بين كنيستي الاقباط والروم.. تعرف على فكرة "العدالة الالهية" من المنظور الكنسي
أطلق الأنبا نيقولا انطونيو، متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس، نشرة تعريفية للعدالة الالهية من المنظر الكنسي قال فيها إن هناك فرقًا بين العدالة البشريّة والعدالة الإلهية، وأن القضاة مِمَّن بيننا لا يمكنهم أن يقتربوا بشكل مطلق من العدالة الإلهية، بل ينبغي أن نتنقل بين العدالة البشرية والعدالة الإلهية، أي أن نكون فوق العدالة البشرية ونسعى إلى العدالة الإلهية.
الله كنور يبعث أشعته إلى الخليقة، فتنجذب كل الخليقة إلى الله بطرق مختلفة، وهكذا يتم التعبير عن العدالة الإلهية، حسب مشيئة الله.
الله يرسل نوره إلى الخليقة كلها، إلى الملائكة والناس، إلى المُعَمَّدين، والذين هم خارج الكنيسة. لكن كلّ منهم يشترك في نوره بطريقة مختلفة. لذلك، ليس الله هو الذي يخلق عدم المساواة بالطبيعة، بل يحصل عدم المساواة بالطريقة التي يشترك كل واحد بالنور الإلهيّ.
عدالة الله، أن الله يُمجد بإعتباره عادلًا لأنه يمنح كل الكائنات، وفقًا لقيمتها، التناغم والجمال والنظام والحركة. فهو يخصص كل المواهب والمناصب بما يليق بكل كائن وفقًا لقاعدة العدالة المطلقة.
إذًا، العدالة الإلهية هي التي تُصنف وتحدد كل شيء، وكل شيء يكون واضحًا وغير مختلط، وهي تمنح جميع الكائنات ما يناسب كل واحد منها، حسب قيمته الخاصة.
المساواة في كل شيء تقاس بعدالة الله. إنها تحفظ كل شيء، لا تسمح لأي شيء أن يضطرب، أو أن يختلط بأي شيء، بل هي تحرس الكائنات، كلًّا بحسب نوعها، في الموقع الذي تنتمي إليه بطبيعتها.
وعن العدالة للاهية ايضا قال القس بيشوي فايق في كتاب بداية الزمان، إن لا يطيق الله الشر، ولا يقبله، لأنه قدوس وبار هو. أما قوله عن انتقامه لقايين، فذلك ليؤكد، ويعلن غضبه، وعدم رضاه بالقتل أو بالشر، كقول معلمنا بولس الرسول: "لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ".
إن الله يعلن بطرق كثيرة عن غضبه على الشر؛ وقد أعلن الله ذلك من خلال الطوفان، الذي أغرق العالم الشرير، ومن خلال قلب مدينتي سدوم وعمورة بسبب شرور أهلها، وأيضًا أعلن ذلك مرارًا وتكرارًا من خلال كلماته المدونة في الكتاب المقدس.