10 تريليونات جنيه دعمًا لحياة المواطن.. ماذا قدم المؤتمر العالمى للسكان فى نسخته الثانية؟
شهد المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية PHDC24، فى نسخته الثانية، مشاركة مجموعة واسعة من الخبراء وصناع القرار من أنحاء العالم، حيث يمثل فرصة لتبادل الأفكار والاستراتيجيات الرامية إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الأنظمة الصحية.
وشمل جدول الأعمال العديد من الجلسات الحوارية وورش العمل التي تتناول مواضيع محورية، ما يُبرز التزام مصر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وهو ما سنستعرضه في السطور التالية...
أهداف المؤتمر
أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC'24) تناول تحديات الصحة والسكان في إطار أوسع يشمل التنمية البشرية، مع التركيز على معالجة الأسباب الجذرية واستثمار قدرات الأفراد لتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المؤتمر يكتشف الترابط بين الصحة والسكان والتنمية البشرية، من خلال دراسة تأثير الديناميات السكانية مثل النمو والهجرة على الصحة، كما سيتناول بناء نظم صحية مرنة تلبي احتياجات الصحة السكانية، بالإضافة إلى تمكين الأفراد والمجتمعات لتكون فاعلة في اتخاذ القرارات الصحية.
وأشار إلى أن المؤتمر يعالج أيضًا، التكيف مع التغيرات البيئية والديموغرافية، وضرورة ضمان وصول الجميع إلى الرعاية الصحية والتعليم، بغض النظر عن خلفياتهم، لافتًا إلى أن الجلسات تضمنت موضوعات متنوعة تشمل الحوكمة، الاستثمار في التنمية البشرية، التحديات الديموغرافية، والصحة النفسية، ما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
الجلسة الافتتاحية
وانطلقت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للسكان بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى جانب عدد كبير من الوفود العالمية والمنظمات الدولية ووزراء الصحة من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى مشاركة بارزة من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وقيادات وزارات الدولة.
أكد الدكتور خالد عبدالغفار أن النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية تأتي استكمالًا لجهود مصر في هذا المجال، حيث أُطلقت مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان" في 17 سبتمبر 2024، لافتًا إلى أن المؤتمر يمثل نموذجًا للتعاون بين الوزارات والهيئات المصرية.
وأوضح عبدالغفار أن المؤتمر هو نتيجة لتفكير طويل الأمد بين الجهات المعنية محليًا ودوليًا، مؤكدًا أن التعاون مع اللجنة التحضيرية ومنظمات الأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مثالًا يحتذى به.
وأكد أن مصر أنفقت أكثر من 10 تريليونات جنيه خلال العقد الماضي على مشاريع البنية التحتية وتطوير الإنسان، مشيرًا إلى وجود 14 مبادرة رئاسية لتحسين حياة المواطنين.
وأوضح عبدالغفار أن معدل النمو السكاني في مصر بلغ 250 ألف مواطن كل 72 يومًا، بمعدل زيادة 3472 نسمة يوميًا، وتهدف الوزارة إلى تقليص هذا المعدل إلى 2.1 بحلول عام 2030.
وفي ختام الجلسة، قام عبدالغفار بتسليم نسخة من الاستراتيجية الوطنية الصحية لجمهورية مصر العربية 2024 /2030 إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
أعقبت الجلسة الافتتاحية، جلسة حوارية بمشاركة الدكتور خالد عبدالغفار، الذي أكد أهمية الموضوعات المطروحة في ظل التحديات العالمية، مثل الحروب والصراعات والتغيرات المناخية، وتأثيرها على التنمية البشرية.
وشدد على ضرورة التعاون بين الدول لمواجهة هذه التحديات، مشيرًا إلى أن هناك حاجة لسياسات شاملة تعالج القضايا الاقتصادية، الصحية، والتعليمية.
واستعرضت الجلسة نماذج لدول تواجه تحديات في التنمية البشرية، مثل فلسطين والعراق واليونان، حيث أظهرت تلك الدول قدرة على التكيف رغم الصعوبات، حيث أكد السفير بدر عبدالعاطي على أهمية الدبلوماسية في تحويل التحديات إلى فرص، داعيًا للعمل الجماعي لمواجهة الأزمات.
