رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عريس البحر.. المخرج وليد طلعت: معاناة فى إنتاج عرض للجامعة أو الفرق المستقلة

المخرج وليد طلعت
المخرج وليد طلعت

وجه المخرج المسرحى وليد طلعت، الشكر للفنان أشرف عبدالباقى، لتبنى مسرحية «عريس البحر»، ضمن مشروع «سوكسيه»، على مسرح الريحانى، مؤكدًا أن النجاح الذى تحقق بفضل تعاون فنان كبير آمن بالمواهب وبأهمية إظهارها للنور، لدرجة أنه كان يتكفل ببعض نفقات الديكور وتأجير المعدات.

وقال «طلعت»، فى حواره مع «الدستور»، إن المسرحية تحكى عن مشكلة ميراث بين عم ظالم قتل أخاه، وبين طفل وطفلة وأمهما، ابنى القتيل، ويحاول العم قتل الولد الذكر لكى يسيطر على الميراث، مشيرًا إلى أن أبرز الصعوبات التى واجهته كانت تعليم اللهجة الصعيدية لطلاب الجامعة البريطانية.

■ كيف بدأت مسرحية «عريس البحر»؟

- العرض إنتاج الجامعة البريطانية، التى قدمت لنا دعمًا كبيرًا، وقد شارك بمهرجان العلمين، وتدور قصته- المستلهمة من تراث صعيد مصر- عن موال «مسعود ووجيدة».

ويُفتتح العمل بعزاء «العتربى» والد كل من «الهريدى» و«عمران»، ويحدث خلاف بينهما حول الميراث.

«الهريدى» يخسر أمواله فى الخمارات، فيحاول تعويض خسارته برهن أرضه فى صفقة فاشلة مع مطاريد الجبل، ويخسر كل ما يملك، فيوسوس له شيطانه وتدفعه «الغازية فُتنة»، فيقتل أخاه ليستولى على نصيبه، لكن الميراث يؤول لـ«مسعود ووجيدة»، ابن وابنة «عمران»، وأمهما «شامة».

يغضب «الهريدى» الذى لم يكن يعرف أن زوجة أخيه أنجبت ذكرًا لتوها، فتدفعه «فُتنة» لمحاولة قتل «مسعود» ابن أخيه، الذى لم يكمل عامًا وشهرين، ثم تتوالى الأحداث.

العرض من تأليف محمد عادل، وبطولة طلاب الجامعة البريطانية، وديكور د. حمدى عطية، وأزياء أميرة صابر، وتصميم الإضاءة أبانوب ڤيكتور، ومخرجين منفذين وتدريب ممثلين طارق سعيد ومحمد رأفت، ومكياج ماجد جمال، ومساعدى المخرج خالد سليمان وسارة صلاح، وأشعار أحمد شاهين، موسيقى وألحان محمد الصاوى، استعراضات شيرين حجازى.

■ لماذا شاركت فى مشروع «سوكسيه»؟

- الفنان أشرف عبدالباقى حضر فى آخر ليلة عرض لمسرحية «عريس البحر» فى مسرح روابط، وأعلن عن أن المسرحية ستعرض على مسرح نجيب الريحانى، وفرحنا جميعًا فرحة عارمة، خاصة أن هذا العرض كان أول تجربة فى مشروع «سوكسيه» لتقديم العروض الناجحة.

قدم لنا الفنان أشرف عبدالباقى تسهيلات كبيرة، مثل العمالة والتقنيات لخدمة العرض على مسرح الريحانى، بداية من الديكور وتأجير معدات إضافية على حسابه الشخصى.. كل هذه الأمور كانت دعمًا كبيرًا من فنان كبير.

كما حصلنا على نسبة من التذاكر، وأطلق لنا حملة دعائية كبيرة، وعُرض بوستر المسرحية بشارع عمادالدين.. هذا الأمر نصر عظيم للفريق، والتجربة مُبشرة ولم تنتهِ بعد.

وأود أن أشير إلى أن الفنان أشرف عبدالباقى رجل جميل وعظيم وداعم بشكل قوى، وحريص على الوجود بالمسرح والمشاركة فى الدعاية بنفسه، وإجراء مقابلات للممثلين المشاركين، ولا يبخل علينا بالنصائح، ويشجعنا على الاستمرار بسؤاله عن مشروعاتنا الجديدة.

