منها الإله "خنوم".. أعظم الآلهة المحلية "عبدها المصريين القدماء في المقاطعات"
لم يعبد المصريون القدماء إله واحدا أو اثنين أو ثلاثة، قبل دعوة "إخناتون" للتوحيد، وإنما كانت لكل مقاطعة إله خاص بها، فكان يوجد في مصر ديانات عديدة بقدر عدد المقاطعات، ولهذا نكشف في التقرير التالي أعظم آلهة المقاطعات التي عبدها المصريين القدماء.
ووفقا لموسوعة "مصر القديمة" للعالم الأثري سليم حسن، تشير القوائم القديمة المختلفة، أنه كان في مصر في تلك العصور ٤٢ حكومة في مقاطعات مستقلة، وكثيرًا من هذه المقاطعات قد نشأ لأسباب إدارية، هذا إلى أن حدود هذه المقاطعات كانت تتغير حسب العصور.
عبادة الإلهة "نيت" في غرب الدلتا
ومن أهم المعبودات التي ذاعت عبادتها في غربي الدلتا الإلهة «نيت» إذ كانت تقدس في المقاطعتين الرابعة والخامسة، وكان مقر عبادتها بلدة سايس (صا الحجر الحالية)، وكانا عبادة «نيت» انتشرت في كل البلاد المصرية منذ بداية الأسرة الأولى.
ومن المثير للتفكير، أنه كانت الإلهات في ذلك الوقت لهن الحق في وراثة الملك كما كان للمرأة في الشرائع الدنيوية، وقد جاء في النصوص القديمة عن هذه الإلهة ما يأتي: «نيت» الأم العظيمة للإله «رع» وقد ولدت في الأول، في الوقت الذي لم يكن قد ولد فيه أحد، وقد أصبحت فيما بعد على رأس الثالوث الذي كان يتألف من «أوزير» الزوج، ومن ابنيهما «أرى-حس-نفر» الذي كان يمثل على شكل أسد وديع.
وفي الشمال، كانت توجد مقاطعة الخطاف في الغربية، تشمل بحيرة البرلس، وسكانها يمتهنون صيد الأسماك وعاصمتها بوتو «بر-وزيت» (إبطو الحالية)، وموقعها الحالي تل الفراعين، وكانت تعبد هذه المقاطعى، إلهة تتقمص ثعبانًا سامًّا يطلق عليه اسم «وزيت».
عبادة "خنوم" إله على شكل تيس في بلدة تل الربع
وفي الجهة الغربية نجد المقاطعة السادسة عشرة وعاصمتها بلدة «منديس» (تل الربع)، وكانت تسمى بالمصرية «بر-با-نب-زد» أي بيت روح سيد «زد»، وهي مقر عبادة إله على شكل تيس يعبد باسم «خنوم».
ثم جاء في العصور المصرية فيما بعد عبادة الإله «أوزير» الذي كان يتقمص هذا التيس، ومن ثم أصبح يطلق عليه روح سيد «زد».
عبادة إله النباتات "أوزير" في أبو صير
وبلدة «زدو» (أبو صير حاليا)، وهي عاصمة المقاطعة التاسعة، وهي مسقط رأس إله النباتات العظيم «أوزير»، هو بكر إله الأرض، ويسكن في أعماق الخصب، فيخرج الزرع والأشجار وكل الثمرات المختلفة الألوان، وهذا هو المظهر الذي تتمثل به روحه على سطح الأرض.
البقرات والثيران آلهة المصريين القدماء في الدلتا
ومن الحيوانات التي شاعت عبادتها في الدلتا البقرات والثيران، ويشير العالم الآثري سيلم حسن إلى أن هذا أمر طبيعي، لأن طبيعة أرض هذا الإقليم وخصبه تستدعي وجود هذه الحيوانات لحاجة الفلاح لها، فكان الثور يعبد في المقاطعة الحادية عشرة وعاصمتها «شدنو» (هربيط الحالية).
وكان يطلق المصريين القدماء عليه اسم «ثور شدنو العظيم»، وقد كشف حديثًا له عن مدافن في جبانة عظيمة موقعها «تل أبو يسن الحالي» وتدل الآثار التي كشفت على أن هذا المكان كان مدفنًا للعجول والطيور التي كانت تقدس في هذه الجهة، وبخاصة الصقر الذي وجد منه عدد عظيم محنط ومدفون في مكان خاص بعناية زائدة وكثرة عظيمة.
عبادة الإله "آتوم" في عين شمس
أما أعظم الآلهة المحلية التي كانت تعبد في الدلتا فهو الإله "آتوم" الإله المحلي للمقاطعة الثالثة عشرة ومقرها عين شمس، وكان يمثل «آتوم» في شكل حيوان يشبه «فار فرعون» الحالي، لأنه كما جاء في الأساطير، أن هذا الحيوان لا يظهر إلا عند الغروب ويسطو على الثعابين، وكذلك كان يمثل على شكل رجل متوج يحمل شارات الملك؛ وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أنه ملك الآلهة.
عبادة البقرة في الوجه القبلي
ومن مقاطعات الوجه القبلي المقاطعة الثانية والعشرون، وعاصمتها «بر-حمت» (وعني بيت البقرة) وموقعها إطفيح الحالية، وكانت البقرة تعبد في هذه الجهة بصفتها إلهة السماء، وعلى الضفة اليسرى توجد مقاطعة النخيل العليا، وهي المقاطعة العشرون وعاصمتها إهناس المدينة الحالية، وفيها معبد للإله "حرشف" وكان عباده يعتقدون فيه أنه إله عالمي، وأن عينيه هما الشمس والقمر، ومن أنفه يخرج الهواء، أما اسمه الذي على بحيرته فتفسيره أن معبده يوجد عند مدخل الفيوم حيث توجد بحيرة.
الإله سبك في الفيوم
وفي المقاطعة الحادية والعشرون، وهي عبارة عن واحة الفيوم التي سكنها المصريون منذ فجر التاريخ، وعاصمتها «شدت» (الفيوم الحالية)، وكان يعبد فيها الإله «سبك» الذي يمثل على شكل تمساح، وقد أقيم له معبد آخر عظيم في بلدة «أمبوس»، وهي بلدة كوم أمبو الحالية.