رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مآسي في حياة أحمد زكي.. "عاش طفولة يتيمة بعد زواج والدته"

أحمد زكي
أحمد زكي

78 عاما مرت على ميلاد الفنان أحمد زكي، الذي ولد في 18 نوفمبر لعام 1946، بمدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية، تربي في رعاية جده بعد وفاة والده وزواج والدته، ودخل المدرسة الصناعية حيث شجعه الناظر على التمثيل المسرحي، التحق بعدها بمعهد الفنون المسرحية، وأثناء دراسته بالمعهد شارك في مسرحية "هالو شلبي"، ثم تخرج عام 1973 وكان الأول على دفعته.

بداياته الفنية الحقيقية كانت مع المسرح الذي قدم له أكثر من عمل ناجح مثل "مدرسة المشاغبين"، و"العيال كبرت"، فقد اكتشف الفن في أعماقه مبكرا، فكان رئيس فريق التمثيل في مدرسته الابتدائية، ومدرسته الإعدادية، ثم مدرسة الزقازيق الثانوية، وهكذا تحدد طريقه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية.

البداية الحقيقية لـ أحمد زكي

وعن بداية حياته في القاهرة قال: جئت إلى القاهرة وأنا في العشرين؛ المعهد، الطموح والمعاناة والوسط الفني وصعوبة التجانس معه، عندما تكون قد قضيت حياتك في الزقازيق مع أناس بسطاء بلا عقد عظمة ولا هستيريا شهرة، ثم الأفلام والوعود والآلام والأحلام، وفجأة يوم عيد ميلادي الثلاثين، نظرت إلى السنين التي مرت وقلت: أنا سرقت.. نشلوا مني عشر سنين، عندما يكبر الواحد يتيما تختلط الأشياء في نفسه، مستطردا: أنا إنسان سريع البكاء، لا أبتسم، لا أمزح، وأعتقد أنني شديد التشاؤم، شديد التفاؤل، أنزل إلى أعماق اليأس، وتحت أعثر علي أشعة ساطعة للأمل، لدي صديق عالم نفساني، ساعدني كثيرا في السنوات الأخيرة، ويؤكد أن هذا كله يعود إلى الطفولة اليتيمة، أيام كان هناك ولد يود أن يحنو عليه أحد ويسأله ما بك.

وتابع: في العاشرة كنت وكأنني في العشرين.. في العشرين شعرت بأنني في الأربعين، عشت دائما أكبر من سني.. وفجأة يوم عيد ميلادي الثلاثين، أدركت أن طفولتي وشبابي نشلا.. حياتي ميلودراما كأنها من أفلام حسن الإمام، والدي توفى في السنة الأولى، أتى بي ولم يكن في الدنيا سوى هو وأنا، وها هو يتركني ويموت، أمي كانت فلاحة صبية، لا يجوز أن تظل عزباء، فزوجوها وعاشت مع زوجها، وكبرت أنا في بيوت العائلة، بلا أخوة، ورأيت أمي للمرة الأولى وأنا في السابعة.

أحمد زكي والمسرح

ويوضح: في السابعة من عمري أدركت أنني لا أعرف كلمة أب وأم، فكنت طالبا في مدرسة الزقازيق الثانوية، كنت منطويا جدا لكن الأشياء تتطبع في ذهني بطريقة عجيبة؛ تصرفات الناس، ابتساماتهم، سكونهم، من ركني المنزوي كنت أراقب العالم وتراكمت في داخلي الأحاسيس وشعرت بحاجة لكي أصرخ، لكي أخرج ما في داخلي، وكان التمثيل هو المنفذ، ففي داخلي دوامات من القلق، فأصبح المسرح بيتي، رأيت الناس تهتم بي وتحيطني بالحب، فقررت أن هذا هو مجالي الطبيعي.

ويضيف: بعد ذلك بفترة اشتركت في مهرجان المدارس الثانوية ونلت جائزة أفضل ممثل على مستوى مدارس الجمهورية، حينها سمعت أكثر من شخص يهمس "الولد دا إذا أتى إلى القاهرة، يمكنه الدخول إلى معهد التمثيل"، والقاهرة بالنسبة لي كانت مثل الحجاز، في الناحية الأخرى من العالم، السنوات الأولى في العاصمة.. يا لها من سنوات صعبة ومثيرة في الوقت ذاته، من يوم أتيت إلى القاهرة أعتبر أنني أجدت مرتين؛ في امتحان الدخول إلى المعهد ويوم التخر".