78 عاما على ميلاد "الفتى الأسمر".. كتب تناولت سيرة أحمد زكي
78 عاما مرت على ميلاد الفنان أحمد زكي، الذي ولد في 18 نوفمبر لعام 1946، بمدينة الزقازيق، وبدأت مسيرته الفنية في المسرح، بعدما حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج عام 1973 بتقدير امتياز، ثم انتقل إلى السينما ليظهر لأول مرة في فيلم "ولدي" عام 1972، ومنذ ذلك الحين، قدم العديد من الأفلام التي حققت نجاحات كبيرة مثل "البريء"، "زوجة رجل مهم".
تميز أحمد زكي بموهبته ومهارته وقدرته على تقمص الشخصية، كان مشهورا أيضا بكثافة ظهوره على الشاشة، على الرغم من أنه ظهر لأول مرة في دور صغير في مسرحية كوميدية، إلا أنه يعتبر على نطاق واسع أحد أكثر الممثلين موهبة، خاصة في الأدوار الدرامية والتراجيدية.
وبمناسبة ذكرى ميلاده؛ يستعرض "الدستور" أبرز الكتب التي تناولت سيرة أحمد زكي..
أحمد زكى.. حكاية رجل مهم
يستكشف الكاتب أسامة عبد الفتاح في كتابه "أحمد زكي.. حكاية رجل مهم" الصادر عن دار الفاروق للنشر والتوزيع، عالم النجم أحمد زكي، فهو لا يكتفي بالألقاب والأوصاف الفارغة من المعنى مثل "الإمبراطور" و"الباشا"، بل يرصد كيف صعد للقمة بصعوبة شديدة، باذلا الكثير من العرق والدم والدموع، ويقف على دوره الحقيقي في السينما المصرية، والأسباب الموضوعية لاعتباره مهما في تاريخ الفن العربي بشكل عام. ويقدم المؤلف تحليلا غير مسبوق لأسلوب أدائه المذهل، لا يقنع بكلام مرسل يردده البعض، سواء للمدح – مثل "غول التمثيل" و"جبار الأداء" – أو للانتقاد والذم، مثل أنه يُقَلِّد، خاصة عندما يجسّد شخصيات عامة، أو يتقمص بشكل مرضي تغلب فيه الفطرة على قواعد الاحتراف والمهنية. كما يطرح تساؤلات عن كيفية التعامل – في موقع التصوير – مع ممثل متوهج الموهبة والجنون الفني والرغبة في الكمال مثله، وعن علاقة العمل الفريدة التي جمعته بالسندريلا سعاد حسني.
أوراق أحمد زكي.. خطابات الغرفة 2229
يستعرض كتاب "أوراق أحمد زكي.. خطابات الغرفة 2229" للكاتبة هانم الشربيني، والصادر عن دار كلمة للنشر، رحلة أحمد زكى منذ البداية وتجاربه الممتدة عبر سنوات طويلة وإصراره ونجاحه، ويتوقف عن مراحل ألمه وتعبه ومعاناته وتجاهله وحتى سنوات نجوميته وتفرده، كما يتوقف عند بعض الشخصيات المهمة في حياة أحمد زكى ومنهم المخرج جلال الشرقاوى والمثقف القدير صلاح جاهين، وعند بعض المحطات المهمة فى حياة أحمد زكي ومنها مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وفيلم "أبناء الصمت"، ومسلسل "الأيام"، وفيلم "ناصر 56".
وفيما يتعلق بفيلم "ناصر 56" فالكتاب يكشف عددًا من الأوراق والرسائل التي أرسلت إلى أحمد زكي من شخصيات مهمة عاشت زمن ناصر منهم سامي شرف، ومحمد فايق، والفريق أول محمد فوزي.
كما يقدم لنا الكتاب رسائل وأوراق كتبها أحمد زكي بخط يده منها ما كتبه عن انتخاب حمدي غيث فى نقابة الممثلين، وما كتبه إلى الدكتور فهمي فوزي الذي كان يشغل رئيس أكاديمية الفنون، مشتكيًا من هجوم رفيق الصبان على فيلم "أيام السادات"، وخطاب غاضب أرسله للمخرج الكبير محمد خان.