وأشار وزير الصحة الفلسطيني، الدكتور ماجد أبورمضان، إلى تأثير النزاعات على الهوية الفلسطينية وضرورة الدعم الدولي لإعادة البناء، بينما استعرض وزير الصحة اليوناني، أدونيس جورجياديس، جهود اليونان في الحفاظ على الثروة البشرية.
وتناول وزير الصحة العراقي، الدكتور صالح مهدي الحسناوي، استراتيجيات إعادة الإعمار وتعزيز دور الشباب والنساء، كما أبرزت السيدة ديان كيتا من صندوق الأمم المتحدة للسكان تقدم مصر في النظام الصحي، بينما أكد الدكتور عبدالله الدردري، مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة، على ضرورة معالجة النزاعات عبر السياسة وضمان التنمية البشرية المتوازنة.
جلسات اليوم الأول
ترأس الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، مائدة مستديرة حول "التنمية البشرية والسكان في مصر" بالتعاون مع البنك الدولي، بمشاركة عدد من الوزراء وممثلي المجتمع المدني.
وأكد عبدالغفار على تأثير القضية السكانية على فرص الاستثمار وأهمية التنسيق بين الجهات المختلفة لتحقيق نتائج فعالة، مشيرًا إلى جهود مصر في معالجة هذه القضية على مدى 60 عامًا، كما دعا إلى تعزيز مفهوم الأسرة السعيدة في المناهج الدراسية لدعم أجيال قادرة على المساهمة في التنمية.
وعقدت وزارة الصحة جلسات حوارية متنوعة، أبرزها جلسة "قوة الثقافة والإعلام" التي بحثت دور الثقافة في تشكيل الوعي الصحي، حيث أكد عبدالغفار على أهمية التعاون مع وزارة الثقافة لنشر الوعي الصحي عبر الدراما والبرامج الحوارية، داعيًا إلى إدماج القضايا الصحية في الأعمال الثقافية لتغيير السلوكيات المجتمعية.
كما شهدت جلسة حول "اللامركزية والتنمية البشرية" استعراض نماذج ناجحة من محافظتي قنا والفيوم في تطبيق اللامركزية لتعزيز التنمية المحلية، مع التأكيد على أهمية فهم الخريطة السكانية في تحديد الأولويات.
وأقامت الوزارة جلسة "التغذية والصحة" التي ركزت على أهمية التوعية بالتغذية السليمة للوقاية من أمراض سوء التغذية، حيث شدد عبدالغفار على ضرورة التوعية بمخاطر الإفراط في تناول السكريات.
وفي جلسة أخرى بعنوان "فوائد البحوث التطبيقية في تحسين الرعاية الصحية"، ناقش خبراء تأثير البحوث الطبية في تطوير الخدمات العلاجية، مع استعراض تقدم تقنيات العلاج الجيني وجراحات القلب.
كما تناولت جلسة "التنمية البشرية وتعزيز العمل الجماعي" قضايا تمكين المرأة وحقوق الإنسان، حيث شددت الدكتورة إيناس حجازي من اليونيسف على أهمية الاستثمار في الطفولة المبكرة، بينما ناقش الدكتور فايز مسعودي التحديات الصحية وضرورة التعاون لتحقيق التنمية المستدامة.
في إطار آخر، أكد عبدالغفار على أهمية الرياضة كعنصر أساسي في التنمية البشرية، داعيًا إلى تشجيع الرياضة لتحسين الصحة العقلية والجسدية وتقليل الأمراض.
وبدوره أكد وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، أن الرياضة تسهم في التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة، مشيدًا بدعم الدولة لتطوير المنشآت الرياضية.
جلسات اليوم الثانى
شهدت جلسات اليوم الثانى من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية، مجموعة من المناقشات الحوارية التي ناقشت التحديات والفرص في القطاع الصحي بمصر.
