رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجاهل أمريكي للشكاوى والحقائق.. إسرائيل تورط الولايات المتحدة في قتل المدنيين بغزة

دمار الأسلحة الأمريكية
دمار الأسلحة الأمريكية في غزة

كشفت مصادر مطلعة وزارة الخارجية الأمريكية، أن الإدارة الأمريكية تجاهلت الشكاوى الخاصة باستخدام إسرائيل الأسلحة الأمريكية لقتل المدنيين في قطاع غزة، وبالرغم من أن الشكاوي التي تجاوز عددها 500 شكوى، لم تجر الإدارة الأمريكية أي تحقيقات فيها حتى الآن.

وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الشكاوي جميعها تتحدث عن إستخدام إسرائيل المفرط للأسلحة والذخائر الأمريكية ما تسبب في النهاية بإصابات ووفيات متعددة بين المدنيين في قطاع غزة.

وتابعت أن بعض الشكاوي اتضح بالفعل أنها تنتهك القوانين الأمريكية والدولية، ولم تقتصر الشكاوي على جهة معينة، حيث وردت من الجهات الحكومية الأمريكية، منظمات دولية إنسانية، منظمات غير ربحية، تقارير إعلامية، وشهود عيان.

انتهاكات إسرائيلية بالأسلحة الأمريكية في غزة

وفقًا للنشطاء الحقوقيين، تتضمن عشرات الشكاوى صورًا تُظهر أجزاء من أسلحة أمريكية في مواقع قتل فيها عشرات الأطفال.

وتتضمن إجراءات وزارة الخارجية المتبعة على توجيهات لفتح تحقيقات بشأن الأحداث التي تؤدي لإصابات بين المدنيين، مع تقديم التوصيات خلال شهرين من بدء التحقيق، لكن لم تصل أي شكوى لهذه المرحلة، وفقًا لمصادر رسمية سابقة وحالية.

وأفادت المصادر أن أكثر من ثلثي الشكاوى ما زالت بدون حل، إذ ينتظر العديد منها ردًا رسميًا من الحكومة الإسرائيلية، حيث تجري الإدارة الأمريكية مشاورات مع إسرائيل للتحقق من تفاصيل كل حالة.

وأضافت الصحيفة أنه خلال عام كامل من الحرب، تكبد الجانبان خسائر كبرى، حيث قُتل قرابة 777 من مجندي جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما بلغ عدد الضحايا في قطاع غزة 43 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال.

انتقادات كبرى للإدارة الأمريكية

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن ما حدث تسبب في تزايد الانتقادات الموجهة للإدارة الأمريكية التي لا تزال مترددة بشأن محاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة.

وقال جون رامنج تشابل، مستشار قانوني وسياسي في مركز حقوقي معني بشؤون الصراع: "يتجاهلون الأدلة على الأضرار الواسعة بين المدنيين للحفاظ على سياسة نقل الأسلحة غير المشروطة لحكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة."

بينما قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إن الإدارة الأمريكية تتابع بجدية الأحداث التي أُبلغت بها وزارة الخارجية، وتسعى للتحقيق مع إسرائيل حولها، مضيفًا أن هذه التحقيقات تسهم في تشكيل السياسات الأمريكية. 

بينما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر:  "تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ حيال خسائر المدنيين، وتطالب بتفسير كامل للأحداث". 

في وقت سابق من هذا الشهر، أرسل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن رسالة تحذيرية لنظرائهما الإسرائيليين، طالبا فيها بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل فوري، وقد فُسرت هذه الرسالة على نطاق واسع بأنها تهديد ضمني باحتمال تأخير إمدادات الأسلحة الأمريكية ما لم يتحسن الوضع الإنساني.

اعترف بلينكن وأوستن في رسالتهما بفشل الجهود الأمريكية في تقليل الأضرار بين المدنيين في غزة، وقالا: "من المهم أن تؤسس حكوماتنا قناة جديدة نناقش من خلالها أحداث إصابات المدنيين. جهودنا حتى الآن لم تؤدِ إلى النتائج المطلوبة"، ومنحا إسرائيل مهلة 30 يومًا لتقديم نتائج ملموسة، مما يؤجل أي إجراء إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.