ومَن أحياها
تبقى منصات الإعلام الوطنى منبرًا يهتم بمطالب الناس، ويرفع شكاواهم لأولى الأمر؛ لإيصال ما يكون عرضة لعدم الالتفات وسط مئات بل آلاف الملفات التى تعرض على المسئولين كل يوم.
من هذا ما رأيته رؤية العين وأُبرزه فى هذا المقال؛ لعل أحد السادة المسئولين عن طريق الواحات فى بدايته من اتجاه طريق الفيوم وبالتحديد فى المنطقة الواقعة عند مدخل مدينة حدائق أكتوبر والمعروفة شعبيًا باسم «مدخل زويل» يلتفت إلى هذه الشكوى، ويأمر بإزالة أسبابها.. فقد عجزت عن تحديد الجهة المسئولة عن هذا الطريق بين هيئة الطرق أو رئاسة جهاز المدينة، وغيرهما.
المهم فى الأمر أن آلاف المواطنين، ولن أبالغ إذا قلت إن أكثر من مليون مواطن من المشاة، يضطرون يوميًا لقطع هذا الطريق، والذى يبلغ اتساعه نحو سبع حارات فى كل اتجاه، سواء عند النزول من وسائل النقل القادمة بهم من وسط القاهرة والجيزة، أو لركوب أخرى تنقلهم إلى أحياء مدينة السادس من أكتوبر، علمًا بأن السرعة المقررة تقدر بتسعين كيلو مترًا فى الساعة.
تخيل، عزيزى القارئ، كيف لرجل مُسن أو كيف لأم تصطحب صغارها أو حتى شابًا أو فتاة أن يعبروا نهر طريق بهذا الاتساع ،وممهد على أفضل ما يكون؛ بما يسمح بتدفق حركة سير المركبات فى الاتجاهين بسرعة جنونية ليلًا ونهارًا؟؟
أظن أن أولياء أمور عابرى هذا الطريق من المشاة تحديدًا يستمرون فى الدعاء والابتهال منذ لحظة مغادرة ذويهم إلى حين يطمئنهم المغامر بمكالمة تليفونية، تزف لهم بشرى نجاح المغامرة، وعبور الطريقين ذهابًا، ثم تتكرر نفس اللهفة وذات القلق عند اقتراب موعد العودة.
بالفعل هناك خدمة مرورية موجودة فى المنطقة المذكورة، لكنّ عاقلًا لا يمكن أن يتصور استمرارهم فى إيقاف حركة تدفق السيارات بصورة يدوية مع زيادة كل هذه الأعداد من السيارات، واستمرار تدفق حركة المشاة على النحو السابق وصفه، مع الإشارة أيضًا إلى أن هذه الخدمات مشغولة أيضًا بتحرير المخالفات، وتحصيل غراماتها من سائقى الميكروباصات، فليس من المنطقى تكليفهم بهذا وذاك فى آن واحد.
الحل بسيط جدًا، وإن كلف الدولة بعض المال، فكل المال يهون فى سبيل الحفاظ على روح إنسان، يقترح البعض حفر نفق للمشاة يربط بين الاتجاهين، أو إنشاء كوبرى للمشاة، أو عمل إشارات إلكترونية مرتبطة بكاميرات لتسجيل أرقام السيارات المخالفة، أو حتى إقامة مطب صناعى فى كل من الاتجاهين.
هذا أيها السادة ليس شأنا شخصيًا إطلاقًا، ولكنه شأن عام يشغل عددًا كبيرًا من المواطنين بل ويهدد حياتهم فى كل لحظة، حفظ الله الجميع، وسلم بلادنا من كل مكروه وسوء.