الفائزون بجوائز «القاهرة للمسرح التجريبى»: مهرجان عالمى على أرض مصر
أعرب الفائزون بجوائز مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، فى دورته الحادية والثلاثين، التى تحمل اسم الدكتور علاء عبدالعزيز، عن سعادتهم الكبيرة بالفوز بتلك الجوائز، من مهرجان عريق بحجم القاهرة التجريبى.
وكشف الفائزون، فى حديثهم لـ«الدستور»، عن تفاصيل عروضهم التى شاركوا بها فى المهرجان، واستطاعت نيل إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم، إلى جانب رأيهم فى المهرجان بصفة عامة، وصولًا إلى أحلامهم وطموحاتهم لأنفسهم وللمسرح.
وليد عونى:«صدى جدار الصمت» عن فلسطين.. ونحتاج مزيدًا من التجريب
أعرب المخرج وليد عونى، الحائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، عن سعادته الكبيرة بحصوله على هذه الجائزة، عن عرض «صدى جدار الصمت»، موجهًا الشكر لكل القائمين على المهرجان ولجانه وإدارته الرائعة برئاسة الدكتور سامح مهران، التى نجحت فى إخراج هذا المهرجان الدولى بأجمل صورة، بما جعله يواكب المهرجانات العالمية.
وأضاف «عونى» أن التناقض بين «صدى» و«الصمت» فى اسم العرض مقصود، وله معنى فى الأحداث، متابعًا: «دائمًا الانتباه يكون لآخر كلمة فى العنوان (الصمت)، والذى أقصد به الصمت الذى نعيشه ويشعرنا بالاختناق، وهو الصمت تجاه القضية الفلسطينية منذ زمن طويل، فهى قضية أبدية، والصمت عنها يقتل أكثر من السلاح».
وواصل المخرج المصرى: «مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى واجه صعوبات وتحديات كبيرة منذ عودته، لكن هذه الدورة من أفضل دورات المهرجان، من حيث التنظيم والاهتمام بنجاحها. كما أنها كانت من أصعب وأهم الدورات فى اختيار العروض، لوجود الكثير من العروض المهمة عربيًا وعالميًا».
وأكمل: «كنت أتمنى أن تكون هناك عروض تجريبية أكثر، لأننا معاصرون، ولا بد أن نتطور ونذهب إلى أبعد من فكرنا الحالى، الذى يتغير سريعًا، لأن المدة الزمنية أصبحت قصيرة جدًا وسريعة، وعلينا أن نواكب ما يحدث فى العالم على كل المستويات».
وتابع: «لا بد أن يعمل المخرجون المصريون بشكل أكبر على الجانب التجريبى فى المسرح، دون أى خوف، لأننا لن نستطيع تقديم شيئ قوى دون جرأة وحرية فى أفكار هذه العروض التجريبية».
الفلسطينى معتصم أبوحسن: دافع لاستكمال «المقاومة الثقافية»
قال المخرج الفلسطينى معتصم أبوحسن، الحائز على جائزة لجنة التحكيم، عن عرض «معتلقة»، إن المشاركة فى المهرجان أتاحت لكل أفراد العرض فرصة لتبادل الخبرات والثقافات، فضلًا عن الفوز بالجائزة، التى نقدرها كثيرًا، ونعتبرها دافعًا لاستكمال مسيرتنا، ونكون جزءًا لا يتجزأ من أنماط المقاومة الفلسطينية، وهى المقاومة الثقافية، مضيفًا: «فخورون جدًا بالجائزة التى نقدرها على الصعيدين الفنى والمعنوى».
وأضاف «أبوحسن» أن «معتلقة» عمل أدائى تجريبى، يدمج بين النصوص المسرحية والمسرح الراقص، ويتناول قصة المعاناة الحقيقية للأسيرة الفلسطينية داخل زنازين الاعتقال، متابعًا: «نقصد المعاناة المجردة من البطولة، وليس كما تقدمها الرواية التقليدية، ليأخذنا العرض فى رحلة شديدة من الألم والقهر».
وشدد على أن «التحديات التى يواجهها الفنان الفلسطينى هى جزء لا يتجزأ من الهوية الإبداعية، بدءًا من الصعوبات المالية، بجانب الرغبة فى التأثير القوى لصورة العرض، وجرأة طرحه على الجمهور»، مختتمًا بقوله: «كل خطوة فى رحلتنا الفنية تُختبَر بإصرار وقوة فى مواجهة العقبات».
محمود الحسينى: العرض عن «ماكبث» فى زمن الذكاء الاصطناعى
أبدى المخرج محمود الحسينى، الحائز على جائزة أفضل «سينوغرافيا»، عن عرض «ماكبث المصنع»، سعادته الكبيرة بالحصول على الجائزة، إلى جانب ترشيحه لجائزة أفضل مخرج فى المهرجان.
