الجانب الآخر من ساحات الحرب: مشروع إبادة سكان غزة.. سيناريو يمتد إلى لبنان
ينقل مستشاران للرئيس الأمريكى جو بايدن، آخر أكاذيب ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية من المنطقة والشرق الأوسط:
آموس هوكستين وبريت ماكغورك سيزوران إسرائيل.. والكذب الأكبر: اتفاق لوقف الحرب فى لبنان خلال أسابيع قليلة!
الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كما هى ذات الحرب، السيناريو على الجنوب اللبنانى ووسط بيروت والمدن الكبرى، فى صور وصيدا والبقاع والمخيمات اللبنانية.
هى الحرب التى تعيد أمام الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، وكل أركان الإدارة الأمريكية والبنتاجون، صورة دورهم المباشر فى حرب إبادة غزة، التصفية والتهجير القسرى، المجازر والذبائخ. الشهود كثر وضعفهم لن يعيد الحقيقة. دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية تعتمد على هتلر العصر، السفاح نتنياهو. وهناك غياب للدور الأمريكى المشارك فى الحرب بطريقة معلنة، إذ لا داعى للسرية فى موضوع دعم إسرائيل التوراتية الصهيونية.
*يا هلا بالضيف!
ضيوف آخر السهرة، سهرة المذاب التى تمارسها قوات الكابنيت بين غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، والتى تمارس ذات السيناريو فى لبنان والجنوب اللبنانى، وصولًا إلى البقاع، وحدود سوريا، نقول: هلا بالضيف الذى يحمل الأسفار، وهو يدرك أن ما يحمل لا يطعم رضيعًا أو ضريرًا أو مهاجرًا تمتد مأساتهم بين غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كما يصل لبنان الجنوب ووسط لبنان.
.. والمهم مرحليًا:
يصل مستشارا الرئيس الأمريكى جو بايدن «آموس هوكستين» و«بريت ماكغورك» إلى دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، الخميس لمحاولة إبرام اتفاق من شأنه إنهاء الحرب فى لبنان، وفق ما نقل موقع أكسيوس عن 3 مصادر.
وقال مسئولون إسرائيليون وأمريكيون إن اتفاقًا من شأنه إنهاء القتال بين إسرائيل و«حزب الله» يمكن التوصل إليه فى غضون أسابيع قليلة، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز، وهى تحمل الخبر الأمريكى، دون تحليل.
وفى ذات الوقت، قال موقع «أكسيوس» إن رئيس الوزراء الإسرائيلى السفاح نتنياهو، عقد اجتماعًا لبحث اتصالات دبلوماسية من شأنها إنهاء الحرب فى لبنان.
وسط شائعة صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلت عن مصادر غربية قولها إن قيادات حزب الله وافقت على فصل ملف حرب لبنان عن حرب غزة ورفح.
*دبلوماسية المراحل الأمريكية
المبعوث الأمريكى آموس هوكستين يقود الجهود التى أراها طريقة لشراء الوقت ونثر الأكاذيب، وإثارة الفتنة الأهلية الطائفية، والولايات المتحدة فى دورة انتخابات رئاسية، وصراعها محسوم، فالأمريكى لن يتوه عن صندوق الانتخاب، وكلاهما من تاريخ أمريكا الأسود، عودة ترامب أو تصعيد كامالا هاريس عروسة المولد.
مستر «هوكستين» يعتزم زيارة كل من دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى ولبنان، بهدف متابعة المحادثات الجارية من أجل التوصل إلى تسوية فى لبنان بلغت مرحلة متقدمة، دون مقدمات، على الأقل توقف الحرب ومنع أى فتنة.
ما لا يستطيع الإعلام الأمريكى أو الأوروبى نقله، جعل موقع أكسيوس يشير عن مسئولين إسرائيليين صهاينة، دون أى مصدر، قولهم إن حزب الله أصبح مستعدًا لإبعاد نفسه عن حماس فى غزة، وأن زيارة مبعوثى بايدن تدل على أن نتنياهو يؤيد إبرام صفقة بشأن لبنان، فى ظل هذا التوقع غير الصحيح، والذى لم يستند على أى قرارات اتخذت فى لبنان، أو بشأن حركة حماس فى غزة.
دبلوماسية المراحل الأمريكية، فيما يتعلق بنصير المنطقة: إيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، والحرب على لبنان، الاجتياح البرى فى مناطق الجنوب اللبنانى. كل ذلك صنع مراحل دخلت نفق الكذب، شراء أصوات عابرة نتيجة تضليل إعلامى.
أشار المسئولون إلى أن الجيش أوصى نتنياهو بأن الوقت مناسب لإنهاء القتال فى لبنان.
