رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رونالد لامولا فى القاهرة

قبل توليه وزارة العلاقات الدولية والتعاون الدولى بجنوب إفريقيا، فى يونيو الماضى، كان رونالد لامولا، Ronald Lamola، وزيرًا للعدل، وترأس وفد بلاده فى الدعوى التى أقامتها أمام محكمة العدل الدولية ضد جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل فى قطاع غزة. وخلال زيارة للقاهرة، أمس، الخميس، استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، بحضور الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، قبل أن يترأس الوزيران الجولة الأولى من المشاورات السياسية بين وزارتى خارجية البلدين.

نقل «لامولا» للرئيس السيسى رسالة شفهية من الرئيس الجنوب إفريقى، سيريل رامافوزا، تتضمن الإعراب عن تقديره للرئيس وحرصه على مواصلة تطوير العلاقات والروابط بين البلدين. وجرى خلال اللقاء استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائى وتوسيعه، خاصة فى ضوء عضوية البلدين بتجمع «بريكس»، ودورهما الفاعل إقليميًا، وعلى مستوى القارة الإفريقية. كما تطرق اللقاء، طبعًا، إلى الأوضاع الإقليمية، وجهود مصر وجنوب إفريقيا فى تقديم الدعم للقضية الفلسطينية بكل السبل، والمساعى الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتناول اللقاء، كذلك، القضايا الإفريقية، وجهود تعزيز الأمن والسلم بالقارة. وفى هذا السياق، حرص وزير العلاقات الدولية الجنوب إفريقى على تأكيد تقدير بلاده دور مصر الداعم للدول التى تتعرض لأزمات فى محيطيها الإقليمى والقارى، على الصعيدين السياسى والإنسانى.

شهدت العلاقات المصرية- الجنوب إفريقية تطورًا ملحوظًا، فى مختلف المجالات، منذ التقى رئيسا البلدين، فى سبتمبر ٢٠١٤، على هامش مشاركتهما فى الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وصولًا إلى لقائهما بمدينة قازان الروسية، الشهر الماضى، خلال مشاركتهما فى القمة السادسة عشرة لتجمع «بريكس». وبناءً على توجيهات الرئيسين، وتنفيذًا لتوصيات الدورة العاشرة للجنة المشتركة بين البلدين، التى انعقدت فى مايو الماضى، جاءت الجولة الأولى من المشاورات السياسية بين وزارتى خارجية مصر وجنوب إفريقيا، التى استضافتها القاهرة، أمس، لتوحيد الرؤى وتنسيق المواقف تجاه التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، وتعزيز التعاون بين دول الجنوب، وتحقيق الاستفادة المثلى من عضوية الاتحاد الإفريقى الجديدة فى مجموعة العشرين، فى ضوء رئاسة الدولة الصديقة المقبلة المجموعة.

مجددًا، أشاد لامولا وعبدالعاطى بعمق العلاقات التاريخية بين مصر وجنوب إفريقيا، وأعربا عن تطلعهما إلى تحقيق مزيد من التعاون. كما تم التأكيد على ضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، بما يتناسب مع وضعهما وإمكاناتهما فى القارة الإفريقية، وأهمية تفعيل آلية لمتابعة تنفيذ مخرجات الدورة العاشرة للجنة المشتركة، وضمان استمرار التنسيق بين البلدين. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن اللجنة المصرية- الجنوب إفريقية المشتركة كانت قد توقفت منذ سنة ٢٠١٠، إلى أن استضافت القاهرة، فى ٢٠٢٢، أعمال دورتها التاسعة، ثم أقيمت الدورة العاشرة فى بريتوريا، خلال السنة الجارية.

تناولت جولة المشاورات، طبعًا، الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكد الوزيران أهمية استمرار التعاون فى مواجهة التحديات الراهنة فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، وتبادلا الرؤى حول الموضوعات ذات الصلة بالاتحاد الإفريقى وكيفية تعزيز التكامل بين دول القارة. كما تطرق النقاش إلى الأمن المائى، وتطورات الأوضاع فى السودان وليبيا والقرن الإفريقى و... و... ولدى تناول التطورات فى قطاع غزة، تناول الوزيران الجهود المصرية فى الوساطة للتوصل لوقف فورى لإطلاق النار، وكذلك تطورات المسار القانونى أمام محكمة العدل الدولية فى مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، استقبل الوزير الجنوب إفريقى، أيضًا، وجرى خلال اللقاء بحث التطورات الخطيرة التى تشهدها المنطقة، فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والضفة الغربية، ومؤخرًا على لبنان، والجهود المبذولة من جانب مختلف الأطراف لوقف هذا العدوان، خاصة فى ضوء مخرجات القمة العربية الإسلامية الأخيرة، وكذا مذكرة التفاهم الثلاثية التى تم التوقيع عليها مؤخرًا بين الأمانة العامة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى ومفوضية الاتحاد الإفريقى للاتفاق على آلية ثلاثية لدعم القضية الفلسطينية.