رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منها زُرعت على المقابر.. أسرار أقدم الأشجار في مصر القديمة

أقدم الأشجار بمصر
أقدم الأشجار بمصر القديمة

وجه المصري القديم نظره إلى الزراعة، في البداية، وشجعه على ذلك أرض مصر الخصبة وجوها المعتدل، ونهر النيل التي يعم الخير على أرضها، واهتم المصريين القدماء بزراعة أشجار بعينها عن غيرها، وهي تلك الأشجار التي اكتشفها علماء الآثار، مرسومة على جدران المعابد المصرية والمقابر، فكانت تشكل حياة وقوت المصريين في مصر القديمة.

منها يصنع النبيذ وأخرى زُرعت على المقابر

ونستعرض في التقرير التالي، أنواع وأسرار الأشجار والنباتات التي انشغل المصري القديمة بزراعتها لينتفع منها، وفقًا لموسوعة "مصر القديمة" للعالم الأثري سليم حسن.

السنط

عثر على رسم شجرة سنط في عهد الأسرة الثانية عشرة في مقابر بني حسن، وكان خشبه يستعمل في بناء السفن الحربية، والقوارب، كما يستعمل الآن في مصر لهذا الغرض، وكان يجلب من بلاد «وولت» بالنوبة، وزرع المصريين القدماء "زهر السنط" لاستخداماتها الغير عادية، حيث كان شجرها يدخل ضمن صناعة أكاليل الموتى، وثماره المعروفة بالقرض كانت تستخدم في الطب، وبعض الصناعات الأخرى كالدباغة.

النخيل

عثر على بقايا من جذوع النخل في مصر منذ العصر الحجري القديم العلوي في الواحة الخارجة، والنخيل كان يزرع في مصر منذ أقدم العهود، وكانت تستعمل جذوعه في السقف، وقد عثر على سقف مقبرة من فلوق النخل في سقارة، يرجع عهدها إلى الأسر الأولى، كما عثر على سقف من الحجر مقلدة عليه جذوع النخل في حفائر الجامعة بمنطقة الأهرام بالجيزة في مقبرة "رع ور" من الأسرة الخامسة، وفي مقبرة «فتاح حتب» بسقارة.

نخيل الدوم

عثر على بذور نخيل الدوم، في مقابر البداري، وفضلًا عن أكل ثمار النخل والدوم، فإن خوص أشجارها كان يستعمل في عمل السلال، وليفها لعمل الحبال والشباك، ويلاحظ أن عمل حبال أسطول الفرعون "سحورع"، التي كان يبلغ طول الحبل منها نحو ٣٠٠ ذراع كانت تصنع من ليف النخيل، وكان يصنع من خوص الدوم وفروعه السلال والحصير، والأطباق، والنعال والعصي والأقفاص.

شجرة الجميز
شجرة الجميز

شجرة الجميز

كانت تعتبر عند المصري القديم من الأشجار المقدسة، وكان يعتقد أن تابوت الإله أوزير نفسه صنع من خشبها، وكانت تظلله بفيئها من اليوم الرابع والعشرين من شهر كيهك إلى نهايته، وهذه المدة هي عيد الإله أوزير.

واستخدامات خشب شجرة الجميز، أيضًا من الامور المقدسة، فكان يستعمل الخشب عادة لعمل تماثيل الإلهات، ولصنع الأثاث والتوابيت والتماثيل، أما ثماره فكانت تؤكل وتقدم قرابين. وتستعمل المادة التي تتقاطر من لحاء هذه الشجرة عند قطعها بمدية في الأدوية، وبخاصة للعين وأمراض الجلد، وكان يصنع منه نوع من الخمر يسمى نبيذ التين.

البرساء

وهى الشجرة مقدسة للإله أوزير، وقد عثر على فروع منها يرجع عهدها إلى الدولة الوسطى، واستخدم المصريين القدماء خشبها لصناعة الأثاث وتماثيل المجاوبين، وتؤكل فاكهتها، وكانت أوراقها تدخل في صناعة معظم الأكاليل الجنائزية، وقد انقرضت هذه الشجرة من مصر حوالي القرن السابع الهجري.

أقدم الأشجار بمصر القديمة
أقدم الأشجار بمصر القديمة

شجرة النبق

 وقد عثر على فاكهتها في قبور عصر ما قبل الأسرات، ويستعمل خشبها كثيرًا في التجارة المصرية حتى الآن.

شجرة الأثل

وهي من الأشجار المقدسة أيضصا لدي المصري القديم، ولدي للإله أوزير، ولذلك زرعها المصري القديم على بعض القبور، ولا تزال تنمو بكثرة في مصر وكان يصنع من خشبها كثير من أدوات الفلاحة.

شجرة الصفصاف

استعمل المصريين القدماء أوراق هذه الشجرة في عمل الأكاليل في عهد الأسرة الثامنة عشرة وما بعدها، وهذه الشجرة كانت مقدسة في دندرة، وكان الملك يأتي في أحد أعياد السنة المقدسة وينصب شجرة صفصاف أمام الإلهة حتحور ويخاطبها.