هو الاتفاق الوهم، بحسب المسئولين الإسرائيليين. ينص الاتفاق- قيد البحث- على إعلان وقف إطلاق نار تتبعه فترة انتقالية لمدة 60 يومًا، وهو مبنى على إعادة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1701.
.. وتتابع أكسيوس التضليل عن مصادر، قد تكون الوهم، أن «حزب الله» سينقل أسلحته الثقيلة شمال الليطانى بعيدًا عن حدود إسرائيل خلال الفترة الانتقالية، وأن الجيش اللبنانى سينشر خلال الفترة الانتقالية نحو 8000 جندى على طول الحدود مع دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى.
*هل توسّع إسرائيل حربها البرية؟
بدأ بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية يتحدث عن إمكان توسيع العملية العسكرية البرية فى جنوب لبنان للسيطرة على قرى الحافة الأمامية، ما يعنى انتقال الاشتباك إلى القرى فى الصف الثانى من الحدود، وهذا قد لا يكون توسيعًا للعملية بل استكمالًا لها لا أكثر بعد شعور تل أبيب بإمكانية السيطرة على بعض القرى التى صمدت نحو شهر كامل بالرغم من تدميرها وعدم وجود أى تحصينات طبيعية وأسمنتية فيها، وهذا محور رؤية المحلل السياسى اللبنانى على منتش، فى قراءات تحليلية، نشرتها منصة لبنان ٢٤، وهو أن منتش يقر بأن الذى يحدث فى لبنان يفرض سؤالًا: هل توسّع إسرائيل حربها البرية؟، وفى الإجابات:
*أولًا:
تخفى إسرائيل عدد قتلاها فى جنوب لبنان، لكن معدل القتلى الذى يتم الإعلان عنه يصل إلى خمسة جنود يوميًا. فى الأيام الثلاثة الماضية وصل عدد القتلى إلى ما فوق العشرة يوميًا، إضافة إلى تدمير عدد من الدبابات، وهذا الأمر فيه استنزاف كبير لقوات النخبة فى الجيش الإسرائيلى التى تقاتل بشكل أساسى، فى ظل عجز القوات الأخرى عن القيام بمناورات هجومية سهلة.
*ثانيًا:
يقاتل الجيش الإسرائيلى وفق تكتيكات الكومندوس أى أنه يعتمد على القوات الخاصة التى تدخل أو تتسلل وتسيطر على منطقة يليها دخول بعض الدبابات والآليات.
*ثالثًا:
إن اقتحام قوات كبيرة مدعومة بجحافل من الآليات للقرى الأمامية سيعرضها لمجازر دبابات بسبب قدرات «حزب الله» فى مجال الصواريخ المضادة للدروع، وعليه فإن القتلى والجرحى الذين يسقطون يشكلون فارقًا على المدى القريب وقد يشلّون ألوية النخبة.
*رابعًا:
تصريح رئيس الأركان الإسرائيلى اعتبر أن العملية البرية ستستمر لأسبوعين فقط، وبيّن التسريبات التى توحى بانتهائها، لكن يبدو أن المعركة ستستمر، وأن «حزب الله» يُعد بشكل جدى للمرحلة المقبلة، يريد تكثيف رماياته الصاروخية باتجاه القواعد العسكرية الأساسية والمصانع الاستراتيجية الإسرائيلية فى الداخل الصهيونى، ويقترن ذلك عن حزب الله بقصف المستوطنات الصهيونية التى حظرها وطالبها بالإخلاء.
*خامسًا:
لا شىء يوحى بانتهاء المعركة خلال أيام أو أسابيع قليلة، فالشهر المقبل بالغ الحساسية وقد يكون هو الشهر الذى يحدد مصير المعركة وبالتالى مصير التسوية، وعليه فإن كل تصعيد إسرائيلى سيقابله تصعيد مضاد وهذا ما بات الحزب جاهزًا له بعد استعادته لعافيته التنظيمية والعسكرية بحسب تقارير العدو الإسرائيلى.
*سابعًا:
التصعيد، كما يراه حزب الله، بالتنسيق مع حركة حماس وفصائل المقاومة، هو سيد الموقف، خصوصًا أن إيران قد أعلنت بشكل واضح عن نيتها الرد على إسرائيل وهذا ما قد يحصل «إيرانيًا»، لكن بعد انتخاب الرئيس الأمريكى الجديد لمنع التأثير سلبًا على حظوظ المرشحة كامالا هاريس التى تفضل طهران وصولها، وعليه فإن التصعيد وإعادة ضبط سلوك السفاح نتنياهو سيسيران مع بعضهما البعض خلال الفترة القليلة المقبلة، ليبقى الميدان هو الذى يحدد المسار العام لكل التطورات السياسية، هنا تبدو ألاعيب وأكاذيب الإدارة الأمريكية التى تريد عدم إيقاف الحرب فى غزة ورفح، ولا فى جنوب لبنان أو وسط لبنان، إذ تتلاعب بدمج وخلط الملفات، الأمر الذى يتيح للسفاح نتنياهو المزيد من المذاب والضربات الجوية، وربما تعمد مناوشات اقتحامات حدودية يهدد من خلالها دول جوار إسرائيل، وقد يكون التهجير خيارًا، تدعمه الإدارة الأمريكية الجديدة.
