سر الفشل.. كيف أربكت مُسيرات حزب الله الدفاعات الجوية الإسرائيلية؟
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية السر وراء فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في التصدي لمُسيرات حزب الله، والتي وصلت إحداها إلى منزل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية، وضربت إحدها شباك غرفة نومه.
وأضافت الصحيفة أن تكتيك حزب الله الأخير يتضمن الجمع بين وابل الصواريخ الثقيلة وضربات الطائرات بدون طيار لإرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بهدف إحداث الارتباك وزيادة الضرر الناجم عن حطام الاعتراض، مع ارتفاع الخسائر الناجمة عن الطائرات بدون طيار بشكل مطرد.
أسرار فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية
وتابعت أن هجمات حزب الله بالطائرات بدون طيار أصبحت أكثر تطورًا ومعايرة، ففي السنة الأولى من الحرب، ركزت في الغالب على أهداف بالقرب من الحدود، بما في ذلك بطاريات القبة الحديدية وقواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت أن النجاح الواضح الذي حققته حزب الله في هجمات الطائرات بدون طيار مؤخرًا يأتي بعد عام استمرت فيه الجماعة في استخدام هذه الأنظمة الجديدة، وقد حققت نجاحًا متكررًا طوال العام، بسبب سهولة مناورة الطائرات بدون طيار وصعوبة اكتشافها، ومن المتوقع أن يستمر حزب الله في استخدام هذه الأنظمة لمحاولة تنفيذ ما يراه ضربات "نوعية"، تتصاعد بشكل متزايد ضد إسرائيل.
وأشارت إلى أن المُسيرات إمكانياتها أقل كثيرًا من الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي تتصدى للهجمات الصاروخية المتطورة، لذا لم تتمكن الصواريخ الاعتراضية من تتبعها، كما يختفي بعضها من على الرادارات بسهولة، فضلًا عن أن سرعتها أقل بكثير من المقاتلات الجوية مثل الأباتشي ما يعني أنه من الصعب إسقاطها.
وقال مسئولون عسكريون إسرائيليون إنه من الصعب مواجهة مُسيرات حزب الله في الوقت الحالي، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جرونال" الأمريكية.
وأكد مسئولون عسكريون حاليون وسابقون أن إسرائيل تكافح من أجل التوصل إلى حلول مناسبة لمواجهة الطائرات بدون طيار التي يطلقها حزب الله، وخاصة في مرحلة الكشف.
وقالت ساريت زهافي، مؤسسة ورئيسة مركز ألما للأبحاث والتعليم، وهو مركز أبحاث في إسرائيل: "حقيقة أن قدرات حزب الله العسكرية تضررت بعد القصف الإسرائيلي العنيف لجنوب لبنان والضاحية الجنوبية، لا تعني أنه تم تدمير قوته العسكرية المدمرة".
وأضافت: "نجح حزب الله في تطوير سلاح بأسعار زهيدة اخترق أحدث أجهزة الدفاع الجوية العالمية".
وأشارت زهافي إلى أن حزب الله يطلق كميات كبيرة من الطائرات بدون طيار والطائرات بدون طيار على إسرائيل منذ أشهر، ولم يكن من المستغرب أن يتمكن بعضها من اختراق الدفاعات الجوية خصوصًا مع لجوئه إلى استراتيجية إرباك الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وقال مسئول عسكري إسرائيلي إنه على الرغم من حقيقة أن إسرائيل لم تكن مستعدة لتهديد الطائرات بدون طيار، فإن الجيش لا يعتبرها تهديدًا استراتيجيًا، ودائمًا ما كان يعتبرها قضية جانبية.
وأضاف: "المُسيرات بمثابة جبهة جديدة للجميع ونحن في معركة تعلم مع حزب الله ونحاول التعلم بسرعة، ولكن الأمر ليس بالسهل، فالتصدي لمثل هذه المُسيرات يتسبب في إهدار أموال وموارد كبرى واستنزاف للدفاعات الجوية".
بينما قال أون فينيج، الرئيس التنفيذي لشركة R2، وهي شركة متخصصة في التكنولوجيا العميقة: "سنستمر في رؤية الطائرات بدون طيار تنجح في المرور عبر الدفاعات الجوية الإسرائيلية، لأنه غير مصمم للتعامل مع هذا التهديد".