وقال «الحسينى» إن العرض يدور حول «ماكبث المعاصر»، ويستلهم فكرة الذكاء الاصطناعى، من خلال تطبيق إلكترونى يُستخدم لتوجيه الإنسان إلى ما يجب فعله، مع تقديم كل المعلومات التى يحتاج إليها، ما يغرى باستبدال البشر أو استنزافهم، عبر وضعهم فى منافسة غير عادلة مع الآلة.
وأضاف المخرج المصرى الشاب: «العرض اعتمد على استخدام عدد من التقنيات الحديثة، من بينها الشاشة، والتى كان من المهم إظهارها فى خلفية المسرح، لتعبر عن كل أشكال الاستخدام التكنولوجى، وتتحدث عبرها الفتاة، التى تمثل فكرة الذكاء الاصطناعى، وكانت تتحدث إلى البطل بوصفها عارفة ومدركة لكل الأشياء».
الإكوادورية مادلين لويزا: فرصة لتبادل الثقافات المتعددة
أكدت المخرجة الإكوادورية مادلين لويزا، الحائزة على جائزة أفضل مخرج مسرحى، عن عرض «أوتو ريتراتو»، سعادتها الكبيرة بالمشاركة فى المهرجان، نظرًا لأهميته الكبيرة فى إتاحة فرصة أمام الثقافات المتعددة للقاء والتحاور، وتحقيق الاستفادة للجميع.
وأفادت بأن عرض «أوتو ريتراتو» مستوحى من عمل الكاتب الألمانى هاينر مولر «وصف لوحة»، ويتناول فكرة إعادة رسم ملامح بعض الأشياء الحاضرة بقوة فى حياتنا وتعترضنا جميعًا، مثل الحب والموت والجريمة وغيرها.
وأضافت: «راهنت على التركيبة الدرامية للعرض، واحتوائها على طبقات متعددة من المعانى، التى أردت إبرازها عبر تشكيل التفاصيل الدقيقة بواسطة الأداء الجسدى»، مشيرة إلى سعيها لتوصيل الفكرة إلى المتفرج بصورة متجانسة، دون هيمنة عنصر على آخر.
وواصلت: «اعتمدنا فى بناء تجريبية العرض على إطارات اللوحات وسكاكين المطبخ وغيرهما، وهى عناصر لا تقل أهمية فى بناء العرض عن أداء الممثلين، فضلًا عن الغناء الحى والنص الدرامى والإضاءة واللغة المستخدمة فى الأداء».
الكويتى سليمان البسام:جعلت الجمهور يشارك فى «صمت»
قال المخرج الكويتى سليمان البسام، الحائز على جائزة أفضل نص مسرحى، عن عرض «صمت»، إنه سعيد بكل ردود الأفعال حول العرض، خاصة من قبل الشباب، الذين يحرصون على التعرف على العروض المختلفة للمهرجان.
وأضاف «البسام» أن «صمت» يحاكى واقع الكثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى نعيشها منذ فترة كبيرة، وتزامنت مع انفجار مرفأ بيروت، وهو الزمن الذى بدأ فيه كتابة النص قبل ٤ سنوات، وصولًا إلى ما نشاهده من أحداث مأساوية فى فلسطين. وواصل: «نتناول كل ذلك عبر مجموعة من الهمهمات والأسئلة والسرد للأحداث التى تمر فى حياة بطلة العرض، وتدعمها فى ذلك الموسيقى والعزف المصاحب للمشاهد، والصور الحسية التى يقدمها العرض». وأشار إلى أن العرض دعا الجمهور للمشاركة فيه، من خلال وضع مجموعة من الكراسى الفارغة على جانبى خشبة المسرح، لنناقش معهم موضوعات الهوية والوجود والصراع الإنسانى الذى نعيشه فى كل ما يدور حولنا.
السورية حلا عمران:«أفضل ممثلة» نتاج عملى على نفسى
كشفت الفنانة السورية حلا عمران عن أن فوزها بجائزة أفضل ممثلة، عن عرض «صمت»، يأتى للمرة الثانية فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، مضيفة: «سعيدة أن عملى اليومى على نفسى كممثلة كان ملحوظًا من قبل الجمهور ولجنة التحكيم».
وأعربت الفنانة السورية عن سعادتها بردود أفعال الجمهور، ومشاركتها فى مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى للمرة الثالثة، مشيرة إلى أن المرة الأولى كانت عام ١٩٩٦، من خلال عرض «مات ٣ مرات» مع المخرج حاتم على، ثم مع سليمان البسام فى «إيميديا» عام ٢٠٢١، قبل أن تشارك بـ«صمت» هذا العام، أيضًا مع «البسام». وأكدت أنها تسعد دائمًا بالتعاون مع المخرج سليمان البسام، خاصة أنه يقدم العروض التى تحمل الكثير من أفكارها وآرائها، لذا فإن «صمت» هو العرض السادس لهما معًا، فى ظل عملهما سويًا منذ قرابة ١٢ عامًا.