* شرط إسرائيلى مستحيل لوقف «حرب لبنان»
فى ذات السياق، سياسيًا وأمنيًا، ما جرى تمريره عبر موقع «n12» الإسرائيلى، بادعاء أنه «تقرير جديد»، فيه أن دولة الاحتلال إسرائيل، وبالتنسيق السياسى والأمنى والاقتصادى اللوجستى، مع الولايات المتحدة تجريان محادثات لإنشاء «صفقة شاملة» من شأنها أن تؤدى إلى تسوية على الجبهة بين لبنان وإسرائيل.
وذكر التقرير أن الاحتلال الإسرائيلى يقترح:
*1:
إلغاء توسيع العملية البرية، فى مقابل دعم الولايات المتحدة فرض حظر بحرى وبرى وجوى على لبنان، من شأنه يؤدى إلى منع إعادة تأهيل «حزب الله» لقوته عسكريًا.
*2:
أن المناورة المحدودة التى وصفها السفاح لحرب لبنان والجنوب، فى جنوب لبنان، تكاد تقترب من تحقيق هدفها المتمثل بالقضاء على قدرة حزب الله على إطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه مستوطنات الشمال، وتحييد خطر غزو الحزب لإسرائيل، ما قد يؤدى إلى عودة آمنة للسكان إلى منازلهم.
*3:
تطالب إسرائيل وتنوى التمسك بهذا كشرط من أجل أن تكون لديها قدرة وحرية على الرد على أى خرق والهجوم عليه من أى مكان، سواء من الأرض أو البحر أو الجو.
*4:
المحادثات التى يحاول الأمريكيون أن تثمر وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلالها الاتفاق على تفاصيل التسوية الكاملة وآليات التنفيذ والقرارات المطلوبة على المستوى الدولى للتوصل إلى اتفاق.
*5:
«الاتفاق الجديد سيكون أكثر فاعلية من القرار السابق 1701 الذى تم انتهاكه بعد وقت قصير من صدوره».
* هل هناك من خطوة «تنهى حرب لبنان» وتُطبّق الـ1701؟!
تدور فى الأوساط السياسية الإقليمية تساؤلات عن هل هناك من خطوة «تنهى حرب لبنان» وتُطبّق الـ1701؟!
.. والضحك الباكى أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، كتبت تقريرًا جديدًا؛ قالت فيه إنه «يجب على الإدارة الأمريكية أن تُثبت مرة أخرى تأييدها لإسرائيل من خلال مساعدتها فى القتال ضد حزب الله وإيران، ومن ناحية أخرى من خلال الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلى- السفاح نتنياهو للتوصل إلى تسوية».
وزعمت الصحيفة، مع تناقض رؤيتها، فى تقريرها الذى نشر بشكل موسع فى العبرية والإنجليزية أنه «بعد عام من إطلاق النار المتواصل الذى حوّل منطقة شمال إسرائيل إلى شريطٍ أمنى خالٍ من السكان، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية تتحرك ضد حزب الله للسماح بعودة السكان إلى منازلهم»، وأضاف: «مع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الوجود الإسرائيلى المطوّل فى لبنان قد أثبت فى الماضى أنه وصفة موت للعديد من الجنود وسط عدم تقديم أى حل».
*الحرب الإقليمية مع المحور الإيرانى
التقرير بما فيه من تناقضات، يقر بأن «الحرب الإقليمية مع المحور الإيرانى بأكمله لن تؤدى إلى تغيير استراتيجى»، وتابع: «النظام الإيرانى أكثر تعقيدًا مما يظهر فى استديوهات التليفزيون. وبينما يفضل الحرس الثورى المواجهة واستخدام الوكلاء، فإن الحكومة الجديدة فى إيران، بقيادة الرئيس مسعود بزشكيان، مهتمة بالحوار مع الولايات المتحدة بغرض استعادة الاقتصاد»، «حتى المرشد الأعلى فى إيران على خامنئى لا يستبعد التوصل إلى ترتيب مع الغرب، وإلا لما سمح بانتخاب بزشكيان. إن مصلحة إسرائيل هى استغلال التوتر الداخلى فى إيران والعمل مع الدول الغربية للتوصل إلى تسوية. وتحقيقًا لهذه الغاية، لا بد من العمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لتحقيق ترتيب يبدأ بوقف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح المختطفين، وهى خطوة يجب تنفيذها بسرعة».
