عن خطط إسرائيل لتصفية غزة واجتياح لبنان: رسائل السفاح نتنياهو على طاولة ترامب
ليس سرًا، القصة ظهرت، وتزامنت مع انعقاد القمة العربية والإسلامية فى الرياض، ذلك ما حدث، أن الإعلام حول العالم يكشف أو يحاول التذاكى، وربما التغابى، عندما يقال إن طاولة الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب، تحمل ملفات متراكمة، محورها كل ما قد يكون «معلن-سرى» عن خطط دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية لتصفية قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس واجتياح لبنان، بداية من الجنوب اللبنانى، وبالرجوع إلى هذا الواقع، الذى فتح الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية، ولبنان، ضمن رؤية صهيونية معلنة، أن العمل العسكرى والأمنى يرنو إلى إبادة حركات المقاومة المشروعة، سواءً فى فلسطين المحتلة، حركة حماس والفصائل الفلسطينية، وحزب الله والمقاومة الإسلامية فى لبنان.
*الكابنيت يتوجه نحو ترامب!
الكابنيت الصهيونى يرى أن لا توقف لأى جبهة حرب، السفاح نتنياهو يريدها تلك الحرب التى لا نهاية لها، أمام حالة من جبهات مقاومة-حماس، حزب الله- فتحت نيرانها على دولة الاحتلال، لكونها دولة احتلال، صهيونى مغتصب لمقدرات شعب وأرض ووطن يتنازع عليه منذ مائة عام وأكثر.
الموقع الإعلامى الإلكترونى «أكسيوس» الأمريكى، نقل عن مسئولين إسرائيليين وأمريكيين، لهم مكانة دبلوماسية وأمنية، أن وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى «رون ديرمر» التقى ترامب الأحد الماضى.
نقل الرسائل الإسرائيلية، الاستباقية، إلى الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب شكّل ما يعرف بـ«المسافة صفر» دبلوماسيًا، ما جعل الإدارة الأمريكية الحالية، إدارة الرئيس بايدن، تنظر بريبة لحراك الوزير الإسرائيلى «ديرمر»، وكيف تمت عملية نقل رسائل من السفاح نتنياهو لترامب، بهدف سياسى عسكرى، بعيد المدى، وهو يرنو إلى التنسيق المشترك بشأن خطط دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية فى حربها العدوانية على غزة والضفة ولبنان، وبالطبع تحاول إسرائيل التأكيد، أن الحرب هى أيضًا ضد إيران، فى ذات الوقت.
فى الدبلوماسية المعاصرة، هناك تكهنات سرية، تبدأ مؤشراتها من لقاءات أو جلسات سرية، توصف بـ«مواجهة المسافة صفر»، منصة «واللا» الإعلامية الإسرائيلية، كشفت عن مصادر سياسية أن الوزير ديرمر، التقى ترامب لاستيضاح ما يحبذ حله من قضايا قبل تسلمه مهام منصبه فى يناير «..» وما يفضل تأجيله.
*السفاح يريد فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
ما تناولته هيئة البث الإسرائيلية، آثار الجدل الواسع فى المنطقة، تحديدًا دول جوار فلسطين، مصر والأردن، ولبنان وسوريا، ففى ذروة حرب إبادة مفتوحة على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، ولبنان والجنوب اللبنانى، ما زال السفاح نتنياهو، يلعب فى مصائر المنطقة، مدعومًا بالرضا الأمريكى، سياسيًا وعسكريًا، لهذا بات أن الخطط الإسرائيلية الأمريكية التى قد يعلنها الرئيس المنتخب ترامب، تتضمن ما حملته رسائل السفاح نتنياهو، ووضعها ترامب على طاولة كبار مستشاريه، إذ إن السفاح سيطرح فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية فور تسلم ترامب الرئاسة رسميًا، أى أن حالة اللا يقين فى دول المنطقة، ستبقى معلقة لأكثر من 60 يومًا، وربما أكثر، تتزامن الأيام مع تصعيد حربى أمنى شرس على غزة والجنوب اللبنانى ووسط بيروت الضاحية الجنوبية والبقاع الخيام ونهر الليطانى.
