حكاية المناضل اللبنانى جورج عبدالله بعد 40 عامًا فى السجون الفرنسية
وافقت محكمة فرنسية، اليوم الجمعة، على الطلب الحادي عشر للإفراج المشروط عن المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبدالله، المسجون منذ 40 عامًا بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسيين أجانب، كما أفادت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب، وكالة الصحافة الفرنسية، مشيرة إلى أنها ستستأنف القرار.
وقالت النيابة، في بيان، إن محكمة تنفيذ الأحكام، بقرار مؤرخ اليوم، سمحت بحصول جورج إبراهيم عبدالله على إفراج مشروط ابتداء من 6 ديسمبر المقبل بشرط مغادرة الأراضي الوطنية وعدم العودة إليها.
"الدستور" يستعرض في هذا التقرير، أبرز المعلومات عن جورج عبدالله الذي سيحصل على حريته قريبًا.
جورج إبراهيم عبدالله، مناضل لبناني وُلِد في 2 أبريل 1951 بقرية القبيات في محافظة عكار شمال لبنان، لأسرة مسيحية مارونية.
وفي سبعينيات القرن العشرين زاد اهتمامه بالقضايا القومية العربية وحقوق الفلسطينيين، وأصبح مناصرًا للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، ما دفعه لاحقًا إلى الانخراط في الحركة الوطنية اللبنانية.
في أوائل الثمانينيات أسس مع آخرين "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية"، واعُتقل في فرنسا عام 1984 بتهم تتعلق بتزوير وثائق وحيازة أسلحة، وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987.
ورغم استيفائه متطلبات الإفراج المشروط عام 1999، فإن طلبات الإفراج عنه رُفضت عدة مرات بسبب ضغوط دولية.
وجورج إبراهيم عبدالله معروف حركيًا بـ"عبدالقادر سعدي" وكان والده يعمل في الجيش اللبناني.
منذ الخامسة عشرة من عمره، بدأ جورج الانخراط في العمل السياسي وانضم إلى الحزب القومي السوري الاجتماعي.
وأكمل جورج عبدالله دراسته في دار المعلمين في الأشرفية ببيروت، وتخرّج فيها عام 1970، ثم بدأ حياته المهنية مدرسًا في مدرسة بمنطقة أكروم بعكار، وبدأ آنذاك وعيه يتبلور نتيجة الأوضاع المأساوية التي تعاني منها المنطقة.
وفي سبعينيات القرن العشرين، انخرط في الأوساط المؤيدة لحقوق الفلسطينيين والقومية العربية، وبدأ يناقش وسط أصدقائه مظلومية الشعب الفلسطيني.
مساند للنضال الفلسطيني
في أواخر السبعينيات، انضم جورج عبدالله إلى الحركة الوطنية اللبنانية، وهي تحالف نشط خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وأظهر عداءه لإسرائيل قبل أن ينتسب مطلع الثمانينيات إلى حركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليسارية.
عام 1980 أسس جورج عبدالله وآخرون "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية" الماركسية المناهضة للإمبريالية، وقد تبنت الحركة 5 هجمات في أوروبا بين عامي 1981 و1982 في إطار الأنشطة الموالية للقضية الفلسطينية.
ونسبت إلى الحركة العديد من أعمال الاغتيال، بما في ذلك مقتل تشارلز راي، نائب الملحق العسكري في السفارة الأمريكية بفرنسا، ويعقوب بارسيمانتوف، المستشار الثاني في السفارة الإسرائيلية في باريس.
وأثناء محاكمته بفرنسا قال جورج مقولته المشهورة "أنا مقاتل ولست مجرمًا"، وأضاف: "إن المسار الذي سلكته، أملته عليّ الإساءات لحقوق الإنسان التي تُرتَكب ضد فلسطين".
وكان جورج عبدالله يقيم في سويسرا، قبل أن يذهب إلى فرنسا لتسليم وديعة شقة استأجرها، واعتقلته الشرطة الفرنسية في مدينة ليون في 24 أكتوبر 1984 بتهمة حيازة جواز جزائري مزور، وحُكم عليه بالسجن 4 سنوات في سجن لانميزان.
وردًا على اعتقاله، اختطفت مجموعته المسلحة الدبلوماسي الفرنسي سيدني جيل بيرول في 23 مارس 1985، ووافقت فرنسا على تبادل المعتقلين عبر الجزائر، غير أنها لم تفِ بوعدها بإطلاق سراح جورج.
وفي ذلك الوقت، كشفت الشرطة الفرنسية عن عثورها على ما قالت إنها متفجرات وأسلحة في الشقة وقت الصفقة، بما في ذلك المسدس الذي يُعتقد أنه استُخدم في مقتل تشارلز راي وبارسيمانتوف.
وفي مارس 1987، حُكم على جورج عبدالله بالمؤبد بتهمة "التواطؤ في أعمال إرهابية"، والمشاركة في اغتيال الدبلوماسيين الأمريكي والإسرائيلي.
وبحسب محاميه ومناصريه، فإن "محاكمة عبدالله كانت موجهة من قِبل قوة أجنبية -في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية– عارضت طلبات الإفراج عنه".