وأضاف: «من شأن مثل هذا التحرك أن يسمح بالتوصل إلى اتفاق بشأن تحسين تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 فى لبنان تحت رعاية قوة دولية أقوى من قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان، التى لا تستطيع وحدها القيام بهذه المهمة. الأمر هذا لن يتم من دون ممارسة أدوات الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذى أثبت مرارًا وتكرارًا أن تصرفاته تهدف إلى هدف واحد وهو الحفاظ على حكمه».
واعتبر التقرير أن «الثمن يدفعه المختطفون الإسرائليون لدى حركة حماس الذين أحبط نتنياهو مرارًا وتكرارًا فرصة التوصل إلى صفقة لإطلاق سراحهم، فيما مواطنو إسرائيل المحاصرون فى حرب لا نهاية لها يحققون انتصارات تكتيكية، ولا يوجد أحد فى القيادة مهتم بذلك».
وأردف: «الآن، يتعين على إدارة بايدن أن تثبت تأييدها لإسرائيل من خلال مساعدتها فى حربها ضد حزب الله وإيران، ومن ناحية أخرى، من خلال استخدام كل أدوات الضغط الممكنة لتوضح لنتنياهو أن عليه أن يختار بايدن، لا أن يختار توجهات إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومى الإسرائيلى، الذى يسعى نحو الضغط لاتخاذ إجراءات هجومية وحربية وعدم الترويج للتسويات».
*تقرير لـ«The Economist»: هل تؤثر الاغتيالات الإسرائيلية على استمرارية «حزب الله» وحماس؟
تتعمد مجلة «The Economist» البريطانية الخوض فيما تصل اليه صورة الحرب، وهى تعلم أن الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، تتداخل مع خلخلة الضفة والقدس، كما تتعمد إسرائيل الاحتلال، وهى تخوض الحرب على جنوب لبنان ووسط بيروت وربما تجتاح سوريا من جبهة المصنع الحدودية أو البقاع وهضبة الجولان.
المجلة تؤشر إلى أنه «أصبح من المؤكد أن الاغتيالات لا طائل منها. فمنذ أكثر من عام، اغتالت إسرائيل زعماء حماس وحزب الله، وفى كل مرة تفعل ذلك، يصر عدد من المسئولين فى حزب الله على أنهما سوف يعيدان تنظيم صفوفهما ويستعيدان قوتهما السابقة. وربما يكون الأمر كذلك، ولكن هناك أيضًا أسباب وجيهة للاعتقاد بأن هذه المرة قد تكون مختلفة».
وبحسب المجلة، «هناك ثلاث حجج تدعم الاعتقاد بأن عمليات القتل المستهدفة لا تنجح».
* الحجة الأولى تاريخية
فقد وجدت أودرى كيرث كرونين، الأستاذة فى جامعة كارنيجى ميلون، أن ما تسمى بضربات «قطع الرأس» تميل إلى العمل ضد الجماعات الصغيرة التى تشكلت حديثًا والتى تفتقر إلى عملية اختيار القادة الجدد. وفى الواقع، لا ينطبق هذا الوصف لا على حماس ولا على حزب الله. فعندما قتلت إسرائيل عباس الموسوى، زعيم حزب الله، فى عام 1992، لم تمت الجماعة معه، بل على العكس من ذلك، أثبت خليفته، حسن نصرالله، أنه زعيم أكثر قدرة. وعلى نحو مماثل، نجت حماس بعد اغتيال أحمد ياسين، مؤسسها، فى عام 2004.
وتابعت الصحيفة: «فيما يتعلق بحزب الله، فبحلول الوقت الذى اغتالت فيه إسرائيل نصرالله فى السابع والعشرين من سبتمبر، كانت قد اغتالت بالفعل أغلب القادة العسكريين للحزب. ومنذ ذلك الحين اغتالت هاشم صفى الدين، الوريث المفترض لنصرالله. وحتى أكثر الجماعات قدرة على الصمود سوف تكافح بعد خسارة الشخصيات الأربع أو الخمس الأولى فى مخططها التنظيمى. والأمر عينه ينطبق على حماس، التى فقدت فى العام الماضى اثنين من قادتها، وعشرات من القادة من الرتب الأدنى. أضف إلى ذلك المكانة الفريدة التى يتمتع بها كل من نصرالله وزعيم حركة حماس يحيى السنوار. كان الأول الرجل الأكثر قوة فى (محور المقاومة)الإيرانى والمقرب من مرشدها الأعلى. أما السنوار، على عكس أسلافه، فقد هيمن على كل فروع حماس المتفرقة، فقد سيطر على الجناحين العسكرى والسياسى وأخضع قيادة الشتات لإرادته. وفى الواقع، لن يتم استبدال أى منهما بسهولة، وقد لا يتمتع خلفاؤهما بنفس القدر من الدعم من إيران».