في جلسة بعنوان "الوصول إلى الابتكار"، أكد الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة، أن إدراج الأمراض النادرة في قانون صندوق الطوارئ الطبية سيخفف العبء عن النظام الصحي ويعزز علاج هذه الأمراض، موضحًا أن بروتوكولات علاجية معتمدة منذ 2018 تسهم في ضمان فعالية الأدوية. كما استعرض حساني دور مبادرة "100 مليون صحة" في الفحوصات الوراثية.
وعقدت وزارة الصحة جلسة حوارية حول "رفع الطابع الطبي عن ختان الإناث"، حيث ناقش المشاركون آليات القضاء على هذه الممارسة الضارة، حيث أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أهمية توعية المجتمع بأضرار ختان الإناث وتفعيل العقوبات على المخالفين، كما ذكر الدكتور عمرو حسن أن 83% من الحالات تتم على أيدي فرق طبية، مشددًا على ضرورة محو مفهوم الختان من الأسر المصرية.
كما تناولت وزارة الصحة في جلسة أخرى مستقبل خدمات الرعاية الصحية، حيث أشار الدكتور حسام عبدالغفار إلى دور الهيئة العامة للمستشفيات في تقديم خدمات صحية وبحثية متميزة. من جهته، أوضح الدكتور محمد مصطفى عبدالغفار أهمية الابتكار في تحسين كفاءة النظام الصحي.
في سياق متصل، ركزت جلسة حوارية على الحلول المبتكرة لتحديات قوائم الانتظار في المستشفيات، حيث أكد الدكتور أحمد سعفان، مساعد وزير الصحة، على أهمية التعاون بين الوزارة والمجتمع المدني للتغلب على تلك التحديات، مشيرًا إلى نجاحات الشراكات في توفير المزيد من الأسرة والمعدات.
وفي جلسة بعنوان "التعليم كركيزة للتنمية البشرية"، تحدث الدكتور مصطفى رفعت عن أهمية التعليم العادل في تحقيق التنمية، مشيرًا إلى ضرورة تحديث المناهج ودمج التعليم المرن ليتماشى مع احتياجات سوق العمل.
وعلى هامش المؤتمر، تم توقيع اتفاقية تعاون بين شركة "فاكسيرا" المصرية وشركة بلتهوفن الهولندية لنقل تكنولوجيا تصنيع لقاح شلل الأطفال، حيث ستساهم هذه الاتفاقية في إنتاج 60-65% من اللقاح محليًا، ما يعزز الاكتفاء الذاتي لدعم جهود مصر في القضاء على شلل الأطفال.
كما أطلق الدكتور خالد عبدالغفار والدكتورة مايا مرسي مبادرة "تعزيز أنظمة الوقاية للأطفال" (CHAMPS) لحماية الأطفال من تعاطي المخدرات، تهدف المبادرة إلى توعية الأطفال بمخاطر المخدرات وتعزيز مهاراتهم العقلية والصحية.
وتحدث الوزير أيضًا، في جلسة حول "الشراكة لنظام صحي من أجل استدامة النظام الصحي"، حيث تم عرض تقرير حول الشراكة من أجل استدامة النظم الصحية، مؤكدًا على أهمية التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق تأثير أكبر في مجال الصحة.
وخلال المؤتمر ناقشت الدكتورة عبلة الألفي الاستراتيجية الوطنية للسكان 2023-2030، مستعرضة أهدافها بما في ذلك خفض معدل الإنجاب وتعزيز حقوق المرأة، وتستهدف الاستراتيجية تحسين الخدمات الصحية عبر 130 هيئة، مع التركيز على أهمية حوكمة ملف السكان.
وفى جلسة حوارية بعنوان "إطلاق العنان لقوة العمر الصحي لكبار السن" ، تطرق الدكتور خالد عبدالغفار إلى أهمية الاستثمار في الصحة العامة لكبار السن، لافتًا إلى أن المبادرات الرئاسية للصحة العامة ساهمت في زيادة متوسط العمر المتوقع، والذي بلغ 71 عامًا.
