إبراهيم عبدالمجيد فى "أوراق الدستور": جرحت يدى وكتبت وثيقة بدمى
قلّب الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد في ذكرياته خلال مشاركته في «منتدى أوراق» الذي تستضيفه مؤسسة “الدستور” ويديره د. يسري عبدالله، أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان.
وقال عبدالمجيد: "لم أذاكر أكثر من شهر في المدارس، كنت ألعب وأمرح وأقرأ وأذاكر آخر شهر، القراءة كانت تتكفل بتعليمي كل شيء في الإعدادية كانت المصاريف 3 جنهات ونصف، والجامعة كانت 18 جنيهًا والحقيقة كنت أودّ دخول الثانوية، لكنها كانت مكلّفة جدًا، فقررت دخول الثانوية الصناعية وكان ترتيبي في الكشف حين تقدمت للصنايع 28 وقبلي كان السادس على الجمهورية، وكنت أقرأ الكثير من الكتب، ولدىَّ أصدقاء هم الآن أساتذة عِظام".
وتابع عبد المجيد: “علّمت نفسي الإنجليزية في الإعدادية، وكنت أترجم كتب وأكتب على غلاف ترجمتي هذه ترجمة شاب صغير فدع الأخطاء، وحين بدأت أكتب عرفت أن هناك جماعة أدب ووجدت مصطفى نصر وسعيد سالم وحين ذهبت اكتشفت أنني حضرت ندوة كانت التحول في حياتي 1962 وكان هناك محمد مندور، وفي الدوة تحدث عن المذاهب الأدبية والكلاسيكية والرومانتيكية واكتشفت أن ما أقوم بعمله كلام فارغ، الكتابة شكل وإثراء للمضمون وهناك العديد من الاختلافات، وتوقفت عن الكتابة ورحت اقرأ في تاريخ الأدب وكتبت قصة اشتركت بها في مسابقة للقصة عند فتحي الإبياري وفوجئت أن القصة فازت بالمركز الأول على مستوى الجمهورية بمقدمة لمحمود تيمور قال فيها إن قصة "حلم يقظة" كتبها قصاص موهوب، وهنا قررت ترك الإسكندرية بعد ان عرفت انني كاتب قادم.
وواصل: “كان لدىّ حلم أن ادخل كلية الآداب منذ أن كنت أدرس في الترسانة البحرية، ورحت أكتب وأنشر وأقبض مقابل ما أكتب، وتعرفت على الكثيرين، لكنني عرفت أن الأدب مذاهب وأشكال، والنقاد كتبوا المذاهب على ضوء المكتوب”.
وواصل: “كل القراءات النقدية جاءت من الكتابة وهنا يمكن أن تلعب فيما تكتب، وتكتب جديدًا وفي القاهرة قررت ألا أغضب من أي أحد وأكتب فقط، ورحت أكتب وهناك موقف حدث 1978، لم يكن هناك إخوان مسلمون وكانت الجامعة حركات يسارية ماركسية، وكنت في الحركة وأقوم بعمل مجلة يسارية، وأصبحت عضوًا في الحزب الشيوعي المصري”.
وثيقة بالدم
واختتم: "كانت جماعة فيها عبده جبير وعبده فخري وكنت مسئول الاتصال في الخلية، وكل نشاطنا في السياسة، وحين كنت أكتب قصة أجد فيها سياسة وكلاما مباشرا، فمزقت القصة، وندمت، وفي مرة كنت مع عبد الوهاب الأسواني، فحكيت له وقلت له السر، إنني في الحزب الشيوعي، وما أجده من تدخل السياسة في الكتابة، فقال لي اخرج من هذا التنظيم لأن هناك آلافا يوزعون المنشورات، ولكن ليس هناك آلاف من الموهوبين في الكتابة، وأذكر يومها أنني رحت لعبده جبير وكتبت مع جبير وثيقة بالدم بعد أن جرحنا أيدينا، أننا لن ننضم لهذه التجمعات مرة أخرى وتفرقنا حتي إنني بدأت كتابة روايتي المسافات ولم أنهها وسافرت للسعودية، كانت هذه الليلة واحدة من أهم الليالي في حياتي وهنا قررت كتابة المسافات، ووجدت نفسي أكتب وتذكرت ألف ليلة وليلة وحكايات القرآن الكريم وكانت دراساتي في الجامعة والامتياز في الانثربولوجي، حين كان المدرس يكتب على السبورة عناوين الكتب الأجنبية، والمهم كتبت الرواية بمنطق وجدتها وتخلصت من ضغط السياسة لا شعوريا، وأنا لدي إيمان منذ أن قرأت كتاب تفسير الاحلام أن الذي يذهب للاشعور لا يضيع، والنسيان ليس معناه أن ما نسيته غير موجود، موضوعات تملأ روايات كثيرة.