* الحجة الثانية بنيوية
تعود المجلة وفق مصادرها إلى ما قبل السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، كانت حماس هى الحكومة الفعلية فى غزة، أما حزب الله فهو دولة داخل الدولة. وبعبارة أخرى، فإن هذه ليست مجرد فصائل مسلحة، بل هى كيانات سياسية واقتصادية ذات جذور عميقة. ومع ذلك فقد تم اقتلاع بعض هذه الجذور على مدى العام الماضى بسبب تصرفات إسرائيل. ولكى تتمكن حماس من العودة إلى الظهور كحاكمة لغزة، فإنها سوف تحتاج إلى المال لدفع رواتب مقاتليها، ولكن اقتصاد غزة فى حالة خراب، فالتجار الذين كانوا يدفعون لحماس ذات يوم 360 مليون دولار سنويًا كضرائب قتلوا أو خسروا أعمالهم. أما فى لبنان، ففى ظل النظام الزبائنى، يصبح الحزب قويًا بقدر ما يقدمه من منافع. فبعد أن كان حزب الله أغنى حزب فى لبنان لفترة طويلة، أصبح الآن تحت الضغط.
*الحجة الثالثة فلسفية
فى فبراير، قال جوزيب بوريل، رئيس السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى: «إن حماس فكرة، ولا يمكنك قتل فكرة». وقال رئيس جامعة الدول العربية الشىء عينه عن حزب الله فى وقت سابق من هذا الشهر. ولكن هذا خطأ. فقد أدلى المحللون بادعاءات مماثلة حول تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» قبل عقد من الزمان، عندما أعلنت الجماعة الجهادية الخلافة واستولت على مساحة من الأراضى فى كل أنحاء سوريا والعراق. واستمرت الخلافة أقل من أربع سنوات وانهارت فى مواجهة تحالف دولى قتل عشرات الآلاف من مقاتلى داعش فى حملة شرسة. والأمر عينه ينطبق على جماعة الإخوان المسلمين. ولكن من باب الإنصاف، لم يتم القضاء على أى من المجموعتين.
.. وردًا على ما تحاول مجلة «The Economist» أن تضلل به المجتمع الدولى، فأقول، وهذا موقف ذاتى، نتيجة تماس وتحليل:
«حركة حماس وحزب الله مؤسسات، وهى أكثر من حاضنة تاريخية واجتماعية ونهج دينى، ما يبنى الأفكار، والأسس التى تنطلق منها فى فعل المقاومة».
وفى رؤيتى، ليس هناك ما يمنع أو يؤكد أن حركة حماس سوف تصبح الجماعة الفلسطينية المسلحة الرائدة، أو أن حزب الله سوف يصبح الممثل الرئيسى للشيعة فى لبنان. والسؤال الآن هو ما الذى قد ينشأ ليحل محلهما، إذا تم القضاء على شكلانية المؤسسة والعمل العسكرى أو السياسى، هل تنتهى الفكرة عند الشعوب، وقد جرب الاحتلال والقمع والمجازر والإبادة والتهجير.
.. ما أشارت إليه المجلة أنه يخشى- مرحليًا- فى لبنان أن يؤدى ضعف حزب الله إلى اندلاع قتال داخل الطائفة الشيعية. ولكن، ما دامت إسرائيل تحرم الفلسطينيين من إقامة دولة، فسوف يظل الفلسطينيون على استعداد لمقاتلة إسرائيل، وهذا منطق من المجلة عدائى ويؤكد أنهم فى طريق الإبادة الجماعية بدعم أمريكى قذر وقد يقود العالم نحو دمار شامل.
* وعن حرب غزة، المؤامرة مستمرة
.. فى المحصلة، غياب قوى دولية، عربية، إسلامية، فاعلة جعل الولايات المتحدة الأمريكية تنفرد فى توجيه الوصلات فى لبنان، فى غزة، فى إيران، فى دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، ولهذا وجدت «أكسيوس» الأمريكية نقلًا عن ثلاثة مسئولين «إسرائيليين» أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، طرح مقترحًا لوقف إطلاق النار فى غزة لمدة 28 يومًا.
المقترح الأمريكى، بحسب المصادر، لم يعرض على السفاح نتنياهو وحكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية النازية، وهو محاولة لإطلاق خلاصة سياسية وأمنية سندها يضمن باسم الإدارة الأمريكية وقفًا لإطلاق النار فى غزة لمدة 28 يومًا، وإطلاق سراح نحو ثمانى رهائن محتجزين لدى حركة «حماس» وإطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين لدى «إسرائيل».
