خطايا القبة الحديدية.. مُسيرات حزب الله تُسقط حصون إسرائيل الجوية
كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن الطائرات بدون طيار، البطيئة والصغيرة ورخيصة التصنيع نسبيا، تسبب صداعا قاتلا للإسرائيليين في هذه الحرب التي استمرت عامًا، حيث أرهقت هذه المُسيرات الدفاعات الجوية الإسرائيلية على مدار عام من الحرب، كما أنها كشفت أكبر عيوب وثغرات القبة الحديدية.
وتابعت أن نجاح مُسيرة حزب الله في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية في بنيامينا جنوب حيفا أسفرت عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة قرابة 70 آخرين، في أعنف قصف من لبنان على إسرائيل والأكثر تدميرًا.
وأشارت إلى أن هذا الوابل من الصواريخ والمُسيرات التي تطلق على إسرائيل يوميًا وبدأ بعضها يخترق الدفاعات الإسرائيلية أثار تساؤلات عن مدى جاهزية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية باهظة الثمن لوقف هذه الهجمات.
كيف غيرت المُسيرات قواعد اللعبة في سماء إسرائيل؟
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوان جالان، أثناء زيارته للقاعدة العسكرية المتضررة صباح أمس الاثنين، إن "جهودا كبيرة" تُبذل في إيجاد حلول من شأنها منع الهجمات المستقبلية بطائرات بدون طيار.
وأوضحت الإذاعة البريطانية، أنه بالرغم من تصريحات جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن فاعلية نظام القبة الحديدية وتصديه لـ 90% من صواريخ حزب الله، فيجب الأخذ في الاعتبار أن الصواريخ التي يطلق حزب الله على إسرائيل حتى الآن بدائية وضعيفة يمكن تحديد هدفها وتوقيت وصولها واعتراضها بسهولة، ولكن المُسيرات أكثر تعقيدًا وفشلت القبة الحديدية في اعتراضها كثيرًا.
وأشارت إلى أنه في يوليو الماضي، وصلت طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون من اليمن إلى تل أبيب، وفي وقت سابق من أكتوبر قالت قوات الاحتلال الإسرائيلية إن طائرة بدون طيار أطلقت من العراق قتلت جنديين في مرتفعات الجولان، وفي الأسبوع الماضي ضربت طائرة بدون طيار أخرى دار رعاية في وسط إسرائيل.
وأضافت بأن الطائرات بدون طيار تتمتع ببصمة رادارية صغيرة ويمكنها الطيران على ارتفاعات منخفضة مما يجعل الكشف المبكر عنها صعبًا، ويمكن الخلط بينها وبين الطيور أحيانًا.
وقال الدكتور يهوشوا كاليسكي، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: "من الصعب أيضًا اعتراضها بالطائرات لأن الطائرات بدون طيار تطير ببطء، فهي تسير بسرعة حوالي 200 كيلومتر في الساعة (124 ميلًا في الساعة) مقارنة بسرعة 900 كيلومتر في الساعة (559 ميلًا في الساعة) للطائرة النفاثة".
تشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن طائرتين بدون طيار تابعتين لحزب الله، على الأرجح من طراز زياد 107، عبرتا المجال الجوي اللبناني فوق البحر الأبيض المتوسط يوم الأحد، وتم إسقاط إحداهما واختفت الأخرى - ويُفترض أنها تحطمت - لذلك لم يتم تشغيل صفارات الإنذار، ثم ضربت قاعدة جولاني العسكرية التي تضم نخبة ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت ساريت زيهاني من معهد ألما للأبحاث المتخصص في الأمن على الحدود الشمالية: "لم يكن الأمر حظ، لقد خطط حزب الله لهجمات أكثر عنفًا ودموية منذ فترة طويلة".
تعيش زيهاني على بعد 9 كيلومترات من الحدود اللبنانية في الجليل الغربي ورأت أحداث يوم الأحد تتكشف من شرفتها، وقالت إن إطلاق الصواريخ كان مصحوبا بإنذارات في جميع أنحاء منطقة الحدود أثناء إطلاق الطائرات بدون طيار، ما "أربك" نظام الدفاع الجوي وساعد الطائرة بدون طيار على المرور.
وأحصى معهد ألما للأبحاث 559 حادثة لطائرات بدون طيار تعبر الحدود الشمالية لأغراض المراقبة أو الهجوم منذ بدء الحرب قبل عام، وباستثناء هجوم يوم الأحد على بنيامينا، يقول المعهد إن هناك 11 قتيل في إسرائيل من هجمات الطائرات بدون طيار.