نجاح مبهر للدورة الرابعة والعشرين من «الإسماعيلية للفنون الشعبية»
شهد مهرجان الإسماعيلية الدولى للفنون الشعبية فى دورته الرابعة والعشرين، الذى اختتمت فعالياته، الإثنين، إقبالًا جماهيريًا كبيرًا على عروضه، التى تميزت بالتنوع، وعكست ازدهار الفن الشعبى المصرى وتطور أدواته، وامتلاء مصر بالمواهب فى هذا المجال المهم.
وأقيم المهرجان تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء أكرم محمد جلال، محافظ الإسماعيلية، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية، وبالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، وهيئة قناة السويس، وهيئة التنشيط السياحى.
وثمّن الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف عودة مهرجان الإسماعيلية الدولى للفنون الشعبية فى دورته الـ٢٤، قائلًا: «سيظل صورة مشرقة لمصرنا ولتراثها الشعبى القائم على التنوع والتفرد، ورأس حربتها فى منظومة القوى الناعمة التى تضعها فى مصاف الدول المتقدمة حضاريًا وثقافيًا، إنها الروح الشعبية المقاومة والقادرة على تحدى الصعاب».
وأضاف «ناصف» أن الإقبال على عروض المهرجان يعكس تعطش الجمهور للفنون الشعبية الراقية، التى تعكس تراث وعادات وتقاليد الشعوب المشاركة، إضافة إلى الندوات العلمية التى يشرف عليها الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للفنون الثقافية، متابعًا أنه سيتم بحث التوصيات التى تصدر عن هذه الندوات والعمل على تطبيقها.
وأكد أن «ديفليه» مهرجان الإسماعيلية كان عرضًا رائعًا ومهمًا للقوى الناعمة المصرية والعربية والعالمية، ويؤكد روح المحبة والإخاء والسلام التى يجب أن تسود العالم، لافتًا إلى أن هناك رسالة محبة للعالم كله خارجة من الإسماعيلية مدينة الفن والإبداع فى كل شىء.
وأشار إلى مشاركة ٢١ فرقة، منها ٦ فرق عربية وأجنبية، و١٢ من الفرق التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، فضلًا عن ٣ فرق تنتمى لمحافظة الإسماعيلية، مضيفًا أن ذلك شىء يدعو للفخر والسعادة.
وأعرب عن اعتزازه بتكريم الدكتور عبدالمنعم عمارة، والفنانة فريدة فهمى، واسم الفنان الراحل محمد خليل، مقدمًا شكره لوزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية وقيادات هيئة قصور الثقافة التى خططت ونفذت وأشرفت على المهرجان بالتعاون مع العلاقات الثقافية الخارجية.
فى السياق، قال الفنان والشاعر ماهر كمال، مدير المهرجان، إن الحدث ملتقى لمبدعى العالم على أرض الإسماعيلية، حيث تقترب المسافات وتتماذج الاختلافات فى لوحات فنية راقصة معبرة عن ثقافات مختلفة.
وأشار إلى أن المهرجان أنشئ فى ١٩٨٥ بفكرة من الدكتور عبدالمنعم عمارة، محافظ الإسماعيلية حينها، والفنان محمد خليل، مردفًا: «نحن الآن فى الدورة الرابعة والعشرين، أى أنه توقف أكثر من مرة لظروف عديدة كان آخرها فى الفترة من ٢٠١١ حتى ٢٠١٦، لكننا نعود فى الدورة الرابعة والعشرين بروح جديدة بعد أن عدنا كأبناء الإسماعيلية لإدارة المهرجان».
وأضاف: «لدينا شكلان من التكريم، الأول كان تكريم حفل الافتتاح وضم الدكتور عبدالمنعم عمارة أيقونة النجاح الإدارى كمحافظ سابق للإسماعيلية ووزير سابق للشباب والرياضة، وهو من دعم ووضع أسس إنشاء المهرجان وله محبة خاصة من مواطنى المحافظة».
وتابع: «تم تكريم اسم الراحل الفنان القدير محمد خليل، أول مدير للمهرجان وواضع الأسس الفنية له ومخرج حفلات الافتتاح والختام له، وكذلك الفنانة القديرة فريدة فهمى وهى أيقونة الرقص الشعبى ولها تاريخ كبير مع فرقة رضا، واليوم تكريمها تكريم لنا جميعًا».