أحمد زكي: قراءة في إبداعاته السينمائية
ويقدم الناقد الفني الدكتور وليد سيف في كتابه "أحمد زكي: قراءة في إبداعاته السينمائية" قراءة ثرية ممتعة من سيرة الفتى الأسمر، المبدع أحمد ذكي، فيحكي لنا الكاتب ومضات ومواقف من حياته وتجاربه، ونشأته، ودخوله لعالم السينما، ويصف لنا شخصيته، وتعامله والتلقائية الشديدة التي تميز وتحلى بها، ويحكي لنا عن أعماله، وعلاقاته بالمخرجين، ونظرات المخرجين له، فهو لم يكن فنانًا عاديًا إنما كان رجلًا مدهشًا، وحالة خاصة، يشهد له بذلك المخرجون والممثلون ممن شاركوه في أعماله أو ربطتهم به علاقة، فالكاتب هنا يحكي لنا عن أحمد ذكي الفنان المدهش والمبدع دائمًا، وعن أحمد ذكي الإنسان في حياته الخاصة.
أحمد زكي 86
ويرصد كتاب "أحمد زكي 86" للكاتب محمد توفيق، الصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع، قصة حياة أحمد زكي بطريقة مختلفة خلال عام 1986 وتفاصيل تعاقداته يوما بيوما.
وعلى الغلاف نقرأ: مثل أي فيلم سينمائي لعب بطولته ستجد اسمه وصورته يتصدران الأفيش، وبصحبته أبطال وضيوف شرف، لكنك لن تجد مؤلفًا ومُخرجًا لهذا الفيلم، فالقَدَر تكفَّل بكتابته وإخراجه، أما المنتج فهو أحمد زكي شخصيًّا الذي دفع حياته ثمنًا له.
وقد تسأل: لماذا أحمد زكي؟ ولماذا عام 86 تحديدًا؟
وأجيبك رغم أني لا أملك جوابًا قاطعًا؛ ربما لأن أحمد زكي خامة نادرة من الأحجار الكريمة كما وصفه عمنا خيري شلبي، وربما لأني أشعر أننا مدينون له باعتذار أننا لم نضعه في المكانة التي يستحقها وهو بيننا، وربما لأنه في هذا العام عُرضت له ستة أفلام في السينما، وبدأ تصوير ثلاثة أفلام جديدة، وقرأ قرابة 50 سيناريو، واتفق على بطولة ثلاثة مسلسلات و21 فيلمًا جديدًا نشرت الصحف تفاصيلها!ولكنِّي لم أختر هذا العام لهذه الأسباب وحدها، ربما اخترته لأنه عام فيلم «البريء» بكواليسه وكوابيسه، ووقعت فيه أحداث الأمن المركزي، وارتفع فيه سقف حرية التعبير حتى صار العام الأكثر تعبيرًا عمّا جرى في الثمانينيات كما عاشها المصريون، لا كما يتذكرونها!
في صحة أحمد زكي: مشواري معه من أول لقطة إلى آخر لحظة!
يصحبنا الكاتب عادل حمودة في كتابه "في صحة أحمد زكي: مشواري معه من أول لقطة إلى آخر لحظة" الصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع، لنرى بعدسة مكبرة الأصدقاء الذين صدقوا ما عاهدوا أحمد زكي عليه، والذين خذلوه، وستستمع لصوت الذين آمنوا بموهبته، والذين حاربوه في فنه.
واختار الأستاذ "عادل" أسلوب الاسترسال الحُر، لأنه أراد أن يروي كصديق تخرج كلماته من قلبه، وليس من الكيبورد، وكي يُلقي نظرة فاحصة لا يكتفي فيها برؤية تعابير الوجه، وإنما يدقق النظر أسفل الجلد، فهو يعلم شعور صديقه الذي شاركه أحلامه، وتجرَّع معه مرارة كوابيسه.وحين يمرض أحمد زكي ستجد نفسك أمام سريره في غرفته بالمستشفى، تطالع تقارير الأطباء، وإذا دخل غرفة العمليات لن تبقى جالسًا في الخارج، بل ستكون بداخلها تقف بين الأطباء، وتسمع آراءهم في حالته، وشعورهم تجاهه.
فقد رسم الأستاذ "عادل" صورة من تحت الجلد لصديقه "أحمد" الذي عرفه على مدار أربعين عامًا، لذلك ستجد الكتابة مغموسة بحبر المشاركة -على حد تعبيره- وستجد حكايات عن الإنسان أكثر من الفنان، وقد تضحك ثم تدمع عيناك وبعدها تضرب كفًّا بكف، وأخيرًا تصفق.
وربما في نهاية الكتاب تشعر أنك بحاجة إلى كوب كبير من التمر هندي لتشربه في صحة الصديقين عادل حمودة وأحمد زكي!