معلومات أكسيوس، رغم مرونتها السياسية الشكلية، قد تكون تضليل أكاذيب، إلا أنها تجنح نحو تمريرات مدير المخابرات الأمريكية وليم بيرنز، الذى ناقش المقترحات خلال اجتماع عقده مع نظيريه «الإسرائيلى» والقطرى، دون تفاصيل عملية أو بيانات معلنة، فالوقت دقيق وحساس.
«أكسيوس» تكشف خطة بيرنز فى هذه المرحلة.
* أ:
«لا تتناول مطلب حماس الرئيسى بأن يتضمن أى اتفاق انسحابًا «إسرائيليًا» من غزة وإنهاء الحرب».
*ب:
إطلاق سراح 8 نساء من المحتجزين لدى حماس أو رجال فوق سن الخمسين.
*الحرب بحسب السفاح نتنياهو.. «هدنة الـ48 ساعة»
قال رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة الصهيونية، السفاح نتنياهو، إنه «لو كان هناك طرح لإطلاق سراح 4 رهائن مقابل وقف إطلاق نار لمدة 48 ساعة، لكان قد وافق على ذلك».
وأضاف خلال جلسة كتلة حزب الليكود: «وقف إطلاق النار لمدة يومين مقابل إطلاق سراح 4 رهائن.. سأقبله على الفور. أتمنى أن يقدموا مثل هذا العرض.. إنه غير موجود».
السفاح يبحث، يقول: «نحن نبحث عن أطر جزئية، فيما يتماشى مع سياستنا، ونحن نريد تحقيق المصالح الوطنية فى أسرع وقت ممكن»، كما أنه ينوى توسيع اتفاقيات السلام مع دول أخرى فى المنطقة بعد أن تحقق إسرائيل أهدافها فى قطاع غزة ولبنان.
ووفقًا لما ذكرته وسائل إعلام صهيونية، وما نقله موقع «أكسيوس» الأمريكى، فإن 3 مسئولين إسرائيليين كبار أوضحوا أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، بيل بيرنز، طرح خلال محادثات بالعاصمة القطرية الدوحة، الخطوط العريضة للإفراج عن الرهائن المختطفين، يتم بموجبها إعادة 8 منهم مقابل وقف إطلاق النار لمدة 28 يومًا، والإفراج عن عشرات المعتقلين الفلسطينيين.
دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية اعترفت عن مناقشة مقترح موحد جديد يجمع المقترحات السابقة، يأخذ فى الاعتبار أيضًا القضايا الرئيسية والتطورات الأخيرة فى المنطقة.
وأوضح بيان الحكومة الإسرائيلية أنه، خلال الأيام المقبلة، ستستمر المناقشات بين الوسطاء وحركة حماس «لفحص جدوى المحادثات ومواصلة محاولة الدفع نحو التوصل إلى اتفاق».
فى ذات التوقيت، صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ذكرت أن التقدم الحقيقى فى المحادثات «لن يكون ممكنًا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية»، التى ستُجرى بعد نحو أسبوع، لافتة إلى أن نتنياهو «قد يتخذ قرارًا قبل ذلك».
وأشارت إلى أن الأمر المرجح أن رئيس الوزراء الإسرائيلى سينتظر ليرى ما إذا كان الرئيس السابق دونالد ترامب، سيعود إلى البيت الأبيض، أو فيما إذا كانت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ستفوز، وذلك لمعرفة مقدار «مساحة المناورة» التى سيحظى بها من الحليف الرئيسى لدولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى.
السفاح يريد رئيسًا لواشنطن وتل أبيب معًا.
* الحرب تكشف مآلات «الخماسية للمسار الرئاسى اللبنانى»
.. أزمة تأكل أزمة، حرب تولد تلك الجبهات مقاومة، كل ذلك رسم صورة الحرب التى تقود خطوطها البنتاجون، وبعلم ودعم مباشر من الإدارة الأمريكية، الأمر الذى شكل غزة ورفح، وجعل التسوية مستحيلة، لأن إيقاف الحرب أيضًا أمر مستحيل.
فى جبهة لبنان، جبهة أخرى، عن تلك التسوية التى ستشمل لبنانيًا انتخاب رئيس جمهورية يتناسب شخصه والدور المنوط به بعد وقف النار لبنانيًا وإقليميًا، حيث لن يكون الرئيس العتيد من حصة الثنائى الشيعى، كما لن تكون هناك حاجة الى موافقة الـ86 نائبًا لانتخابه، أمور شكلت محور المحاولة التى بدأ التحضير لها أمس، بالتنسيق بين كتلتى اللقاء الديمقراطى والاعتدال الوطنى، فى محاولة نحو إحداث خرق فى اتجاه التوافق على رئيس، وفتح النقاش فى هذا الملف، بعدما باتت القناعة بأن «الحرب قد تطول».