جلسات اليوم الثالث
عقدت وزارة الصحة والسكان جلسات حوارية متعددة ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية في يومه الثالث، حيث افتتحت الجلسات بحوار حول مشروع "حياة كريمة"، حيث أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي للوزارة، على التزام الوزارة بتحسين حياة الفئات الأكثر احتياجًا، مشددًا على ضرورة توجيه الجهود والموارد نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واستعرضت الجلسة الإنجازات والتحديات، في إطار تعزيز الوعي المجتمعي والتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص.
كما ناقشت الجلسة الثانية "المشروعات الخضراء للمرأة والتغيرات المناخية"، حيث أكدت إنجي اليماني، المديرة الوطنية لبرنامج الشمول المالي والمشروعات الخضراء، أهمية دمج المرأة في جهود الحفاظ على البيئة من خلال مبادرات مثل المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، كما تم تسليط الضوء على دور المرأة في دعم المشروعات الخضراء والمبادرات الرئاسية المتعلقة بالمرأة الإفريقية.
في جلسة حوارية بعنوان "تعاون أصحاب المصلحة من أجل حصول الجميع على الدواء بسعر مناسب"، شارك عدد من المسئولين، منهم الدكتور أيمن الخطيب نائب رئيس هيئة الدواء المصرية، حيث أكد عبدالغفار أن الجلسة تعكس تكليفات الرئيس بتوطين صناعة الدواء، مشيرًا إلى أهمية تسهيل الإجراءات للشركات المحلية والعالمية لتعزيز مكانة مصر الإقليمية في هذا المجال.
وخلال المؤتمر، وقعت وزارة الصحة والسكان اتفاقية تعاون لدعم مبادرة "100 مليون صحة" الخاصة بالكشف المبكر عن الأورام السرطانية، بهدف تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وستعمل هذه الشراكة على تحسين نظام الرعاية الصحية وتوفير التحاليل اللازمة لتشخيص المرضى، بالإضافة إلى تدريب الأطقم الطبية.
كما تمت مناقشة "تمويل التنمية البشرية" في جلسة أخرى، حيث أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أهمية الاستثمار الحكومي والشراكات الدولية في معالجة الفجوات التمويلية، واستعرضت الجلسة كيف يمكن أن يساهم تمويل التنمية البشرية في تحسين جودة الحياة وتعزيز القدرات البشرية في مجالات التعليم والصحة.
كما ناقشت وزارة الصحة خلال جلسات "تنظيم الأسرة وتمكين المرأة"، حيث أكدت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة، على دور الدولة في دعم برامج تنظيم الأسرة بالتعاون مع منظمات دولية، مشيرة إلى أهمية تغيير المفاهيم الخاطئة التي تواجه المرأة في المجتمع، مؤكدة أن تنظيم الأسرة يؤثر بشكل مباشر على الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية.
وفي جلسة بعنوان "الابتكار في مقاييس التنمية البشرية"، تم التركيز على استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، حيث أكدت الدكتور عبير شقوير من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التكنولوجيا تلعب دورًا مهمًا في متابعة مؤشرات التنمية البشرية.
واختتم المؤتمر في يومه الثالث، بجلسة تناولت النتائج الاقتصادية والطبية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، حيث أبرز الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة، أهمية الإرادة السياسية في تحقيق نجاحات المبادرة وزيادة الوعي المجتمعي حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وتناولت الجلسات الحوارية أيضًا أهمية صحة الفم وتأثيرها على الصحة العامة، وكذلك رصد المؤشرات الصحية في الرعاية الصحية الأولية، مع التركيز على تحسين خدمات الصحة العامة للنساء والأطفال.
جلسات اليوم الرابع
شهد الدكتور خالد عبدالغفار، جلسة حوارية حول المساواة والدخل ضمن المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية، الذي يُعقد برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تمحورت الجلسة حول استراتيجيات النمو لتحقيق توزيع عادل للموارد وتعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية، بما يتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030.
وأكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، على أهمية الربط بين العدالة الاجتماعية والتقدم الاقتصادي، مشيرة إلى المبادرات المصرية مثل "حياة كريمة" التي تهدف لدعم التنمية وتحسين جودة الحياة.
في سياق متصل، نظمت وزارة الصحة والسكان جلسة حوارية بعنوان «رأس المال البشري وصحة السكان: مفاتيح بناء مجتمع قادر على الصمود»، حيث ناقش الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي للوزارة، العلاقة بين الصحة ورأس المال البشري وأهمية الاستثمار فيه لبناء مجتمع صحي.
وأشارت الدكتورة نعيمة القصير إلى ضرورة تحسين مجالي الصحة والتعليم، بينما أكدت الدكتورة نهلة عبدالتواب على أهمية تمكين الفتيات في سن المراهقة.
من جانبه، أوضح الدكتور سامح السحرتي، مستشار أول في السياسات الصحية بالبنك الدولي، أن الاستثمار في الصحة يمثل ركيزة أساسية لرأس المال البشري، مشيدًا بمبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» التي تهدف إلى تحسين رعاية النساء أثناء الحمل والولادة وتعزيز التعليم في الطفولة المبكرة.
وفي إطار جهود الوزارة، عُقدت أيضًا جلسة حوارية تحت عنوان «بناء القدرات في الطب النفسي في الفترة المحيطة بالولادة في مصر وتعزيز الصحة النفسية في وحدات الرعاية الصحية الأولية».
تهدف هذه الجلسة إلى تعزيز القدرات في الطب النفسي للأمهات وتوفير الدعم النفسي في وحدات الرعاية الصحية الأولية، ما يسهم في دمج الصحة النفسية ضمن الرعاية الأساسية وتحسين جودة الحياة.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار إن الجلسة تناولت أهمية زيادة الوعي بالطب النفسي أثناء الولادة، وتمكين النساء، ومناقشة التحديات التي تواجه هذا المجال واقتراح الحلول المناسبة.
وأشارت الدكتورة منن عبدالمقصود، أمين عام الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إلى تطوير الخدمات النفسية، بما في ذلك البرامج المجتمعية والخدمات عن بُعد، موضحة أن هناك برنامجًا معتمدًا من منظمة الصحة العالمية لتدريب الكوادر الطبية، حيث تم تدريب المئات من العاملين في هيئة الرعاية الصحية.
لقاءات وجولات لوفود عالمية
وتفقد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، ومستشار وزير الصحة اليوناني أدونيس جورجياديس، مستشفى العاصمة للتأمين الصحي بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك خلال المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية 2024.
واستمع الوزيران إلى شرح حول المستشفى، الذي يُعتبر أول مركز طبي تأميني في العاصمة، حيث يمتد على مساحة 25 ألف متر مربع ويضم 200 سرير. شملت الجولة العيادات الخارجية، قسم المعامل، والأشعة المقطعية، إلى جانب الرعاية المركزة ووحدة القسطرة القلبية، كما أشاد جورجياديس بجهود مصر في تحسين النظام الصحي، مؤكدًا على أهمية تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين.
وفي سياق متصل، استقبل عبدالغفار داين كيتا، الأمين العام المساعد لمجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، حيث تم بحث سبل التعاون المشترك ودعم المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان" والمشروعات التي تستهدف تحسين الخصائص السكانية.
وتناول الاجتماع دعم الاستراتيجية الوطنية للسكان، بما في ذلك برامج تنظيم الأسرة، والصحة الإنجابية، وخفض وفيات الأمهات والأطفال، والاستفادة من تجارب الدول الناجحة في مواجهة التحديات السكانية.
كما استقبل الدكتور عبدالمجيد عبدالله، وزير صحة جمهورية تشاد، لمناقشة تعزيز العلاقات بين الدولتين. تم بحث سبل دعم تشاد بالقوافل الطبية وتلبية احتياجاتها الصحية، بما في ذلك التخصصات النادرة.
