علي محمود طه.. الشاعر المهندس (بروفايل)
75 عاما مرت على وفاة الشاعر علي محمود طه، الذي رحل عن عالمنا في 17 نوفمبر لعام 1949، إثر إصابته بشلل نصفي مفاجئ لم يمهله كثيرا وهو في قمة عطائه وقمة شبابه، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة، ورغم افتتانه الشديد بالمرأَة وقصائده حولها إلا أنه لم يتزوج فرحل عن الدنيا وهو في الثامنة والأربعين.
التحق علي محمود طه بمدرسة الفنون التطبيقية بالقاهرة ودرس فيها هندسة المباني وتخرج منها عام 1924، وانتقل بعد مدة للعمل في سكرتارية مجلس النواب، وبعدها تم تعيينه وكيلا لدار الكتب لكنه لم يستمر في هذا المنصف، واختار التفرغ للشعر والإبداع، إذ كان الأدب يستهويه على الرغم من ضعفه به في اللغة العربية استطاع أن يتلافاه بالحفظ والمتابعة والدراسة المتانية لقواعد اللغة العربية بمدة قياسية بسبب نباهته.
انشغل علي محمود طه بالأدب والشعر، واتصل ببعض رجال السياسة والأدب في بواكير حياته، وكتب في جميع أغراض الشعر كالغزل والرثاء والمديح والفلسفة والحكمة والتأمل والجمال، وتنوعت قوافيه وفنونه، وتميز بالصور الحسية التي رسمها في قصائده، كل هذا جعله أحد أعلام الشعر العربي المعاصر.
أعمال علي محمود طه
احتل أيضا مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات في مصر منذ صدر ديوانه الأول "الملاح التائه" الذي صدر في عام 1934، وأتيحت له فرصة قضاء الصيف في أوروبا يستمتع بمباهج الرحلة في البحر ويصقل ذوقه الفني بما تقع عليه أشعاره، ونشر بعده عدة قصائد في الرثاثيات منها فلسطين وسيد درويش والملك فيصل الأول وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي وعدلي يكن وأمين المعلوف بقصيدة "قبر شاعر" وغيرهم، ومن بين أشهر أعماله أيضا "ميلاد الشاعر"، "الوحي الخالد"، ليالي الملاح التائه"، "أرواح وأشباح"، "شرق وغرب"، "زهر وخمر"، "أغنية الرياح الأربع"، "الشوق العائد"، ولعل قصيدة "الجندول" التي غناها محمد عبد الوهاب وهي من أجمل القصائد في الشعر العربي الحديث بل أنها كانت السبب في شهرة الشاعر.
وللشاعر علي محمود طه عدة قصائد وطنية، وجميعها تكشف عمق التصاقه بوطنه وحبه له، ولعل قصيدة "بعد مائة عام" التي قيلت في ذكرى مرور مائة عام على وفاة محمد علي الكبير ما يكشف عن شدة تعلقه بمصر وبرموزها، ومن الأعمال التي صدرت عنه، كتاب أنور المعداوي "علي محمود طه: الشاعر والإنسان"، كتاب للسيد تقي الدين "علي محمود طه، حياته وشعره"، وكتاب "محمد رضوان" الملاح التائه علي طه.