بعد اختراقها في هجوم حيفا.. ثقوب بأسطورة القبة الحديدية التي لا تقهر
للمرة الثانية خلال عام أو أكثر قليلًا تُثبت قوات المقاومة الفلسطينية واللبنانية أن القبة الحديدية وهم يمكن اختراقها وخداعها، عبر الصواريخ التي تفشل في صدها رغم إنشائها منذ سنوات طويلة من أجل صد أي هجوم يستهدف تل بيب أو المستوطنات الموجودة في فلسطين المحتلة.
وانطلقت معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر عام 2023، لتثبت الفشل الأول للمنظومة الدفاعية الإسرائيلية التي تطلق عليها إسرائيل القبة الحديدية، وتكرر الأمر مرات أخرى خلال عام من المعركة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.
هجوم حيفا
داخل حيفا اللبنانية، قُتل بالأمس 3 جنود إسرائيليين وإصابة 40 آخرين بينهم حالات حرجة، في هجوم بالمسيرة على حيفا، إذ أنه بالرغم حالة التأهب الجوي التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستخدمة أحدث أنظمة الدفاع في العالم، إلا أن مُسيَّرة اخترقت سماء حيفا المحتلة، وأصابت أهدافًا فيها رغم القبة الحديدية.
وأطلق "حزب الله" اللبناني ذلك الهجوم بمُسيَّرة، وصفته إذاعة الاحتلال الإسرائيلي أنه الهجوم الأكثر دموية منذ بدء الحرب، موضحة أن منظومة الدفاع الجوي فشلت في رصد الطائرة المُسيَّرة.
وأعلنت أنه لم يتم تفعيل صفارات الإنذار في منطقة بنيامينا قبل سقوط المُسيَّرة، وأنه أنه تم إعلان حالة الطوارئ بسبب كثرة عدد الجنود المصابين جراء سقوط الطائرة المُسيَّرة في بلدة بنيامينا جنوب حيفا.
ولم يكن الفشل الأول للقبة الحديدية الإسرائيلية، فماذا نعرف عنها؟
أسطورة القبة الحديدية
تُعرَف القبة الحديدية، بأنها نظام دفاع جوي إسرائيلي لديه قواعد متحركة بالصواريخ مهمتها اعتراض القذائف المدفعية والصواريخ قصيرة المدى، من تطوير شركة رافئيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، وتم انشائه العام 2007 كي يكون حل دفاعي لإبعاد الصواريخ عن إسرائيل وصد أي هجوم.
ومنذ دخوله الخدمة في عام 2011، وتتشدق إسرائيل بقوة النظام الدفاعي الذي كلفها 210 ملايين دولار، وظلت وسائل الإعلام العبرية تتحدث عن أنه نظام لا يقهر لديه قدرة على الضربات الاستباقية وصد أي هجوم.
كما أن لديها القدرة - وفق الرواية الإسرائيلية - على صد وتحييد 90% من الصواريخ التي تطلق تجاه الأراضي المحتلة، والـ 10% المتبقية من الصواريخ يتم تدميرها من خلال الدفاعات الجوية للمدن سواء المدن المحيطة بالقطاع أو المدن الأبعد.
ثقوب في ثوب القبة الحديدية
وعلى مدار التاريخ أحدثت المقاومة اللبنانية والفلسطينية ما يشبه الثقوب في ثوب أسطورة القبة الحديدية التي لا تقهر، فوفق وزارة الدفاع الإسرائيلية فأن قوات المقاومة أطلقت 866 صاروخًا باتجاه إسرائيل تجاوز منها 672 الحدود رغم القبة الحديدية وذلك قبل معركة طوفان الأقصى.
وخلال مايو من العام 2023، أجبرت قوات المقاومة في عملية ثأر الأحرار إسرائيليين على الهروب والدخول في ملاجئ، بسبب عدم قدرة القبة الحديدية على صد الصواريخ، مما أظهر ضعف القبة حتى بعد إضافة منظومة الليزر لها.
وكشفت لحظة انطلاق معركة طوفان الأقصى عورة القبة الحديدية، إذ وصف هجوم الصواريخ التابع لحماس على المستوطنات بأنه واحدة من أكثر الهجمات التي عرفتها إسرائيل رعبًا منذ إعلان إقامتها.
ووقع حادث آخر للقبة الحديدية خلال أغسطس الماضي، حيث نشرت وسائل الإعلام العبرية فيديو استهداف القبة الحديدية بصاروخ فشلت في التصدي له مما أدى إلى انفجاره في مدينة نهاريا وإصابة 19 إسرائيليًا.
واعترفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بحدوث خطأ لدى إطلاق أحد الصواريخ الاعتراضية من منظومة القبة الحديدية خلال التصدي لمُسيَّرات "حزب الله" اللبناني، ما أدى لسقوط الصاروخ في شارع وإصابة عدد من الإسرائيليين.