وأوضح عبدالغفار أن مصر قد أرسلت سابقًا قوافل طبية إلى تشاد، بما في ذلك 15 ماكينة غسيل كلوي، ومن المقرر إرسال قافلة طبية متكاملة قريبًا في تخصص الرمد وجراحات العيون. كما تناول الاجتماع تقديم الدعم لتوفير الأدوية اللازمة لمختلف الأمراض، كما ناقش جهود مكافحة الأمراض الوبائية، بالإضافة إلى مشروع إنشاء مستشفى مصري في تشاد لتعزيز الخدمات الطبية.
وعلى هامش المؤتمر، عقد اجتماع مع الدكتور صالح مهدي الحسناوي، وزير الصحة العراقي، حيث تمت مناقشة تعزيز التعاون الصحي بين مصر والعراق، تناول اللقاء تبادل الخبرات في مجالات الصناعات الدوائية وتطوير المنشآت الطبية والتدريب، كما بحث الجانبان إنشاء مستشفيات جديدة في العراق، حيث يعمل العراق على بناء 16 منشأة طبية.
واستعرض عبدالغفار الاستراتيجيات المصرية في تصميم المستشفيات وفقًا للاحتياجات السكانية، وتمت دعوة العراق لزيارة مستشفى إمبابة للاطلاع على التجارب المصرية في مجال الصحة النفسية ومكافحة الإدمان.
استقبل عبدالغفار أيضًا الدكتور أدونيس جورجياديس لمناقشة تعزيز التعاون في تطبيق تقنيات حديثة لتطوير نظم الرعاية الصحية بين البلدين، حيث شهد الاجتماع بحث تطوير خدمات الرعاية الصحية وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى تحسين منهجيات التخطيط والتنفيذ ومراقبة الخدمات الصحية.
كما استعرض عبدالغفار جهود مصر في مجال الأورام السرطانية، وخاصة مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن أورام الثدي التي استفادت منها أكثر من 53 مليون سيدة منذ 2019، وتم تناول إنجازات الدولة في القضاء على فيروس "سي".
وعقد عبدالغفار اجتماعًا ثلاثيًا مع وزير الصحة اليوناني ووزير الصحة القبرصي مايكل دامانيوس لبحث التعاون الصحي بين مصر وقبرص واليونان، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور حسام عبدالغفار، أن الاجتماع ناقش تعزيز العلاقات الصحية الثلاثية، مع التركيز على تبادل الخبرات في المجالات الصحية والدوائية والبحث العلمي، وتوسيع التعاون في تأهيل الكوادر وتبادل الوفود بين الدول الثلاث.
كما استقبل الوزير النيجري، جاربا حكيمي، لتعزيز التعاون في مجالات الرعاية الصحية، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين مصر والنيجر، حيث تم بحث سبل التعاون في مجالات الرعاية الصحية الأولوية والوقائية وتنظيم الأسرة، وأهمية تبادل الخبراء من الأطباء المصريين والنيجريين.
وأعلن عبدالغفار عن إرسال 5 أطنان من الإغاثات الطبية إلى النيجر لمواجهة خطر الفيضانات، مشددًا على دور مصر الإنساني تجاه دول إفريقيا، كما تمت مناقشة آليات تعزيز السياحة العلاجية في مصر وملف زراعة الأعضاء خلال الاجتماع.
والتقى عبدالغفار بالدكتور عبدالله الدردري، مدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث تمت مناقشة دعم البرنامج لملف التنمية البشرية في مصر وتعزيز حوكمة القطاع الصحي، حيث استعرض الاجتماع جهود الوزارة في تقديم الرعاية الصحية للفلسطينيين والسودانيين القادمين إلى مصر، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية في القطاع الصحي لمواجهة تداعيات الفقر.
أخيرًا، استقبل عبدالغفار الدكتور ماجد أبورمضان، وزير الصحة الفلسطيني، والسفير الفلسطيني لدى مصر لمناقشة سبل التعاون الصحي بين البلدين، حيث تناول الاجتماع تعزيز التعاون في قطاع الصحة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها فلسطين، حيث تم بحث آليات الدعم اللازمة لتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
كما أبدى عبدالغفار استعداد الوزارة لاستقبال الفرق الطبية الفلسطينية لتدريبهم في مصر، بهدف تعزيز كفاءتهم لدعم مركز علاج السرطان المزمع إنشاؤه في رام الله.