فى العمق، إن وزير الحرب الإسرائيلى المتطرف يسرائيل كاتس، يتبجح بالقول: لن يكون هناك وقف لإطلاق النار فى لبنان وسنواصل ضرب حزب الله بكل قوة، المحصلة، الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة قائمة، مجازرها مفتوحة على إبادة جماعية.
*أكاذيب السفاح المعتادة.
لم تغير قرارات مؤتمر قمة الرياض من واقع الحرب على غزة ولبنان والضفة الغربية والتوتر القائم على الحدود بين غزة ورفح وصولًا إلى خلافات دولة الاحتلال مع الحقوق المصرية التاريخية، الحماية والدفاع عن الحدود المصرية الفلسطينية عبر معبر صلاح الدين، ورفح، وهى خلافات، كانت الإدارة الأمريكية توجه السفاح نتنياهو لافتعالها، لإيقاف أى مفاوضات بين حركة حماس أو حزب الله، والدول الوسطاء، ما جعل أمد الحرب، يتخذ فتح جبهات وربما نحو حرب أكبر شمولية لا نطاق لمنعها فى ظل السكوت الدولى والأممى، ودخول الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية فى حالة بيات شتوى.
*.. حزب الله، حرب ولا حرب، لكنها حرب.
... الأزمة الأمنية العسكرية تفاقمت، إذ ذكرت القناة الـ«13» الإسرائيليّة،، أنَّ دولة الاحتلال الإسرائيلى وجهت رسالة إلى الولايات المتحدة فى الأيام الأخيرة مفادها أنَ العملية البرية فى لبنان وصلت إلى حدّها الأقصى، وأن إسرائيل مهتمة بالتوصل إلى تسوية فى غضون أسابيع قليلة، ومحور الرسالة تضليل واضح.
وفيما تابعت القناة عن مصادر إنّه «يمكن التوصل إلى مسودة اتفاق متفق عليها فى غضون أسبوعين أو 3 أسابيع»، موضحة أن الطلب الإسرائيلى ضمن التسوية هو الحصول على حرية كاملة «...» للهجوم على لبنان فى حال حصول أى خرق للاتفاق، الأمر الذى رفض من كل أطراف المقاومة ومن الدولة اللبنانية.
.. الواقع أن حزب الله، يقف غير معنى، بحرب أو لا حرب، لكنها حرب. وليست نكتة عابرة، فالجيش الإسرائيلى الكابنيت يلتزم خطط إنَ «العملية البرية على طول خط القرى الأمامية اللبنانية على وشك الانتهاء، لكن فى الوقت نفسه هناك استعدادات لتوسيع العملية إذا لازم الأمر».
.. مثل حركة حماس فى غزة ورفح، والمقاومة الفلسطينية فى الضفة والقدس، أيضًا فى حزب الله، الحال يميل نحو التصعيد، وهذا ما تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، أن توقفه المجازر وضرب السكان المدنيين، رغم اعتراف الكابنيت أن: «لدى حزب الله آلاف الصواريخ ومئات من القذائف طويلة المدى، ناهيك عن الصواريخ الدقيقة»، وأنه «رغم مفاوضات التسوية، فقد أطلق الحزب مئات الصواريخ باتجاه مستوطنات الشمال وحيفا».
.. فى خلفية الحدث، تعد خطط إسرائيل، معدة منذ سنوات، ما حدث فى معركة طوفان الأقصى، كان كاشفًا عن قوة صمود المقاومة، لهذا أفاضت دولة الاحتلال إلى ترامب فى الرسائل ما شملته الخطط المرتقبة: مناورات برية فى مناطق إضافية فى لبنان إذا لزم الأمر، وفق ما أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم»، تتزامن مع اجتياحات متكررة الأشغال حزب الله وحركة حماس والفصائل كافة.
*استراتيجيات رون ديرمر
انتهت مناقشات ديرمر، وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى، من المتوقع أن يناقش ما فى جعبته من بريد، «الرسالة الجانبية»، والخطط الاستراتيجية التى يدعى السفاح نتنياهو أنه طرحها أمام ترامب، كداعم أمريكى استراتيجى، لكى ينجو نتنياهو، باستمرار الحرب، التى قد تطول لأكثر من 18 شهرًا مقبلة، محورها الأوضاع فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وميدانها العسكرى لبنان عبر الجنوب ونهر الليطانى حتى الحدود اللبنانية مع سوريا وحتى سفوح هضبة الجولان المتشعبة.