وكشفت المصادر: يقول المحلل السياسى اللبنانى ميشال نصر، فى صحيفة «الديار» البيروتية: إن ملف رئاسة الجمهورية دخل من جديد بازار المقايضة، فالطرح اللبنانى يعرض من بين ما يعرضه انتخاب رئيس فى ظل هدنة الـ21 يومًا، وهو ما ترى فيه أوساط دبلوماسية مطلعة، وفقًا لما توصلت إليه نقاشات اللجنة الخماسية التى انعقدت على مستوى نواب وزراء خارجية بلدانها على هامش انعقاد مؤتمر دعم لبنان فى باريس بعيدًا عن الإعلام، حيث خلص المجتمعون إلى أن لا أفق لاتفاق لبنانى على اسم للرئاسة، بل إن الأوضاع التى طرأت دفعت إلى كل من الطرفين للتشبث بمواقفه، فيما التوازنات النيابية عاجزة عن انتخاب رئيس، على ما تؤكد مصادر سياسية مواكبة.
عمليًا، فى وضع لبنان مع الاجتياح الإسرائيلى الصهيونى المتوقع على طول الحدود فى جنوب لبنان، أمور معطلة لأى حراك سياسى، الاتصالات الداخلية حتى الساعة، بين القوى المختلفة لم تنتج أى تقارب رغم كل ما يتم تسريبه، حتى اللحظة.
*أ:
يعتبر الوزير السابق جهاد أزعور، المرشح الوحيد الذى يحظى بإجماع الأحزاب المسيحية، فى وقت تردد فيه أن وزيرًا سابقًا، ذا خلفية مسيحية صرفة، يكثر من زيارات العمل الطويلة إلى عين التينة، معتبرة أنه الورقة المخفية التى قد تطرح فى ربع ساعة الجد الأخير، محرجًا القوى السياسية المختلفة.
*ب:
إن لائحة المرشحين الجدية تشمل وزيرًا سابقًا، ضابطًا متقاعدًا، يوصف بالذكاء والدهاء والمثقف، يتواجد خارج لبنان منذ مدة، ونائبين حاليين، حظوظهما غير مرتفعة حتى اللحظة.
.. لا رئيس فى لبنان ومظلة الحرب تأكل الأخضر واليابس، والقوى السياسية باتت غير معنية بالنتائج، وتعتبر عمل الدولة.
*الحرب وميقاتى!
.. الإعلام الدولى، العربى، اللبنانى وجد فى عودة رئيس الحكومة اللبنانية المؤقت نجيب ميقاتى إلى بيروت، بعد الجولة التى قادته إلى فرنسا وبريطانيا وإيرلندا؛ حيث شارك فى مؤتمر دعم لبنان فى باريس واجتمع مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيسى حكومتى بريطانيا وإيرلندا ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من المسئولين، خلال لقاءاته واجتماعاته، ما وصف بأنه «يتشدد» فى التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 كما هو، من دون تعديل، وعليه فإن المطلوب أولًا التزام حقيقى من إسرائيل بوقف إطلاق النار، لأن التجربة السابقة فيما يتعلق بالنداء الأمريكى- الفرنسى المدعوم عربيًا ودوليًا، لوقف إطلاق النار، أفشلتها أطراف أمريكية وأوروبية، وضغط من حكومة اليمين المتطرف التوراتى، والسفاح نتنياهو.
.. يجب أن يعى المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى أن غزة ورفح، وبيروت وجنوب لبنان، جبهات حرب وإبادة تحت نيران الحرب الإسرائيلية فى جباليا وبيت لاهيا ورفح، كما فى الجنوب اللبنانى وصيدا وصور ووسط بيروت، وكل هذا الوضع يعنى إبادة مستمرة ووقفًا للمساعدات ولعمل أونروا، وأى حركة دبلوماسية لن تفيد، والعالم يترقب أعمال السفاح نتنياهو، والصمت الأمريكى عن كل حروب الكابنيت الصهيونى.
.. فى الواقع، الحرب التى تلوح فى المنطقة أن لبنان الدولة ومعها حزب الله، كما حركة حماس ليست على موعد مع أى تفاوض شكلى، لا أحد ينتظر أى موفد أمريكى، بل تعتقد، وفق مصادر سياسية، أن غزة ولبنان يتابعان:
*المفاوضات الجارية فى قطر بين وفدى حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلى والتى يقودها مدير المخابرات الأمريكية وليم بيرنز، بشأن عقد صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار فى غزة.