الجلسات والمشاركون بالجلسات
أعلنت وزارة الصحة والسكان، عن أن المؤتمر العالمى للسكان هذا العام شهد انعقاد 165 جلسة رئيسية، وحوارية حول السكان والصحة والتنمية البشرية، بمشاركة 1167 متحدثًا ورئيس جلسة، ومشرفًا، يمثلون خبراء دوليين ومحليين شاركوا معنا بخبراتهم ومعرفتهم، بالإضافة إلى مشاركة 112 منظمة دولية ومصرية.
كما شارك في المؤتمر ما يقرب من 4000 متدرب شاركوا في برنامج الزمالة يجسدون مستقبل الرعاية الصحية في مصر، من بين ما يقرب من 38672 مشارك طوال أيام المؤتمر، بالإضافة إلى العديد من الجلسات العلمية التى نظمتها هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية لتطوير التدريب المهني والمهاري لشباب الأطباء.
كما أعلنت الوزارة عن مشاركة 1250 طبيبًا من ملتحقي برنامج الزمالة المصرية، خلال اليوم الأول من المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية البشرية، بهدف تبادل الخبرات العلمية والاطلاع على أحدث البروتوكولات، ومناقشة وعرض دراسة للحالات المرضية، حيث تم تنظيم 8 ورش عمل متخصصة بهدف تطوير برامج الزمالة المصرية، شارك في هذه الورش نخبة من الأساتذة أعضاء المجالس العلمية.
توصيات المؤتمر العالمى للسكان
استعرض الدكتور خالد عبدالغفار التوصيات الناتجة عن المؤتمر في ثلاثة محاور تشمل؛ محور التنمية البشرية، محور الخدمات الصحية، ومحور الخدمات الصحية، ولعل أبرزها ما يلى:
في محور التنمية البشرية، أوصى المؤتمر العالى للسكان بالاستثمار في التعليم لجميع المراحل، مواجهة التسرب من التعليم، وتعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب، كما تم التأكيد على أهمية إنشاء برنامج رياضي وطني، اكتشاف المهارات لدى الأطفال، وتوفير التمويل المستدام للتنمية البشرية.
وتمت الإشارة بالمؤتمر، إلى تطوير أنظمة حماية اجتماعية شاملة، إعداد سياسات مستدامة لرعاية المسنين، وتمكين المرأة من خلال برامج الحماية الاجتماعية. كما تم التأكيد على أهمية البحث التطبيقي وتعظيم دور الثقافة.
في محور الخدمات الصحية، تم التركيز على الوصول إلى التغطية الصحية الشاملة، تطوير مراكز الرعاية الصحية، وتقليل وفيات حديثي الولادة.
وأوصى المؤتمر العالمى للسكان بتقليل الولادات القيصرية، تعزيز الصحة النفسية، ورفع كفاءة الخدمة في المستشفيات، كما تم التأكيد على أهمية التصنيع المحلي للدواء، إنشاء نظام صحي رقمي، وزيادة الوصول للخدمات الصحية الرقمية.
أما في محور القضية السكانية، فتمت التوصية بتطبيق خطة عاجلة لتحقيق الأهداف السكانية، توسيع الوصول إلى خدمات تنمية الأسرة، ودعم دور المحافظات في التنمية البشرية.
وتم التأكيد على أهمية تقديم برامج مشورة ما قبل الزواج، توسيع خدمات الصحة الإنجابية للفتيات، ورعاية حقوق المرأة الإنجابية في صعيد مصر.
المؤتمر العالمى للسكان في نسخته الثالثة
أعلن الدكتور خالد عبدالغفار، عن انعقاد الدورة الثالثة من مؤتمر السكان والصحة والتنمية البشرية من 10 إلى 13 نوفمبر 2025، مشددًا على تكثيف الجهود لضمان مستقبل يوفر لكل مصري فرصة لحياة صحية وكريمة.