السفاح، يريد الصمود خلال ألاعيب دبلوماسية وضع الاتفاقيات ونسفها، وهى تعنى استمرار العدوان وتدمير ما تبقى من الداخل اللبنانى، وهى عملية سترافق حيلة اتفاق وقف إطلاق النار مع كبار المسئولين فى إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، وهى إدارة راحلة تتلمس رأسها خوفًا من طاولة ترامب.
وفى هذا الاتفاق، ستضمن الولايات المتحدة «..» أن لإسرائيل الحق فى العمل عسكريًا فى لبنان إذا تم انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، بمعنى عدم أخذ قيمة سياسية أو أمنية للدولة اللبنانية أو حزب الله أو الميليشيات اللبنانية متعددة الاتجاهات.
.. واختار وزير الحرب الصهيونى كاتس، التحدث، فى توقيت مفصلى، محذرًا، ومعلنًا: عن الحرب مع لبنان، «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار ولن تكون هناك فترة راحة. سنواصل ضرب حزب الله بكلّ قوة حتى تتحقق أهداف الحرب.
*الباحث الفلسطينى «ابحيص» يستعيد التاريخ المؤلم.
قال الباحث والكاتب الفلسطينى «زياد ابحيص» إن الهدف الأول للصهاينة فى هذه الحرب كان تهجير قطاع غزة بالكامل أو إبادته إن لم يكن التهجير ممكنًا، باعتبار ذلك الحل الوحيد الذى ينهى المقاومة جذريًا وفق وهمهم.
.. فى ذلك يستفيض الباحث عرض سيناريو أحداث، قد تتكرر فى لبنان، مع تغيير على اتجاهات الخرائط، فيقول:
*أولًا:
بعد الحرب البرية بات الهدف فصل شمال غزة عن جنوبها، وأعيد تأسيس محور «نتساريم» باعتباره حقيقة ملموسة يريد الاحتلال فرضها لمنع كل من ذهب جنوب وادى غزة من العودة شمالًا، وليمنع التواصل بين شقى القطاع المحاصر، كما أعاد تأسيس محور صلاح الدين جنوب رفح لفصل القطاع عن الخارج، فى اعتراف عملى بفشل التهجير الكامل حتى الآن والعودة لتكريس الحصار الشامل.
*ثانيًا:
بعد سنة من الحرب عادت الصهاينة بهجوم وحشى على شمال غزة لاتخاذه نموذجًا مصغرًا لعلهم يفرضون فيه ما فشلوا فى فرضه على القطاع بالإجمال، تهجير شمال قطاع غزة نهائيًا أو إبادة أهله وإعادته مساحة للاستيطان.
*ثالثًا:
بعد 36 يومًا من العملية الوحشية لتهجير شمال قطاع غزة يجرى الترويج اليوم لمحور جديد يعطى اسم «محور مفلاسيم» لاقتطاع جزء من الشمال يضم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون دون مدينة غزة، باعتبارها مناطق مهجرة تمنع العودة إليها ويجرى تكريسها للاستيطان.
*رابعًا:
فى المحصلة العملية ما بدأ مشروع تجاه قطاع غزة بمجمله تحول إلى مشروع مصغر على شمال وادى غزة ثم أضحى مشروعًا مصغرًا لشمال الشمال.. هذه المحصلة العملية شاهدة على عجز الاحتلال رغم كل الإجرام وممارسات الإبادة الجماعية، وبأن الدم يمكن أن ينتصر رغم الآلام والأهوال ما دام يبذل عن إيمان وإرادة راسخة، فالجيش الصهيونى بكل فرقه وطيرانه وأطنان قنابله ليس عاجزًا عن تهجير وإبادة غزة فحسب، بل هو عاجز حتى الآن عن إبادة النموذج المصغر الذى اختاره فى الشمال ويضطر من جديد لتصغير مساحة النموذج.
*خامسًا:
العجز العسكرى الصهيونى، وقف أمام قطاع منبسط من 365 كيلومترًا مربعًا ثم عجز أمام مربع مختار منه لا تزيد مساحته عن 120 كيلومترًا مربعًا، هو عجز أمام مهمة يفترض أن تكون ممكنة جدًا لجيش يهاجم مدنيين عزلًا ومـ.ـقـ.ـاومة تخوض حربها للشهر الثالث عشر رغم الحصار، هو عجز أمام إرادات كالجبال وتضحيات تكتب ملحمة جديدة فى التاريخ الإنسانى.
