نهب المساعدات.. تقارير غربية: إسرائيل تحمى العصابات المسلحة لسرقة القوافل
بعدما انتقدت وزارة الخارجية الأمريكية، التعامل الإسرائيلى مع قضية المساعدات، واعتبرت تل أبيب تتحمل جزءًا من مسئولية سرقة المساعدات الإنسانية فى قطاع غزة، فى ظل غياب سلطة لتوزيعها، أصبح تورط الكيان الصهيونى فى تجويع الفلسطينيين، أمرًا مسلمًا به.
قال الدكتور صلاح عبدالعاطى، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين «حشد»، إن الاحتلال الإسرائيلى يتعاون مع مجموعة من العصابات التى يُسهّل مهمتها لسرقة الشاحنات على الطريق، ومن ثم طرحها وبيعها فى الأسواق بأسعار مرتفعة.
وأوضح «عبدالعاطى»، لـ«الدستور»، أن هناك عصابات مسلحة، كلٌ منها مكون من نحو ٤٠ شخصًا، تتواجد على الطرق الرئيسية لقطع المساعدات وسرقتها، مؤكدًا أن نسبة الجريمة زادت فى قطاع غزة إلى ١٠٥٪ بسبب الانفلات الأمنى منذ بداية الحرب على القطاع.
وأضاف: «تجرى سرقة ٧٨.٤٪ من شاحنات المساعدات، إذ يصل فقط ١١.٨٪ من إجمالى الشاحنات العابرة، ويجرى بيع ٩٦٪ من المساعدات المسروقة بأسعار تصل إلى ١٠٠٠ ضعف قيمتها الأصلية».
ودعا المجتمع الدولى إلى اتخاذ تدابير عاجلة لضمان استعادة الأمن وسيادة القانون فى قطاع غزة، وتوفير الحماية للمساعدات الإنسانية وضمان توزيعها بشكل عادل، ومحاسبة الاحتلال على جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات المستمرة.
من جهته، ذكر الدكتور منصور أبوكريم، الباحث السياسى الفلسطينى، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى فشل فى تأمين حماية المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة، رغم تعيينه جنرالًا لتنسيق عملية إدخال المساعدات، مضيفًا: «هذا الفشل يعكس استمرار إسرائيل فى استخدام سلاح الجوع كأداة ضمن حربها ضد القطاع».
وأضاف «أبوكريم»: «إسرائيل تسمح لعدة عصابات وقُطاع طرق بالوجود قرب القوات الإسرائيلية وعلى طرق إدخال المساعدات، ما يؤدى إلى سرقة ونهب تلك المساعدات، وهذا يزيد الوضع الإنسانى والاجتماعى فى القطاع سوءًا».
وتابع: «قطاع غزة، خاصة المناطق الجنوبية منه، على مشارف مجاعة عامة؛ فهناك نقص حاد فى السلع الأساسية، مثل الزيت والسكر والدقيق، بسبب إغلاق المعابر الإسرائيلية»، مشيرًا إلى أن سرقة المساعدات التى تصل إلى القطاع تسهم فى تفاقم الوضع، نتيجة الفوضى التى تعم القطاع بعد انهيار المنظومة الأمنية لحركة حماس؛ جراء الضغوط الإسرائيلية.
ولفت إلى أن غياب السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية فى القطاع أسهم فى ظهور العصابات وقُطاع الطرق، الذين يهاجمون الممتلكات العامة والخاصة ويسرقون المساعدات.
وقال: «الوضع فى غزة أصبح مأساويًا، فلا يجد المواطنون قوت يومهم، ويعانون نقصًا حادًا فى المواد الأساسية، مثل الدقيق والسكر والخضار والفواكه.. هذه الأوضاع، مع دخول فصل الشتاء، تؤدى إلى انتشار سوء التغذية بشكل كبير».
وأكد أن الوضع فى القطاع كارثى؛ نتيجة لفشل الجيش الإسرائيلى فى حماية المساعدات، والانهيار الأمنى فى قطاع غزة، ورفض إسرائيل السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة لتنظيم الحياة هناك.
بينما قال أحمد المجايدة، شاب فلسطينى يعمل بالإلكترونيات من غزة، إنه منذ فترة طويلة يعانى المدنيون فى غزة نقص المواد الأساسية، لافتًا إلى أن المؤلم هو نقص هذه المواد بالرغم من وصولها القطاع، ولكن السبب هو سرقتها من قبل العصابات.
وأضاف «المجايدة»: «نحتاج للمساعدات الإنسانية بشكل ضرورى، لكن للأسف لا نستطيع الوصول إليها»، مؤكدًا: «المساعدات تسرقها العصابات التى تقطع الطرق على شاحنات المساعدات أمام مرأى ومسمع من قوات الاحتلال».
وتابع: «المساعدات تسرق بالقرب من نقاط التفتيش الإسرائيلية أو فى أماكن أخرى سيطرت عليها الفوضى بإشراف الاحتلال».
وحسب شبكة «إن بى سى نيوز»، الأمريكية، فقد أدت سرقة المسلحين لنحو ١٠٠ شاحنة محملة بالغذاء وغيرها من المساعدات الإنسانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلى ارتفاع الأسعار، وتسببت فى نقص فى وسط غزة، إذ يتكدس مئات الآلاف فى مخيمات بائسة.
وأشارت إلى أنه فى يوم الإثنين الماضى، انتظر حشد من الناس خارج مخبز مغلق فى مدينة دير البلح بوسط المدينة، دون أمل.
وقالت امرأة نزحت من مدينة غزة، وعرفت نفسها باسم «أم شادى»، إن سعر الدقيق ارتفع إلى ٤٠٠ شيكل «أكثر من ١٠٠ دولار» للكيس، إذا كان من الممكن العثور عليه.
وقالت الأمم المتحدة إن مسلحين سرقوا الطعام والمساعدات الأخرى من ٩٨ شاحنة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهى أكبر حادثة من نوعها منذ بداية الحرب، ولم تذكر من كان وراء السرقة.
بينما كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية، عن أن العصابات المسلحة تسرق المساعدات تحت أعين وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلية.
وتمكنت الشرطة الفلسطينية من القضاء على متهمين يسرقون قوافل الغذاء، وبالمجمل وحسب وزارة الداخلية فى غزة، قتل ٢٠ عنصرًا من العصابة المتورطة فى سرقة شاحنات المساعدات.
وتابعت الشرطة أن كل حوادث السرقة وقعت فى منطقة السيطرة الإسرائيلية، ولا يوجد بها أى من مقاتلى حركة حماس.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن قافلة من ١٠٩ شاحنات تلقت تعليمات من الجيش الإسرائيلى باتخاذ «طريق بديلة غير مألوفة» بعد إدخال المساعدات عبر معبر كرم أبوسالم، وإن الشاحنات سُرقت بالقرب من المعبر نفسه.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أنه لطالما اتهمت إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات، وهى الاتهامات التى نفتها الحركة الفلسطينية، وأثبتت حوادث سرقة العصابات للمساعدات صحة رواية حماس وأكاذيب إسرائيل.
وقال باسم نعيم، وهو مسئول كبير فى حماس يقيم فى قطر، إن اللصوص كانوا من الشباب من القبائل البدوية فى المنطقة، مؤكدًا أنهم لا يمثلون بالضرورة القبائل، لافتًا إلى أنهم يعملون شرق رفح بالقرب من المواقع العسكرية الإسرائيلية.