استقلالية الوحدات والدفاع عن الوطن.. أسرار صمود حزب الله أمام العدوان الإسرائيلي
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن حزب الله أظهر قدرات عسكرية فائقة وقدرة مذهلة على إعادة تنظيم صفوفه بسرعة تحت الضغط، أمام العدوان الإسرائيلي في جنوب لبنان.
ويرى العديد من المحللين، أن السبب وراء ذلك، أن وحدات حزب الله العسكرية تعمل بدرجة معينة من الاستقلالية بعيدًا عن القادة السياسيين، ما جعل مهمة القتال سهلة، حتى بعد اغتيال كبار قادة الجماعة وتعطيل الاتصالات الداخلية.
وأضافت الصحيفة أن قدرة حزب الله الصادمة في الاستمرار والقتال، تزيد من خطر إرسال إسرائيل جيشها إلى صراع دموي وطويل الأمد.
الدفاع عن الوطن
وقالت ريم ممتاز، المحللة الأمنية في معهد كارنيجي أوروبا، ومقرها باريس: "لا يزال حزب الله لديه استراتيجيته الأساسية، وهي التمسك بأرضه في الجنوب في مواجهة أي نوع من الهجوم البري أو التوغل أو التقدم الإسرائيلي، إنها أرض حزب الله ووطنهم إنهم يعرفون كل زاوية وركن، وسوف يستخدمون هذه الميزة".
وأكدت الصحيفة أن القتال الشرس في جنوب لبنان، جعل إسرائيل تتحدث عن أهداف أكثر طموحًا، فبخلاف الهدف المعلن الأول بإعادة الآلاف من الإسرائيليين إلى المستوطنات الشمالية، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي محاولات يائسة بتدمير القدرات المالية لحزب الله من خلال شن غارات على بنك القرض الحسن اللبناني بدعوى تمويله لعمليات حزب الله العسكرية.
وتابعت أن نتنياهو طالب الشعب اللبناني بالاحتجاج ضد حزب الله، ولكن يبدو أن الأمور لم تسير كما ترغب إسرائيل، حيث قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير: "القتال في جنوب لبنان معقد للغاية، أمر ليس بالسهولة التي كان تتخيلها القيادة السياسية".
ويقول المحللون العسكريون والدبلوماسيون إن الجماعة لا تزال قادرة على استيراد المزيد من الأسلحة لتحل محل بعض ما تم تدميره، وخاصة عبر حدودها مع سوريا، ولديها عمليات جاهزة لاستبدال كبار القادة الذين قتلوا.
وأكد دانييل بايمان، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ومسؤول سابق في الحكومة الأمريكية: "أنها مجموعة مرنة وذكية للغاية، ولديها دافع قوي للدفاع عن الأرض، ليس عندهم أزمة في تحمل الخسائي، تعرضوا للكثير من الضربات القوية ولم ينهاروا".
قدرات حزب الله تثير ارتباك إسرائيل
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن حزب الله أظهر بأنه قادر على توسيع هجماته بشكل أعمق في إسرائيل، فبعد أسبوع من تفجير إسرائيل لأجهزة النداء الآلي واللاسلكي، كان متوسط عمق ضربة حزب الله حوالي 17 ميلًا في إسرائيل، وفقًا لبيانات من بيانات موقع الصراع المسلح وأحداثه وجمعها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهذا أعلى من متوسط حوالي 2.4 ميلًا على مدار ما يقرب من عام من القتال عبر الحدود سابقًا.
وأشارت إلى أن الاختبار الحقيقي لإسرائيل هو إرسال قواتهم لعمق أكبر في الأراضي اللبنانية، وهو خيار يصب في مصلحة حزب الله، الذي لديه ميزة القتال على أرضه.
وتابعت: حتى الآن، دخلت القوات الإسرائيلية 8 قرى فقط، وكلها على بعد ميل واحد من الحدود، وفقًا لتصريحات إسرائيل وحزب الله وتحديد موقع الجنود الإسرائيليين من قبل شركة Le Beck، وهي شركة استشارية في مجال الاستخبارات.
واستخدمت قوات حزب الله قنابل يتم تفجيرها عن بعد وقذائف الهاون والصواريخ للرد، وفقًا لمسؤولين عسكريين إسرائيليين.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 17 جنديًا في جنوب لبنان وخمسة آخرين في شمال إسرائيل وعلى طول الحدود اللبنانية، بالإضافة إلى الأربعة الذين قُتلوا في غارة طائرة بدون طيار لحزب الله على قاعدة لواء المشاة جولاني العسكرية، فضلًا عن إصابة المئات منذ تصعيد التوترات.