*سادسًا:
بث خرائط هذا «المحور» اليوم وتكريس اسم جديد له جزء من حرب نفسية تقوم على التهويل وبث الرعب، لكنها تعجز مهما تصنعت البأس والجبروت عن إخفاء محصلة القتل والدمار: العجز عن الحسم، فالحسم سراب يبتعد كلما طالت الحرب.
. ما يقر به البحث الاستراتيجى، هو حلول تتلاعب بها إدارة السفاح نتنياهو، ويريد أن يضع الخرائط تحت تصرف ترامب، خرائط ورسائل تربك عمل إدارة ترامب فى حل إرث بايدن الصهيونى ودعمها خلال الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس وجنوب لبنان والدولة اللبنانية.
.. وليس ببعيد عن غزة والتنسيق مع حركة حماس، غزة والداخل الفلسطينى، وحماس العاملة مع الفصائل الفلسطينية فى لبنان، وضعت دولة الاحتلال مع السفاح نتنياهو خططًا حربية وأمنية بعيدة المدى، تشمل مناورات برية فى مناطق إضافية فى لبنان إذا لزم الأمر، وفق ما أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم»، والحديث اليوم أن دول المنطقة العربية والإسلامية، لاحظت كيف أن واقع الحرب فى الميادين والجبهات يختلف عن الملخصات ووصف الحالة، إذ بدت اليوم، مقولات أن «حزب الله»، قرر أن يضاعف هجماته ويستهدف مناطق أوسع، فى العمق الإسرائيلى والداخل الفلسطينى المحتل، ووفق تقرير وصف بالخير والسرى، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن بيانات نشرها معهد أبحاث أمنية فى إسرائيل، أن «حزب الله» شن هجمات فى تشرين الأول أكثر بأربع مرات منها فى الأشهر السابقة.
.. أيضًا: أعلن حزب الله مسئوليته عن 694 من أصل 1158 حادثة مسجلة فى إسرائيل، وفقًا لتقرير صادر عن مركز «ألما»، الذى يركز على التحديات الأمنية التى تواجه إسرائيل على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
.. وعمليًا:
*1:
بدأ «حزب الله» هجماته فى 8 تشرين الأول 2023، كانت هناك 3235 حادثة، بمعدل 270 حادثة شهريًا.
*2:
شهد شهر تشرين الأول (2024) وحده 54 حالة وفاة فى الشمال بسبب هجمات حزب الله: 40 جنديًا و10 مدنيين إسرائيليين وأربعة عمال أجانب.
*3:
فى تشرين الأول، استهدفت 54% من هجمات حزب الله مناطق تقع على بعد 5 كيلومترات من الحدود، بينما كانت 18.6% موجهة ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلى العاملة فى جنوب لبنان. وتوسيعًا لمداها، شن «حزب الله» 296 ضربة وصلت إلى ما هو أبعد من 5 كيلومترات داخل إسرائيل، وكان عددها 160 فى أيلول.
*4:
يمثل هذا تصعيدًا كبيرًا مقارنة بشهر آب عندما نفذ «حزب الله» 45 هجومًا فقط بعيد المدى.
*5:
أفاد الباحثان فى مركز «ألما» تال بيرى ودانا بولاك بأن زيادة مدى «حزب الله» وقوته النارية المكثفة هى ردود على عمليات الجيش الإسرائيلى فى لبنان.
*6:
تحملت المستوطنات الصهيونية الحدودية العبء الأكبر من الهجمات، بما فى ذلك 81 ضربة على المطلة، و76 على مسكاف عام، و64 على كريات شمونة، و43 على المنارة.
*7:
شهدت مواقع أكثر بعدًا، ارتفاعًا فى الهجمات مقارنة بالأشهر السابقة، بما فى ذلك 29 حادثة فى صفد وروش بينا، و21 فى كلٍ من كريات وعكا، و21 فى نهاريا، و25 فى حيفا، و17 فى كرميئيل، و12 فى تل أبيب ومنطقة غوش دان.