■ ما الصعوبات التى واجهتها؟.. وكيف جرى اختيار المشاركين بالعرض؟

- بدأنا العمل على العرض منذ عام ٢٠٢٠، حينما كتب محمد عادل الإسكريبت، وأول عقبة كانت اللهجة، إذ إننى أعمل مع طلبة من الجامعة البريطانية، لهم «لايف ستايل» وتفكير مختلف، وشعورهم بالمسرح أو التراث مختلف تمامًا، وهذا أصعب ما واجهته وكنت سأصاب بالإحباط فى البداية، وجرت الاستعانة بالفنان بدرى سيد، لعمل معايشة لتعليم الطلاب اللهجة. من اليوم الأول قلت لهم: «لا نريد تقليد الصعايدة وإنما تجسيد قطعة حقيقية من جنوب مصر على خشبة المسرح»، وساعدنى فى هذا الأمر مدربا التمثيل محمد رأفت وطارق سعيد، وعلما الممثلين التكنيك والحركة والكلام والتمثيل وطبقات الصوت وكل شىء، توقفنا فترة عندما جاءت جائحة كورونا ثم عدنا.

■ هل تنوى عرضها بالمحافظات خلال الفترة المقبلة؟

- أتمنى وأسعى بكل جهدى وما أوتيت من قوة أن أقدم العرض فى الإسكندرية وجنوب مصر، لكن هذا الأمر يحتاج لمساعدة من أصحاب القرار ومؤسسات الدولة، وهناك مناقشات للعرض فى الشيخ زايد، سواء بمسرح موفنبيك أو تياترو أركان، وأتمنى مجددًا أن يتجول العرض فى المحافظات.

■ ما رأيك بالحركة المسرحية فى الوقت الحالى؟

- أعتبر نفسى منتسبًا لمسرح الهواة منذ ٢٥ عامًا، فأنا فى الأساس مهندس، عملت فى مسرح الجامعات والفرق المستقلة والهواة، ولست متخصصًا أو أكاديميًا أو حاملًا كارنيه نقابة المهن التمثيلية، وأقول إن الحركة المسرحية تعانى الضعف؛ فهناك معاناة فى إنتاج عرض مسرحى للجامعة أو الفرق الحرة أو المستقلة.

نحتاج إلى دعم ودور عرض، وأتساءل: «أين وزارة الثقافة من دعم التجارب الشبابية المميزة ومن اكتشاف الموهوبين بالجامعات ونوادى المسرح والثقافة الجماهيرية، ودعم العروض المميزة وتقديمها؟».

■ ما الذى ينقص مسرح الدولة لتقديم مشروعات قوية؟

- أسأل نفسى نفس السؤال: ما الذى يمنع مسارحنا الحكومية من أن تقدم كل ثلاثة أشهر- مثلًا- عرضًا مميزًا لعدة أيام، ويكون العائد منه للدولة؟.. هل مسارحنا مشغولة طوال العام، سواء المسرح الكوميدى أو الحديث أو القومى والشباب والطليعة؟.. ولماذا لا يكون ضمن خطة كل مسرح استضافة العروض المميزة من الجامعات الحكومية والخاصة.

■ ما مستجدات عرض «معبأ ومغلف آليًا»؟

- عرض «معبأ ومغلف آليا» هو ثانى تعاون مع المؤلف محمد السورى، الذى أحبه كإنسان وكمبدع كبير، وهذا العرض عن النص المسرحى «مخلفات مصنع الكرتون»، وإنتاج الجامعة الألمانية للعام الماضى.

الجامعة مع كل عام دراسى جديد تقوم بعرض المسرحية التى جرى إنتاجها قبل ذلك، من أجل أن نقول للدفعات الجديدة بالجامعة إن هناك مسرحًا، ثم نفتح باب اختيار المواهب لضم عناصر جديدة للمسرح، وهذا الأمر إجراء روتينى، أما أول تجربة بيننا فكانت «نور القمر» عن النص المسرحى «بلا أثر».