رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس عرقلة مفاوضات الهدنة في غزة.. العرب يواجهون تعنت نتنياهو ويتحدون الاحتلال

نتنياهو
نتنياهو

كشف 3 مسؤولين عرب من الدول الوسيطة عن مخططات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، حيث يرفض الموافقة على إنهاء الحرب وسحب قوات الاحتلال الإسرائيلية من القطاع مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين، وفقًا لما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأقر المسؤولون بأن حماس رفضت أيضًا المقترحات الأخيرة لوقف إطلاق النار المؤقت مقابل عدد صغير من المحتجزين، مؤكدين أن العروض الإسرائيلية غير مقبولة، لأنها تضمن استئناف إسرائيل للحرب الوحشية بعد تحرير المحتجزين.

مخططات نتنياهو لعرقلة مفاوضات الهدنة

وأشار أحد المسؤولين العرب، إلى أن السبب في أن مصر وقطر قدمتا المقترح لحركة حماس بالرغم من إدراكهم أنها سترفضه، هو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي كان لديها إصرار غريب لتمرير المقترح للحركة من أجل إحراز أي تقدم في المفاوضات.

وأوضحت الصحيفة أن الوسطاء العرب أبدوا استعدادهم لقبول خطوط حماس الحمراء بعد رفضهم محاولات إسرائيل باستئناف الحرب في قطاع غزة، أو بقاء قوات الاحتلال في القطاع، لكنهم رفضوا الخط الأحمر الذي وضعه نتنياهو والصفقات التي اقترحها ولا تتضمن هذين الشرطين.

وقال دبلوماسي عربي ثان: "تنظر الولايات المتحدة إلى الأمور بنفس الطريقة، حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب ويرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إن الولايات المتحدة لن تقبل بقاء القوات الإسرائيلية في غزة".

وفي تفسيره لعدم رغبة نتنياهو في التراجع عن هذين المطلبين، قال مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات إن سحب القوات الإسرائيلية من غزة من شأنه أن "يضر بصورة النصر" التي يحاول نتنياهو الترويج لها.

وتكهن الدبلوماسي العربي الأول بأن استراتيجية نتنياهو في الأشهر الأخيرة كانت تتمثل في عرقلة المفاوضات من أجل تأمين شروط أفضل لوقف إطلاق النار عندما يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في غضون شهرين، والسماح له بإبقاء قواته في القطاع واحتلاله عسكريًا.

وقال الدبلوماسي العربي من دولة وسيطة: "هذه الاستراتيجية خاطئة لأن حماس لن تتراجع عن مطالبها الرئيسية لمجرد أن ترامب في منصبه".

ضغوط كبرى على نتنياهو

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن تصريحات الوسطاء العرب تتزامن مع تحذيرات عائلات المحتجزين من أن ذويهم  لن يتمكنوا على الأرجح من البقاء على قيد الحياة لمدة شهرين آخرين في غزة، وحثت إدارة بايدن وفريق ترامب الانتقالي على التعاون من أجل تأمين صفقة قبل تنصيبه في 20 يناير.

واتفق المسؤول الإسرائيلي على أن ترامب قد يكون أكثر استعدادًا من بايدن لقبول وجود قوة متبقية في غزة بعد إنهاء الحرب، ومع ذلك، قال المسؤول الإسرائيلي إن هذا لا يعني أن حماس ستوافق على إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين في ظل مثل هذه الظروف، نظرًا لأن الجماعة الفلسطينية ترى فيهم ورقة ضغط أخيرة لإقناع إسرائيل بالانسحاب الكامل من غزة.

وأوضحت الصحيفة أن بقاء قوات إسرائيلية في قطاع غزة لا يعني بالضرورة القضاء على حماس بالكامل، لأنه سيكون هناك دائمًا فلسطينيون يرغبون في الانضمام للحركة الفلسطينية، وكلما طال أمد الحرب كلما زادت احتمالات ارتفاع شعبية حماس في غزة وانضمام الآلاف لها.

وقال الدبلوماسي العربي: "الجميع يرى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي البنية الأساسية اللازمة للبقاء في غزة إلى أجل غير مسمى"، في إشارة إلى توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي لممر نتساريم وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة بعرض خمسة كيلومترات إلى جانب تركيب أبراج خلوية وخطوط مياه من إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى انه من أكثر الأمور انتقادًا، أن إسرائيل لا تريد أن تتدخل في شؤون غزة المدنية، حيث رفض نتنياهو، أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، وشبهها بحماس، ولكن المجتمع الدولي ينظر إلى رام الله باعتبارها البديل الوحيد القابل للتطبيق لحماس وحاسمة في خلق أفق سياسي لنتيجة الدولتين في نهاية المطاف - وهو الإطار الذي ترفضه إسرائيل.

وقال الدبلوماسي العربي "إن الولايات المتحدة تعلم أن نتنياهو هو العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق لكنها ترفض أن تقول ذلك علنًا".

وأضاف: "في كل مرة اقتربنا فيها من التوصل إلى اتفاق، أضاف نتنياهو شروطًا جديدة أو أصدر تصريحات عامة تؤدي إلى انهيار المفاوضات".