الدكتور هانى تمام: الذنوب ليست فقط الظاهرة كشرب الخمر.. ولكن هناك ذنوب باطنة كالحقد والحسد
قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، إن الإمام ابن عطاء الله السكندري، قال: “من لم يعرف قدر النعم بوجدانها عرفها بوجود حرمانها”، مؤكدًا أن المعنى أن من لم يدرك قيمة النعم وهو يتمتع بها، سيتعلم قيمتها عندما يحرم منها، لذلك على الإنسان أن يشكر الله دائمًا على نعمه ليزيده من فضله، استنادًا إلى قوله تعالى: "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ".
وأضاف “تمام”، خلال لقائه ببرنامج “مع الناس”، والمذاع عبر فضائية “الناس”، أن من الجوانب النبوية العظيمة، احترام النبي صلى الله عليه وسلم للنعم مهما كانت بسيطة، موضحًا أن النبي دخل على السيدة عائشة فوجد كسرة خبز ملقاة، فأزال عنها الغبار وقال: "يا عائشة، أحسني جوار نعم الله تعالى، فإنها قل ما نفرت من قوم فعادت إليهم".
وأشار إلى أن هذا الموقف النبوي يعلمنا تقدير النعم، مهما كانت بسيطة، والحرص على شكر الله عليها، كما يحذر النبي من التقليل من قيمة النعم التي قد لا تعود إذا فقدت، مشددًا على عدم مقارنة النفس بمن هو أعلى من حيث النعم، لأن ذلك قد يفتح أبواب الحسد والكراهية.
مقارنة الإنسان نفسه بمن هم أعلى منه تسبب الحسد والحقد
وأوضح الشيخ هاني تمام، أن من أسمى صور احترام النعم هو إنفاقها في سبيل الله، سواء كانت النعمة علمًا، مالًا، طاقة، أو قدرة، فإن إنفاقها يعبر عن شكر الله عليها، ويساهم في نشر الخير والجمال في الكون، مؤكدًا أن مقارنة الإنسان نفسه بمن هم أعلى منه تسبب مشاعر سلبية كالحسد والحقد، مما يؤدي إلى أضرار نفسية وباطنية.
وتابع، أن الذنوب ليست فقط ظاهرة كالكذب وشرب الخمر، بل هناك ذنوب باطنة كالحقد والحسد، التي يجب أن يجاهد الإنسان نفسه للتخلص منها، مستدلًا بقوله تعالى: “وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ”، لذا، على الإنسان أن يراقب قلبه كما يراقب سلوكه الخارجي، لأن الذنوب الباطنة أكثر خطرًا على نقاء النفس.