* عمليًا، محادثات هوكشتاين فى إسرائيل تهدف إلى السعى لبلوغ حل سياسى ووقف إطلاق النار، دون تحديد لأطر منفردة لـ«غزة وحماس»، أو تشتمل «لبنان الدولة وحزب الله».
*المصادر الدبلوماسية فى الخماسية الرئاسية تعتقد أن «مهمّة هوكشتاين هى فى إسرائيل وليس فى لبنان، وأنّه فى جولته الأخيرة تبلّغ موقف لبنان من رئيس المجلس النيابى نبيه برى ورئيس الحكومة نجيب ميقاتى بأنّ الحلّ للوضع القائم محدّد فى القرار 1701 وتطبيقه بحذافيره بشكل كامل وشامل، وأنّ لبنان ملتزم كليًا بهذا القرار، ولا يقبل أى تعديل له، أو أى تجزئة له، أو إقرانه بأى ملاحق له. وهذا الموقف تمّ إبلاغه لكل الموفدين والمستويات الدولية».
*هناك اتفاق، فكرة المقاومة منبتة، أن غزة ورفح وبيروت وجنوب لبنان، سياسيًا وأمنيًا، ترى الجهود التى تعتمدها الإدارة الأمريكية فى ذروة أسبوع الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مجرد جولة سياسية لحصد تهدئة لا يحصل عليها من حكومة اليمين المتطرف التوراتى، أو أى التزامات، غالبًا بتعنت وكذب السفاح نتنياهو، والمتوقع أن زيارة هوكشتاين إلى لبنان باتت مرتبطة بثلاثة أمور.
*1:
نتيجة زيارته إلى إسرائيل.
*2:
مدى مرونة نتنياهو حول وقف الحرب على لبنان.
*3:
مؤشرات نتائج مفاوضات الدوحة، لأن التوصل إلى اتفاق فى غزة يسهل التهدئة والاتفاق فى لبنان.
.. كل ذلك يؤكد أنّ لبنان رسميًا يتوافق على العودة إلى القرار 1701 مهما تأخّر الوقت، ولكن نتنياهو يصرّ للأسف على مواصلة سفك الدماء.
* 4:
متغيرات ما أعلن «حزب الله» عن أنّه «تمسُّكًا بمبادئ حزب الله وأهدافه، وعملًا بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا لحزب الله، حاملًا للراية المباركة فى هذه المسيرة، سائلين المولى عز وجلّ تسديده فى هذه المهمة الجليلة فى قيادة حزب الله ومقاومته الإسلامية».
.. وبالتأكيد هناك متغيرات قد تتزامن عبر التنسيق، لتغيير شكل كل التفاوض، وسط الإبادة والحرب والمجازر والاجتياح.
.. ما بعد اختيار أمين عام لحزب الله، ليس ما قبله، وقد تكون المعارضة اللبنانية ترى أن جزءًا واضحًا وموحّدًا ضد «حزب الله»، قد أخذ يتشكل، لكن هذه الوحدة فيما بينها ليست كافية لتنفيذ أى مشروع سياسى وإنجاحه، أو حتى وقف الحرب، إذ على القوى السياسية المعارضة أن تتّحد على مشروع كامل متكامل. وتعتبر مصادر سياسية مطّلعة بأن القوى السياسية المعارضة غير متّفقة على أى طرح، باستثناء العداء «للحزب»، وهذا يعنى أنها ستقف عاجزة عن التوافق على اسم شخصية تخوض بها معركة الاستحقاق الرئاسى، ما يبقى «قوى الثامن من آذار» متقدّمة سياسيًا وبرلمانيًا. وبالتالى فإنّ هذا الأمر سيكون واقعًا لا مفرّ منه فى المرحلة المقبلة، وهذا يصنع أزمة داخلية تمنح السفاح نتنياهو مشروعية اللعب وحيدًا فى لبنان.
.. وفى مقابل ذلك، إيرانيًا، كان مثيرًا ما علّق عليه الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان، إذ اعتبر تعيين الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا لحزب الله، قائلًا: «نعيم قاسم سيسهم فى تعزيز المقاومة».
وقال إنّه فى هذه الظروف التاريخية الحساسة فإن الدفاع عن سيادة لبنان وجبهة المقاومة والشعب الفلسطينى يحظى بأهمية تاريخية.
وأضاف: «أنا واثق من أن وجودكم على رأس حزب الله سيعزز إرادة المقاومة والمضى قدمًا نحو استكمال طريق شهداء جبهة المقاومة».
.. كل ذلك فى مواجهة إبادة جماعية شملت كل غزة ورفح، وهى تحتاج بهمجية صهيونية جنوب لبنان وكل البلاد، والتصعيد الإقليمى، تباين لكنه قد ينفجر بأى وقت.