*8:
أن «مجموعة الطائرات بدون طيار هى الورقة الرابحة لحزب الله»: يفصل التقرير حادثة وقعت الشهر الماضى، حيث ضربت طائرة بدون طيار قاعدة لواء جولانى فى ريجافيم، ما أسفر عن مقتل أربعة من قوات الدفاع الإسرائيلية وإصابة العديد.
*9:
تسببت ضربة أخرى بطائرة دون طيار على مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى قيسارية فى أضرار بالممتلكات.
.. وما زال سؤال، ما قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض، وفحوى الرسائل السرية، يعيد سؤال أمنى عسكرى:
هل ستتمكن هجمات «حزب الله» من ردع حملة إسرائيل؟.
.. وللإجابة، ذكرت صحيفة «The Spectator» البريطانية أنه «ليل الأحد الإثنين، تمكنت طائرة من دون طيار تابعة لحزب الله من إلحاق أضرار بإسرائيل أكثر مما أحدثه 200 صاروخ باليستى إيرانى حتى الآن.
الحكاية، وفق مصادر الحرب، فقد انفجرت «مجموعة» من الطائرات من دون طيار التى أطلقها «حزب الله» جنوب مدينة حيفا، حيث أصابت إحداها قاعدة بنيامينا العسكرية، مكان معسكر تدريب للواء جولانى التابع للجيش الإسرائيلى. وأشارت التقارير الأولية إلى أن سلاح الجو الإسرائيلى رصد الطائرة من دون طيار، لكن محاولات إسقاطها باءت بالفشل، كما لم تنطلق صفارات الإنذار لتحذير المستهدفين. ونتيجة لذلك، انفجرت الطائرة، ما أسفر عن إصابة 67 شخصًا وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، قُتل أربعة منهم وأصيب ما لا يقل عن 12 بجروح خطيرة».
«كان هذا الهجوم الأكثر دموية على إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول. وفى حين أن أنظمة القبة الحديدية والسهم الإسرائيلية قادرة على توفير دفاعات شاملة ضد الصواريخ والقذائف، فإن الطائرات من دون طيار تشكل تحديًا أكبر بكثير للجيش الإسرائيلى. وعلى الرغم من أن القبة الحديدية تم تعديلها مؤخرًا للتعامل مع الطائرات من دون طيار، إلا أن النظام لا يزال بعيدًا عن الكمال. إن الطائرات المسيّرة فعالة ورخيصة وسهلة التشغيل، ونتيجة لذلك، من المرجح أن تصبح السلاح المفضل ضد إسرائيل من قبل أعدائها، ويمكن استخدامها بأعداد كبيرة من شأنها أن تطغى على الدفاعات الإسرائيلية وتسبب خسائر فادحة».
* هم الاحتلال من الطائرات المسيرة، أنها صنع إيرانى.
.. ما توصلت إليه صحيفة «The Spectator» البريطانية، من أن «إن أغلب الطائرات من دون طيار التى يستخدمها حزب الله هى من صنع إيرانى وهى قاتلة، وبعضها قادر على حمل المتفجرات أو القنابل أو الصواريخ الصغيرة، ويُستخدم بعضها كطائرات بدون طيار «انتحارية» للهجوم، فى حين تستخدم أخرى للتجسس.
عمليًا، وهذا ما أشارت إليه الصحيفة:
*أ:
أن الجيش الإسرائيلى يقدر أن إسرائيل قضت بالفعل على نحو ثلثى ترسانة أسلحة حزب الله، فإنه لا يزال قادرًا على شن هجمات قاتلة. فقبل أيام قليلة فقط من هجوم الأمس، وصلت عدة طائرات من دون طيار إلى وسط إسرائيل وانفجرت إحداها فى دار للمسنين فى مدينة هرتسليا، بالقرب من تل أبيب.
*ب:
وسع الجيش الإسرائيلى من نطاق عملياته البرية ضد حزب الله خلال اليومين الماضيين، وقد زعمت قواته العثور على مخزونات كبيرة من الأسلحة، بما فى ذلك الصواريخ والبنادق والقنابل اليدوية وغيرها من المعدات التى كان عناصر الحزب يخططون لاستخدامها فى هجوم واسع النطاق على إسرائيل. كما تم اكتشاف أنفاق حفرها حزب الله عبر جنوب لبنان، تحت القرى وبعضها على مقربة من الحدود مع إسرائيل. وتشير التقديرات إلى أن المئات من العناصر قد تم استهدافهم حتى الآن.
