جرائم حرب وإبادة ثقافية.. المواقع الأثرية فى غزة تستغيث
ليست حربًا على الأرض والمدنيين فقط، ولكن المواقع الأثرية في غزة أيضًا، التي باتت محط استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر قبل الماضي، بهدف محو الهوية الفلسطينية ونسب الأرض والتاريخ لهم، وتوطيد أواصر الدولة الإسرائيلية المزعومة.
لأجل تلك الأهداف دمرت إسرائيل على مدار عام وأكثر قليلًا البنية التحتية للمواقع الأثرية، واستهدفت متاحف بعينها تعبر عن التاريخ الفلسطيني والتراث الغزاوي، من أجل تدمير الممتلكات والآثار، إذ حلّ الدمار بأغلب المواقع الأثرية في غزة التي دكها طيران الاحتلال الإسرائيلي عن عمد خلال حربه مع حماس.
جرائم حرب وإبادة ثقافية
واتساقًا مع ذلك، ذكرت المكتبة الوطنية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب وإبادة ثقافية في قطاع غزة طيلة العام الماضي، تتجاوز تأثيراتها مجرّد تدمير الممتلكات والآثار، لتطال الهوية والانتماء والذاكرة الجماعية للأفراد.
ورصدت المكتبة الوطنيّة آثار الدمار الذي حل بالإرث الثقافي خلال عام من الحرب المستمرة على غزة، مشيرة إلى أن جميع الأرقام والإحصاءات تمثل الحد الأدنى، حيث لم تضع حرب الإبادة الجماعية أوزارها بعد.
كما حل بقطاع غزة تدمير واسع النطاق، وصفته الأمم المتحدة بأنه غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، إذ خلف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وتعرضت فيه البنية التحتية والمعالم الثقافية لدمار شامل، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى المعلومات الدقيقة، ويصعب عملية التوثيق.
فماذا تقول الأرقام عن الإبادة الثقافية التي أحدثتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة؟ التي شملت كنائس ومساجد ومواقع أثرية وتاريخية عديدة في القطاع
كنيسة القديس برفيريوس
داخل حي الزيتون طال القصف الإسرائيلي كنيسة القديس برفيريوس أحد أقدم وأعرق الكنائس التراثية في غزة إذ بنيت العام 425 م، وتضم ضريح القديس برفيريوس الذي تم إنشاؤها متمركزة على أعمدة حجرية، ولديها تصميم أفقي تراثي.
حمام السمرة
أما حمام السمرة وهو أحد المواقع الأثرية العريقة في غزة، فقصفته قوات الاحتلال في 31 ديسمبر الماضي وسط مدينة غزة ودمرته بالكامل، لتقضي بذلك على كل الحمامات التاريخية في القطاع فكان هو آخر حمام، ويعود إلى العصر العثماني ومساحته تتخطى 500 متر مربع وبني في عهد الملك سنجر بن عبدالله.
مقبرة ديل البلح
وفي 5 أكتوبر العام الماضي، كانت غزة على موعد مع تدمير واحدة من أهم المقابر التاريخية والأثرية وهي مقبرة دير البلح، التي قصفها الاحتلال ودمرها بالكامل، لمحو أثر نسبتها إلى ملوك الفلسطينيين، إذ كانت تضم توابيت فخارية على شكل بشر.
الكنيسة البيزنطية
ومن الكنائس أيضًا، الكنيسة البيزنطية التي استهدفها طيران الاحتلال الإسرائيلي، رغم أن عمرها أكثر من 1600 عام، وتعرضت للدمار الشام، بسبب أهميتها لكونها أهم المواقع الأثرية ليس في غزة ولكن في بلاد الشام أيضًا، بسبب ما تحتويه جدرانها من نقوش وزخارف مختلفة.
دار السقا الأثرية
تقع الدار التي تعرضت لأضرار جزئية، في حي الشجاعية بوسط السوق في الضاحية الشرقية لمدينة غزة، وبُنيت منذ القرن السابع عشر في عهد السلطان محمد الرابع بن السُلطان إبراهيم، على مساحة 700 متر من البلاط الرخامي وبئر ضخم وغرفة معيشة.
يدلل على ذلك تقرير خرج من المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة خلال شهر ديسمبر الماضي، قالت فيه إن قوات الاحتلال استهدفت أكثر من 200 موقع أثري وتراثي من مجموع 325 موقعًا في غزة، من بينها مساجد أثرية وكنائس ومدارس ومتاحف ومنازل أثرية قديمة ومواقع تراثية مختلفة
المدرسة الكاميلية
آخر مدرسة تاريخية في قطاع غزة، إذ تقع في قلب البلدة القديمة، وتعود إلى العام 1237م، وكانت تستخدم قديمًا لإيواء الفقراء والطلاب والتجار، ولكن قصفها الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر مايو الماضي ودمرها بالكامل.
مواقع أخرى
ولم يحدث تدمير كلي لكل المواقع الأثرية ولكن البعض منها طاله التدمير الجزئي، منها تل المنطار وسط غزة، وتل السكن في الزهراء، وسوق مازن شرق خان يونس، ومقبرة الإنجليز في مدينة غزة، ودير القديس هلاريون في النصيرات، ومتحف دير البلح، ومقام النبي يوسف في بني سهيلا، وفق منظمة تراث من أجل السلام.