بين الماضي والحاضر: مهرجان الموسيقى العربية يجدد التواصل مع الجذور
واحد من أعرق وأبرز مهرجانات الفن ليس في مصر فقط بل حول العالم، هو مهرجان الموسيقى العربية الذي يقدم كل عام أشكال وألوان من الفن العربي الأصيل ويلقي الضوء على المواهب الجديدة ويحافظ على التراث الموسيقي الأصيل كما يجسد أن مصر بلد الحضارة والفنون.
يدخل اليوم مهرجان الموسيقى العربية عامه الـ33 كي يحيي الأعمال الكلاسيكية ويعطي فرصة لمشاركة المواهب الجديد والشباب وتقديم التراث الموسيقي المصري في صيغة عصرية تناسب الوقت الحالي، إذ يترقب الجميع هذا الحدث الفني المصري الجلل اليوم.
انطلاق مهرجان الموسيقى العربية
واتساقًا مع ذلك، ينطلق افتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في نسخته الـ32، ويستقبل المسرح الكبير ضيوف المهرجان وفي مقدمتهم الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، إذ يحيي كل من النجم مدحت صالح والفنان التونسي لطفي بوشناق والفنانة السورية لينا شماميان الحفل.
كما يتضمن حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية عرضًا لفيلم تسجيلي يستعرض حياة الموسيقار خالد الذكر سيد درويش، يتبعه فقرة موسيقية يقدمها حفيده عازف الكمان أحمد درويش، ثم فقرة غنائية.
ويشهد حفل الافتتاحية تكريم 19 شخصية أسهمت في إثراء الحياة الفنية في مصر والوطن العربي بتسليمهم درع المهرجان وشهادات التقدير، بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتورة لمياء زايد رئيس دار الأوبرا المصرية، والدكتور خالد داغر مدير المهرجان.
وفي التقرير التالي تستعرض “الدستور” دور مهرجان الموسيقى العربية في الحفاظ على التراث الموسيقي العربي من خلال إحياء الأعمال الكلاسيكية وإتاحة الفرصة للأجيال الجديدة للتعرف على رواد الطرب، مع تسليط الضوء على مشاركة الشباب والمواهب الجديدة في تقديم هذا التراث بصيغ عصرية.
بداية انطلاق مهرجان الموسيقى
العام 1992 داخل دار الأوبرا المصرية، حيث تحتفل فرقة الموسيقى العربية بعامها الـ25 والتي تعد أحد فرق الفن العريقة والتراث الثقافي الموسيقي المصري، وتأسست العام 1968 الذي قدمت فيه أولى حفلاتها في مسرح سيد درويش بالهرم، وكانت تلك المناسبة سبب إقامة مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية.
ووقتها أقامت دار الأوبرا المصرية مؤتمرا للموسيقى العربية، لتكريم كل من أسهم في ميلاد هذه الفرقة، ودعم مسيرة الموسيقى المصرية والخروج بها إلى آفاق أوسع ليسمعها العالم كله.
وحضر المؤتمر 63 شخصية موسيقية عالمية وعربية ومصرية، وبواقع 33 موسيقيًا المقيمين في مصر، و13 من فرنسا، و6 من ألمانيا، و2 من إيطاليا، و2 من تركيا، و1 من كل من إسبانيا والمجر والنمسا وبريطانيا وتشيكوسلوفاكيا وسوريا ولبنان، فيما حضرت مجموعة من الفرق الغنائية من تونس ولبنان والعراق والجزائر ومراكش.
دعم المواهب الشابة
ثم بدأ المؤتمر في أعوامه التالية إضافة فقرات من شأنها دعم الشباب وعرض مواهبهم، ففي العام التالي كان أول مرة يضاف للمهرجان مسابقة فنية للمواهب الشابة في العزف على آلة العود ثم أصبحت تقليدًا فنيًا به، وكل عام يحتفل المهرجان بآلة موسيقية أخرى كالعود والقانون والناي والكمان الشرقي، وهي الآلات الرئيسة في التخت الشرقي وفي عام 1997.
وواصل المهرجان دعمه للمواهب الشابة والخلط بين التراث الموسيقي الأصيل والتنوع الفني العصري للشباب، حيث في العام 1998، استحدثت مسابقة أخرى وكانت في الارتجال والتقاسيم على الآلات الموسيقية العربية.
وأقام مهرجان الموسيقى العربية مكتبة موسيقية بدار الأوبرا المصرية، تضم 400 قرص مدمج نادر قدمها المؤرخ عبد العزيز العناني، بعد أن تعاقدت دار الأوبرا المصرية معه، وتعد تلك أحد أبرز إنجازات المهرجان.
نشر التراث الموسيقي المصري
وعمد المهرجان على مدار السنوات التالية إلى نشر التراث الموسيقي المصري وكذلك إحياء الأعمال الكلاسيكية، من خلال مشاركة الوفود العربية التي تمثل الغناء العربي، وكيفية بلورة الأعمال الفنية ومزجها بين المصريين والعرب، حيث يتقدم في المهرجان كل ما هو جديد من فن وموسيقى عربية، بمشاركة الفرق الفنية العربية والمواهب الشابة من كل بلدان العرب.
كما تتقدم كل عام في هذا المهرجان الموسيقي السنوي الأبحاث ذات المستوى العلمي الدقيق المتعلقة بأهم القضايا الموسيقية العربية، ليصبح مهرجان الموسيقى العربية حدث فني تاريخي.