وأوضح مدير المهرجان أن الشكل الثانى من التكريم يتمثل فى الندوة العلمية التى أسسها الراحل الدكتور صلاح الراوى، وأعاد عقدها الدكتور مسعود شومان بالتنسيق مع إدارة المهرجان، وبدعم كبير من الكاتب محمد عبدالناصف، نائب رئيس الهيئة.
وقال: «نكرّم من خلال الندوة شخصيات فنية لها تأثيراتها الفنية على الحركة الإبداعية الشعبية، وهم: الفنان والمطرب فوزى الجمل، والفنان المطرب إبراهيم الوردانى، واسم الراحل حسن سعد، وهم من أهم مطربى السمسمية».
وتابع: «نكرّم كذلك الباحثين الذين اهتموا بتوثيق الحركة الإبداعية لمنطقة القناة، وجمعوا المادة الشعبية لتصبح مرجعًا مهمًا بأطلس الفلكلور الشعبى، وهم الباحثون الشاعر مدحت منير، والفنان أشرف عوض الله، والأستاذ نشأت نجيب، إلى جانب تكريم الراحل عبدالغنى الجندى الصحفى والمؤرخ الذى أسهم فى الكثير من الأعمال المهمة بمحافظة الإسماعيلية، وله إسهامات فى إنجاح دورات عديدة للمهرجان، وهو صاحب شعار هذه الدورة».
وأردف: «أيضًا تم تكريم اسم الراحل يحيى مولر، عازف السمسمية الشهير بالإسماعيلية، الذى حافظ على الموروث الخاص بالسمسمية وأغانيها، وصاحب بالعزف كل مطربيها وكذلك صاحب كبار المطربين، وتكريم محمود عيسى المدير الأسبق لفرقة التنورة التراثية بقصر ثقافة الغورى، الذى كانت له إسهامات عديدة فى نجاح الفرقة، والفنان المخرج محمد حجاج، مدير عام الإدارة العامة للفنون الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والذى خدم نحو ٩ سنوات فى هذه الإدارة الملتصقة بالفرق الشعبية وكانت له نجاحاته المتميزة».
وعن الصعوبات والتحديات، قال مدير المهرجان: «المشكلة كانت فى التوقيت، حيث صدر قرار المحافظ لتنفيذ المهرجان فى شهر أغسطس، وطالبت العلاقات الخارجية التابعة لوزارة الثقافة التأجيل لبداية شهر أكتوبر، وتم التغلب على هذه المشكلة وشاركت بالفعل ٦ فرق أجنبية، ونتمنى أن تزيد فى الأعوام المقبلة».
وبيّن مدير المهرجان أن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والكاتب الكبير عبدالحافظ ناصف، كان لهما الفضل الكبير فى دعم المهرجان فى كل تفاصيله وتوفير كل الإمكانات للظهور بالشكل اللائق أمام العالم، كما أسهمت إدارة العلاقات الخارجية برئاسة رانيا عبداللطيف بدعوة الفرق الأجنبية، وأيضًا الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعى، فى توفير كل الإمكانات التقنية والفنية ومشاركة الفرق المصرية.
وحظى المهرجان بمشاركة ٢١ فرقة مصرية وأجنبية، وأقيم تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، والإدارة العامة للمهرجانات، برئاسة إيمان حمدى، والإدارة العامة للفنون الشعبية، بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافى، وفرع ثقافة الإسماعيلية.
وقدمت العروض الفنية فى الفترة من ٣ حتى ٦ أكتوبر على مسارح: حديقة الشيخ زايد، وحديقة الخالدين، ونادى الأسرة، وشاطئ الفيروز، ونادى الدنفاه، بجانب عدد من مسارح مدينة فايد والقنطرة غرب والقصاصين.
وشهد المهرجان تنظيم معرض للحرف البيئية، وإقامة ندوات علمية متخصصة فى مجال الفنون الشعبية ومراحل تطورها، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وتم تكريم عدد من رموز الفن الشعبى فى مصر الذين أثروا الفن الشعبى بالكثير من الأعمال والبصمات الفنية المميزة، واختتمت الفعاليات على مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية أمس الإثنين الموافق ٧ أكتوبر بعرض فنى يجمع الفرق المشاركة.