*ج:
يبدو أن أمريكا، بحكمة، تأمل أن يؤدى الهجوم الإسرائيلى أيضًا إلى إضعاف القوة السياسية لحزب الله وقبضته على لبنان. فالحزب لديه حزب سياسى وهو جزء من الحكومة، ولكن ولاؤه هو فى المقام الأول لإيران، وهو يمثل المصالح الإيرانية، وبالتالى يقوض استقلال لبنان عن التدخل الأجنبى. والأمل الأمريكى طموح، ولكن هذا قد يتحقق بالتعاون مع الجهات الفاعلة الإقليمية المترددة، مثل قطر ومصر، وإذا استمر حزب الله فى إظهار الضعف. وقد تزايدت الانتقادات الموجهة إلى العملية الإسرائيلية بسبب العدد المتزايد من النازحين اللبنانيين، الذين طلبت منهم إسرائيل مغادرة منازلهم فى الجنوب والانتقال شمالًا من أجل سلامتهم.
*د:
تعرضت دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية مؤخرًا لإدانة واسعة النطاق بعد أن أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان أن الجيش الإسرائيلى استهدف قواتها، وأصاب جنديين. قالت إسرائيل إن الهجوم لم يكن مقصودًا وإنه استهدف عناصر حزب الله على مقربة من قوات يونيفيل. وقبل الحادث، طلب الجيش الإسرائيلى من يونيفيل إخلاء المنطقة من أجل سلامتهم، وهو ما رفضته يونيفيل».
*ه:
رغم أن من الضرورى ألا يلحق الجيش الإسرائيلى الأذى بأفراد يونيفيل، فإن إدانة الاحتلال الإسرائيلى من جانب نحو 40 دولة تتجاهل فشل يونيفيل الطويل الأمد فى فرض قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذى ينص على ضرورة نزع سلاح حزب الله. فقد بنى الحزب مجموعة واسعة من الأنفاق رغمًا عن القرار، بعضها على مقربة شديدة من قواعد الأمم المتحدة، كما خزّن كميات هائلة من الأسلحة، وهاجم المدنيين الإسرائيليين من جنوب لبنان حيث تتواجد قوات يونيفيل بآلاف الطائرات من دون طيار وبالصواريخ».
*و:
إن إسرائيل تقاوم دعوات وقف إطلاق النار، وتسعى القوات الإسرائيلية إلى استغلال الزخم الذى نشأ فى أعقاب هذا الهجوم من أجل إضعاف حزب الله بشكل أكبر وجعل إعادة تأسيس وجوده فى جنوب لبنان أكثر صعوبة. وفى الوقت الحالى، لا يبدو أن إسرائيل لديها خطط للتوقف، ولن تؤدى الهجمات القاتلة إلا إلى تعزيز عزمها على الاستمرار فى القتال.
*
على وقع المجازر.. لا هدنة قريبة لبنانيًا؟!
.. فى ذات السياق الناظر إلى مآلات الحرب جبهات المساندة والمقاومة وتوسع الدعوات الإسرائيلية فى غزة والضفة الغربية والقدس، ولبنان ووسط بيروت والجنوب والبقاع، وضع المحلل اللبنانى فى لبنان ٢٤ دراسة عن الأوضاع الخالية عن حلول أو هدن فقال حسين خليفة، إنه: لم يتغيّر شىء «ملموس» على الجبهة اللبنانية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، خلافًا لما أشيع عن أنّ إنجاز الاستحقاق قد يكون نقطة «فاصلة» بين مرحلتين، وأنّه قد يرسم «بداية النهاية» للحرب المتواصلة منذ أكثر من عام فى المنطقة، ولو أنّ هناك من قال إنّ مثل هذه «الترجمة» قد تحتاج لبعض الوقت حتى تتبلور، وإنّ ذلك قد يحدث مطلع العام الجديد، تزامنًا مع تسلم الرجل العائد إلى البيت الأبيض مقاليد الحكم.
