"وول ستريت جورنال": أوكرانيا تختبر تهديدات بوتين باستخدام صواريخ أمريكية لأول مرة
رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الهجوم الذي نفذته أوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى وفرتها الولايات المتحدة يمثل اختبارًا حاسمًا لتهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على مثل هذه العمليات.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته، اليوم الأربعاء، أن إطلاق أوكرانيا صواريخ (أتاكمز) الأمريكية لضرب منشأة تخزين ذخيرة في منطقة بريانسك الروسية جاء بعد أيام من موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن على استخدام هذا النظام، مما قد يدفع النزاع إلى مرحلة تصعيدية جديدة.
وأضافت أن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وصف الهجوم بأنه "إشارة على رغبة في التصعيد"، واعتبره مرحلة جديدة في الحرب. وكانت روسيا قد حذرت مسبقًا من أن استخدام صواريخ طويلة المدى على أراضيها قد يُعتبر هجومًا من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما قد يؤدي إلى رد واضح، لكنها لم تحدد طبيعة الرد.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، تعديلات على العقيدة النووية الروسية، في خطوة وُصفت بأنها تحذير إضافي للغرب. لكن البيت الأبيض استهان بهذه الخطوة، واعتبرها استمرارًا لما وصفه بـ"الخطاب غير المسئول" الذي اعتادت عليه موسكو.
وأفادت بأنه بينما كانت إدارة بايدن مترددة في البداية بشأن تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ خشية تصعيد النزاع، جاء قرار الموافقة بعد تقارير عن نشر روسيا آلاف الجنود الكوريين الشماليين في منطقة كورسك. وتطالب كييف الآن بتوسيع الدعم الدولي عبر السماح باستخدام أسلحة أخرى طويلة المدى، مثل صواريخ ستورم شادو البريطانية، بينما لا تزال ألمانيا ترفض تزويدها بصواريخ تاوروس.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، اتهم بوتين الغرب بالمشاركة المباشرة في الحرب إذا استمر في دعم أوكرانيا بأسلحة متطورة مثل أتاكمز. كما أشار إلى احتمال تعزيز الوجود العسكري الروسي في دول قريبة من الولايات المتحدة، مثل إرسال غواصة نووية وفرقاطة إلى كوبا.
ووفقًا لتقديرات أمريكية وأوكرانية، تعزز روسيا أيضًا تعاونها مع إيران وكوريا الشمالية. إذ تزود إيران روسيا بطائرات مسيرة تُستخدم لضرب المدن والبنية التحتية الأوكرانية، بينما أرسلت كوريا الشمالية 11 ألف جندي إلى روسيا.
ووسعت التعديلات التي أُدخلت على العقيدة النووية الروسية نطاق التهديدات التي يمكن أن ترد عليها روسيا باستخدام الأسلحة النووية. وتشمل التعديلات الهجمات التقليدية التي تشكل "تهديدًا خطيرًا للسيادة أو وحدة الأراضي"، بالإضافة إلى الهجمات باستخدام صواريخ باليستية مثل أتاكمز.
ورغم هذه التهديدات، يرى محللون أن هذه التحركات قد تكون رمزية بدرجة كبيرة، وتهدف بالأساس إلى التأثير على الدعم العسكري الغربي المستمر لأوكرانيا.