى «الكتاب الأسود» تحذيرًا للمصريين بأن هناك أخطارٌ كامنة فى بعض الكتل البشرية التى دخلت مصر طلبا لأمانها. وذكرتُ بأن كثيرًا منهم هم بمثابة قنابل موقوتة لأنهم يؤمنون بفكرة جيوش الطوائف، وأنهم لن يكونوا مستأمنين على مصر، لأنهم لم يستأمنوا على أوطانهم. 
ذكرتُ هذا فى مقالات منشورة، حتى كانت مشاهد الأيام القليلة الماضية فرأيناهم يهتفون ويحتفون لسقوط ما بقى من أشلاء أوطانهم. 
وإننى أعيد تحذيرى مرة أخرى خوفًا مشروعًا على بلادى. هؤلاء خنجرٌ محتملٌ للانغراس فى قلب مصر فاحذروهم!. 
فلنعتصم بحبل جيشنا الوطنى، فبه فقط - بعد عون الله وعدله - سنتمكن من صد الموجة التى ربما ستكون الأعنف.
مصر باقية ما بقى الكون وما بقيت أوطان. هذه حقائق كونية. البقاء للأشرف والأقوى. 
وفى المشهد الراهن القوة القادرة هى الحق الذى سيعترف به العالم. 
فلا مكان للضعفاء فيما يحدث. فتجار المخدرات لا يحترمون ولا يقيمون لحياة من باعوا لهم الموت أى وزن. ومخدرات هذه اللعبة هى الاتجار بشعارات دينية وطائفية زائفة.. ومن سيضع نفسه فى قائمة المتعاطين فسوف تدهسه أقدام التجار!.