خليفة ركز، وأشار: هكذا، وبدل «الفرج الموعود»، ارتفع منسوب الغارات الإسرائيلية فى الأيام القليلة الماضية فى مختلف المناطق، وعادت «لغة المجازر» إلى أوجها، وقد حصدت إحداها مثلًا فى بلدة علمات فى قضاء جبيل أكثر من 20 شهيدًا، ولعلّ المفارقة أنّ ذلك جاء فى وقتٍ كان الإعلام الإسرائيلى يروّج فيه لوقف إطلاق نار فى لبنان، ولو بصيغة «مؤقت»، بل كان يتحدّث عن وضع «اللمسات الأخيرة» لمثل هذا الاتفاق فى العاصمة الأمريكية واشنطن.
فى التحليل الخاص للموقع اللبنانى ٢٤،أكثر من مرحلة لوجهات نظر متباينة:
*أولًا:
أكثر ما يثير الجدل فى الحديث الإسرائيلى المتجدّد التبرير الذى قُدّم له، لجهة وجود مخاوف إسرائيلية من إمكانية صدور قرار فى مجلس الأمن يقيّد حرية إسرائيل العسكرية ويعقّد الوضع فى غزة، لا سيما أنّ إسرائيل لم تُعِر يومًا قرارات مجلس الأمن أى أهمية، ولو فعلت لكانت حرب غزة مثلًا انتهت منذ أشهر طويلة، ما يدفع إلى التساؤل عن دلالات الترويج الإسرائيلى المتجدّد لهدنة فى لبنان، وهل نصدّقه هذه المرّة؟!
*ثانيًا:
إنّ العدوان الإسرائيلى على لبنان «استنفد أهدافه» إلى حدّ بعيد، وذلك بدليل أنّ الضربات «النوعية» التى طبعت أيامه الأولى، منذ هجمات بيجر، وصولًا إلى اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، وبعده رئيس المجلس التنفيذى فى الحزب السيد هاشم صفى الدين، انتهت منذ أسابيع، حتى لم يعد ثمّة حديث عن ضربات إسرائيلية «دقيقة»، ولا يتمّ الكشف أساسًا عن طبيعة «الأهداف» التى يتمّ ضربها.
*ثالثًا:
«الهجوم البرى» الذى تخوضه إسرائيل فى مناطق عدّة جنوبى لبنان، والذى يكرّر الإعلام الإسرائيلى بين الفينة والأخرى أنّه اقترب من النهاية، حتى إنّ القناة 13 الإسرائيلية تحدّثت قبل أيام عن «تقديرات» تشير إلى أنّ 90 فى المئة من العمليات البرية التى يقوم بها الجيش الإسرائيلى فى لبنان «انتهت»، من دون أن تُعرَف حتى اليوم الأهداف الحقيقية لمثل هذه العمليات، ولا «الإنجازات» التى حقّقتها، إن وُجِدت.
*رابعًا:
يتزامن كلّ ذلك مع تصريحات متكرّرة لمسئولين سياسيين وعسكريين إسرائيل تلوّح بأنّ الحرب تقترب من النهاية، بينهم رئيس أركان الجيش هرتسى هاليفى الذى قال إنّه بات بالإمكان إنهاء الحرب على جبهة لبنان، لأنّه تمّ القضاء على القيادة العليا لـ«حزب الله»، وهو ما يطرح تساؤلات جدّية، خصوصًا أنّ الأهداف المُعلَنة من الحرب لم تتحقّق بعد، وهى إعادة المستوطنين فى الشمال إلى بيوتهم بأمان، وبالتالى وقف «التهديد الصاروخى» من لبنان.
*خامسًا:
تناور دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، أنه إذا كانت تعتقد أنّ استكمال أهدافها من الحرب يحصل على طاولة المفاوضات، وليس فى الميدان، تصرّ على أن تكون هذه المفاوضات «تحت النار»، وهو ما يفسّر استكمال المجازر، بل رفع منسوبها فى الأيام الأخيرة، بالتزامن مع الترويج المكثّف للاتفاق المحتمل، من أجل تكريس نفسها صاحبة «التفوّق والقوة»، فى أىّ مفاوضات، ربما من أجل فرض شروطها، ومن بينها ضمان حقّها فى الرد على أىّ انتهاك من لبنان مستقبلًا.
