تكشف نقاط الضعف فى الدفاعات الجوية.. خريطة الأهداف الإسرائيلية تُربك حسابات إيران
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن تبعات الهجوم الإسرائيلي الصاروخي على إيران الذي وقع خلال الساعات الأولى من صباح أمس السبت، والذي تسبب في حالة ذعر شديدة في إيران على الرغم من أنه لم يصب المنشآت النفطية أو النووية، ولكن يبدو أن إسرائيل جعلت هذه المناطق مفتوحة وعُرضة لأي هجمات مستقبلية، بعد تدمير كافة الدفاعات الجوية التي كانت تحمي هذه المنشآت.
ذعر إيرانى
ونقلت الصحيفة عن 3 مسئولين إيرانيين قولهم إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الدفاعات الجوية الإيرانية أثار قلقًا شديدًا في إيران، حيث تركت الضربة عدة منشآت حيوية، كالمصافي النفطية ومجمعات بتروكيماوية وحقول غاز كبيرة وميناء رئيسي في جنوب إيران، معرضة للخطر في حال استمرت تبادلات الضربات بين البلدين.
وأضافت أنه من بين المواقع المتضررة، مجمع بندر الإمام الخميني البتروكيماوي في محافظة خوزستان، والميناء الاقتصادي الكبير بندر الإمام الخميني المجاور له، ومصفاة عبادان، بالإضافة إلى مصفاة حقل الغاز تانغ بيجار في محافظة إيلام، حيث اقتصرت الأضرار على الدفاعات الجوية التي كانت منتشرة في محيط هذه المنشآت، وفقًا للمسئولين، أحدهم من وزارة النفط الإيرانية.
وأفاد حميد حسيني، الخبير في صناعة النفط والغاز الإيرانية وعضو غرفة التجارة الإيرانية- العراقية، بأن إسرائيل أرسلت رسالة واضحة لإيران عبر هذا الهجوم.
وقال حسيني: "يمكن لهذا الهجوم أن يحمل عواقب اقتصادية خطيرة لإيران، والآن بعد أن فهمنا خطورة الوضع، يجب أن نتصرف بحكمة وألا نستمر في تصعيد التوترات".
خريطة الأهداف الإسرائيلية فى إيران
وكشف مسئولون إيرانيون وإسرائيليون عن أن الهجوم دمر 4 أنظمة دفاعية من طراز S-300 الروسية، بالإضافة إلى أنظمة أخرى تعرضت لهجوم، في أبريل الماضي، ردًا على هجوم إيراني بالصواريخ والطائرات دون طيار.
وقال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، معلقًا: "يبدو أن هذا الهجوم يمثل تمهيدًا لضربة أكبر وأكثر فاعلية على البنية التحتية الإيرانية، وربما المنشآت النووية، حيث لا تستطيع إيران استبدال هذه الأنظمة الدفاعية في الوقت المناسب، ما يجعلها أكثر عرضةً للهجمات المستقبلية".
وأضافت الصحيفة أنه إضافة إلى الدفاعات الجوية، استهدف الهجوم الإسرائيلي ثلاث قواعد إنتاج صواريخ كبيرة هي: فالق، وشهيد قديري، وعبدالفتاح، التي تعود ملكيتها إلى الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب مواقع عسكرية في بارشين وبرند باستخدام طائرات دون طيار.
وقال ثلاثة مسئولين إسرائيليين إن الهجوم شمل أيضًا مواقع القيادة والسيطرة، إلى جانب رادار تعرض لأضرار جسيمة.
وأضاف المسئولون أن صور الأقمار الصناعية التي التُقطت بعد الهجوم أظهرت أن الأضرار اقتصرت على أنظمة الدفاع في مجمع بندر الإمام الخميني البتروكيماوي دون التأثير على المجمع ذاته.
أضرار طفيفة
وأعلنت إيران أن الأضرار كانت طفيفة، وأنها ستستأنف الإنتاج قريبًا، بينما ذكرت وسائل إعلام محلية مقتل أربعة جنود إيرانيين يعملون في أنظمة الدفاع، وأشارت إلى احتمال ارتفاع عدد القتلى.
وصرّح مسئولون إسرائيليون بأن الخطة الهجومية التي أُعدت بعد الهجوم الإيراني الصاروخي في الأول من أكتوبر كانت تشمل منشآت الطاقة والبرنامج النووي الإيراني، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغطت على إسرائيل لتجنب استهداف تلك المواقع، خشية أن تؤدي إلى رد قوي يؤثر على الاقتصاد العالمي ويجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية.
وشدد المسئولون الإيرانيون، بمن فيهم وزير الخارجية عباس عراقجي، على أن ضرب تلك الأهداف يعد بمثابة "خط أحمر" لإيران، وأنها سترد بقوة في حال استهدافها.
كما بعث "عراقجي" برسالة إلى الأمم المتحدة، داعيًا لإدانة الهجوم الإسرائيلي، وواصفًا إياه بـ"غير القانوني والعدواني" و"انتهاك لسيادة ووحدة إيران".
وأكدت إيران أنها أحبطت معظم الهجمات الإسرائيلية على دفاعاتها الجوية، مشيرة إلى أن الطائرات الإسرائيلية لم تدخل الأجواء الإيرانية وأطلقت صواريخها من المجال الجوي العراقي.
ووجّهت القوات الإيرانية اتهامًا للولايات المتحدة بالتواطؤ في "الجريمة"، وهو ما نفته واشنطن.
اجتماع طارئ فى إيران
وحسب الصحيفة الأمريكية، فقد عقد المجلس الأعلى الإيراني اجتماعًا طارئًا، الأحد، حيث قدم القادة العسكريون إحاطة شاملة حول الأضرار وأهداف الهجوم.
وذكر ثلاثة مسئولين إيرانيين أن المجلس ناقش كيفية الرد، إلا أن القرار لم يُتخذ بعد، ومن المتوقع أن يُصدر المرشد الأعلى، علي خامنئي، بيانًا في وقت لاحق اليوم، إذ يمتلك الصلاحية لإصدار أوامر الهجوم على إسرائيل كقائد عسكري أعلى.