بعد اغتيال صفى الدين.. إسرائيل تفشل فى إضعاف قدرات حزب الله العسكرية
بعد عدة أسابيع من اختفائه، أعلنت إسرائيل عن اغتيال هاشم صفي الدين رئيس اللجنة التنفيذية لحزب الله وخليفة حسن نصرالله، فضلًا عن رئيس المخابرات للجماعة حسين هزيمة في غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت قبل 3 أسابيع، كما تم اغتيال خليل محمد أمهز الخبير المركزي في الوحدة الجوية (127) المسئولة عن المُسيّرات، ولكن يبدو أن سلسلة الاغتيالات لم تؤثر على القوة التنظيمية العسكرية لحزب الله.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن صفي الدين كان الرجل الثاني في حزب الله وكان يُدير الجماعة اللبنانية بعد نصرالله، وكان له نفوذ كبير على عملية صنع القرار في حزب الله و"شغل منصب الأمين العام لحزب الله" عندما لم يكن نصرالله في لبنان، بينما هزيمة المعروف أيضًا باسم "مرتضى"، كان مسئولًا عن توجيه العديد من الهجمات على جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
أكبر ضربة سياسية لحزب الله بعد نصرالله
ووفقًا لتقارير لبنانية، فقد كانت الضربة الإسرائيلية أكبر بكثير من تلك التي اغتالت نصرالله في الأسبوع السابق لاغتيال صفي الدين ولم يعرف عدد الضحايا بعد.
وأضافت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن اغتيال مسئول سياسي كبير في حزب الله بعد اغتيال نصرالله.
كان صفي الدين رئيس أعلى هيئة لصنع القرار السياسي في حزب الله، المجلس التنفيذي، وقد ورد أنه اختير خليفة لنصرالله قبل بضع سنوات، وكان أيضًا ابن عم الأمين العام السابق وكان يُنظر إليه على أنه يتمتع بنفس الكاريزما التي كان يتمتع بها نصرالله.
وبحسب ما ورد لم يتمكن حزب الله من إعادة الاتصال بصفي الدين منذ الضربة، ومنعت الغارات الجوية الإسرائيلية الوحشية عمال الإنقاذ من الوصول إلى موقع القصف.
وأضافت الصحيفة أنه بعد اغتيال صفي الدين، لم يتبق من القيادة العليا لحزب الله سوى نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، حيث كان قاسم وجه المجموعة منذ اغتيال نصرالله، لكنه لا يتمتع بنفس الشعبية بين أنصار حزب الله التي كان يتمتع بها الأمين العام الراحل.
لا يزال من غير المعروف من سيتولى القيادة كزعيم جديد للمجموعةـ في خطاب ألقاه قبل أسبوعين، قال قاسم إن تعيين زعيم جديد هو إجراء معقد وسيستغرق بعض الوقت، وإلى جانب الضربات التي تلقاها قيادته السياسية، تم اغتيال كل الكوادر العسكرية العليا لحزب الله تقريبًا على يد إسرائيل في الأشهر الثلاثة الماضية.
قوة تنظيمية مستمرة
وأكدت الصحيفة البريطانية أنه وعلى الرغم من الخسائر في هيكل قيادتها، أصر حزب الله على أن الجماعة احتفظت بقوتها التنظيمية، وانعكست هذه القوة في عدم قدرة إسرائيل على إحراز تقدم في العمليات البرية جنوب لبنان كما تقول الجماعة اللبنانية وقوات حفظ السلام الدولية "يونيفيل".
وتابعت أن مقاتلى حزب الله يخوضون اشتباكات يومية مع قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ أعلنت إسرائيل عن الاجتياح البري في لبنان في 30 سبتمبر، حيث تم رصد دبابات إسرائيلية في قرى على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتمت تسوية مدن بأكملها بالأرض في جنوب لبنان بتفجيرات إسرائيلية عن بعد.
وزعمت إسرائيل أن عمليتها البرية في جنوب لبنان تهدف إلى تدمير البنية التحتية لحزب الله على طول الحدود لمنع الجماعة اللبنانية، من شن هجمات عبر الحدود على إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن مدى نجاح إسرائيل في مهمتها غير واضح، مع وصول محدود لوسائل الإعلام إلى جنوب لبنان، ومع عدم وجود أي علامات تشير إلى تراجع حزب الله.