متحدث "الصحة" يكشف أهمية التواصل الفعال بين المجموعات المختلفة للمجتمعات
نظمت وزارة الصحة والسكان، جلسة حوارية بعنوان «تمكين المجتمعات من خلال التواصل الفعال: استراتيجيات التنمية البشرية»، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية بنسخته الثانية.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن التواصل الفعال بين المجموعات المختلفة للمجتمعات يُعد حقا من حقوق الإنسان، ويسهم في استمرارية التواصل التشاركي الفعال بشكل ينظم الوصول إلى قرارات مستنيرة، وذلك في إطار إتاحة المعلومات والمعارف.
وأشار إلى أن هذه المنهجية تسهم في الوصول إلى حلول مستدامة بشأن التنمية البشرية، وبناء مجتمعات ناجحة ومنتجة.
وأوضح المتحدث الرسمي، خلال الجلسة، أن التواصل الفعال هو تبادل المعلومات والنوايا والعواطف، وهو ما يتضمن نقل رسالة واضحة، يعقبها ردود افعال تؤكد تلقيها وفهمها من قبل الجمهور المستهدف.
وأضاف أن الإنسان لا يمارس التواصل الفعال بطبعه، بل من خلال الفعل القائم على الجد والأخذ بالأسباب والتوظيف الأمثل للمعارف والمهارات والطاقات (البدنية والنفسية)، وهذا الفعل محكوم بالكثرة والإنتاجية الموصوفة بالنجاح.
ولفت إلى أن التواصل الفعال يقوم على مبدأ التوازن بين الإلقاء والتلقي من حيث استثمار إمكانات الطرفين وتوفير شروطهما التي تكفل عدم الإضرار بأحدهما لصالح الآخر، حيث إن المُلقي يستثمر كل إمكاناته التي تؤهله للقيام بعملية الإلقاء على أكمل وجه، أما المتلقي، فيجب أن توفر له الشروط اللازمة للتلقي السليم السهل من خلال الاستخدام المتقن للغة، وتقليص نسبة التشويش على الرسالة التواصلية قدر المستطاع، والاتجاه الإيجابي نحو المتلقي والذي بموجبه يتم احترام المتلقي ويقدم له ما يفيده ويندرج ضمن قدراته الاستيعابية وضمن الإطار الدلالي المشترك بين الملقي والمتلقي.
شروط الإلقاء والتلقي
ولفت إلى أن التوفيق بين شروط الإلقاء والتلقي، هو الفيصل في تمييز التواصل الفعال عن التواصل العادي (غير الفعال) الذي غالبا ما يؤدي إلى سوء الفهم بما ينتج عنه من تبعات سلبية على الكائن البشري.
ونوه بأن التواصل الفعال يقوم على الاستخدام الأمثل لكل أشكال التواصل الذاتي والشخصي والجماهيري -التقليدي والمستحدث- وتوظيف كافة وسائط تقديم الرسالة التواصلية من نصوص، وصور ثابتة أو متحركة، وأصوات، وألوان، في شكل منفرد أو متعدد وصولا بالفاعلية إلى أقصى مدى ممكن، حيث يحفز التواصل الفعال كل الإمكانات التي تسهل العملية التواصلية، فيأخذ من كل وسيلة تواصلية وكل وسيط أفضل ما يمكن أن يجود به.
وأشار إلى أن فعالية التواصل لا تتحقق بمجرد التطرق لمجموعة من العناصر المكونة للعملية التواصلية، بل لا بد من مواءمة هذه العناصر -زمنيا ومكانيا- وهذه المواءمة تتحقق عند النظر إلى الحال كبعد زمكاني واحد لا يتجزأ، حتى تتحقق مقولة «لكل مقام مقال».
من جهتها؛ استعرضت صوفيا نجوجي، من المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعض تجارب الدول الناجحة والأدوات المستخدمة لتحقيق عملية التواصل الفعال بين جميع فئات المجتمع، وذلك باستخدام لغة واضحة ومحددة وبسيطة، وذلك لسهولة عملية التواصل، متحدثة عن معاناة بعض المجتمعات من قصور التواصل الفعال، حيث لا تتوافر المعلومات للسيدات بحجم المعلومات التي تتوافر للرجال، وهو الأمر الذي يعيق عملية التنمية المستدامة.
فيما تحدث مايكل ونيس، رئيس المجموعة القطرية لمنطقة شمال إفريقيا الدوائية لشركة (باير)، عن الآليات والدوافع الستخدمة لتعميم الفكر الفعال على مستوى كل المجتمعات، وتحقيق مبدأ المساواة في تشارك المعلومات والمعارف، واستدامة محور التنمية البشرية وفقًا لخطط ورؤى واضحة قائمة على عدة مبادئ أساسية على رأسها التشارك الصحي.
بينما تحدث ثروت أباظة، مسئول التغيير الاجتماعي والسلوكي بمنظمة يونيسف، عن أهمية دراسة الجمهور المستهدف لضمان وصول الرسائل بشكل عادل ومتوازن قائمة على مبدأ الشفافية، والتعرف على الأفكار والمقترحات للجميع ودعمها والتطوير منها، وهذا الأمر يساهم في بناء مجتمعات واعية ومنتجة، فضلًا عن تعزيز المهارات الأفراد ورفع قدراتهم والانخراط في العمل المجتمعي.
ولفت إلى أن التواصل أيضًا سيكون من دوره الأساسي رفع كفاءة نظم الرعاية الصحية، والوصول إلى التغطية الصحية الشاملة، وهذا ما يُعد جزء أصيلًا من برنامج التنمية البشرية.