*سادسًا: «كلمة السرّ» التى تدفع إسرائيل إلى تغيير «التكتيك»، بعدما تيقّنت من أنّ تحقيق هذا الهدف قد يكون صعبًا من دون مفاوضات، بل إنّ تأخير هذه المفاوضات قد يقلب السحر على الساحر، فيستعيد «حزب الله» مثلًا توازنه، لا سيما أنّه اليوم بات أفضل ممّا كان بعيدًا اغتيال السيد نصر الله مثلًا، وقد نجح فى تجاوز الصدمة التى أحدثها الاغتيال، وبالتالى استرجع بعضًا من عافيته.
.. وفى هذا الجدل، ما زالت الرسائل التى حملها وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى رون ديرمر إلى موسكو وواشنطن، وغير بلد، هى مفتاح السر. والحديث عن ضمانات روسية تريدها إسرائيل، التى تعتقد أنّ إطالة أمد الحرب تضرّها ولا تنفعها.
حتمًا، قد لا يكون الاتفاق الذى يُحكى عنه، مختلفًا كثيرًا عن الاتفاق الذى أثير قبل فترة، وحمل المبعوث الأمريكى آموس هوكستين إلى المنطقة، إلا أنّ ما اختلف هذه المرّة أنّ الانتخابات الأمريكية انتهت، ما «حرّر» نتنياهو نسبيًا من فكرة تقديم «هدية» لهذه الإدارة أو تلك. وبانتظار عودة هوكستين المنتظرة، التى قد تحمل الخبر اليقين، يبقى السؤال الذى يطرحه كثيرون عن «التنازلات» التى قد تكون مطلوبة فى المقابل، ومدى جنوحها نحو الملف الفلسطينى اللبنانى، أو الإسرائيلى الأمريكى، بمعنى، شد وجذب القوى السياسية والأمنية نحو متغيرات جيوسياسية المنطقة، ومحاولة الولايات المتحدة، تكوين خرائط تقتحم الدول لممر بين إسرائيل ولبنان وسوريا وصولًا إلى العراق، فيكون الأكثر قربًا من إيران.
كان وما زال، ربما لا وقت لبيان النتيجة، إلا أن الاهتمام المحلى الفلسطينى، اللبنانى، الجوار الفلسطينى، والعربى والإسلامى، كان على حد دبلوماسيًا حرجًا، ما يمكن أن يصدر عن القمة العربية- الاسلامية التى عقدت فى العاصمة السعودية الرياض للبحث فى العدوان الإسرائيلى المستمر على الأراضى اللبنانية، والفلسطينية ولحشد الدعم للموقف اللبنانى بشأن وقف النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701، عدا عن الموقف من مفاوضات إيقاف الحرب النار الإبادة فى غزة ولبنان والضفة والقدس.
ما حدث مهم، القمة ليس بيدها سلاح مادى، السلاح معنوى سياسى، مع عدم استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة ولبنان، وبالتالى بحث مصائر تطورات الأوضاع فى المنطقة، وتنسيق المواقف الجادة بين الدول فى إطار تقييم ومتابعة تنفيذ قرارات قمة جامعة الدول العربية التى عقدت فى جدة فى 11 تشرين الأول 2023/ 2024؛ بدلالة خطوات عمل، الواضح أن الحراك الصهيونى الإسرائيلى بدأ فى مقاومة نتائج قرارات القمة.
فى الخلاصة، إلى نحو الساعات المقبلة، تشير الأوساط الدولية، السياسية، والأمنية، والأمم المتحدة والمنظمات والقوى المختلفة فى العالم، إلى أهمية اللقاء الذى سيعقد الأربعاء بين الرئيس الأمريكى جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، إذ ربما تتضح، أو تتكشف، أو تتفجر من بعده الكثير من المعطيات حول وقف إطلاق النار فى غزة ولبنان، أو تمتد الحرب على الخرائط السرية.
لنترقب، نضع الخط والنقطة فى مسدس الحقائق، بهدف البحث فى ملفات تتصل بالاستقرار ووقف إطلاق النار مع حزب الله ثانيًا، وأولًا إيقاف الحرب نهائيًا على غزّة والضفة الغربية والقدس، وهذا ليس فى لعبة السفاح الحاضرة.
* حقيقة:
السفاح نتنياهو والكابنيت وحكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية النازية، تريد الحرب ثم الحرب، يدهم بيد ترامب، دون كشف صندوق ترامب.
هل تغيّر ترامب ليعيد رسائل المنطقة.