ما لا تعرفه عن أحمد شوقي.. "كثير الصمت وكان يخاف الموت"
92 عاما مرت على وفاة الشاعر أحمد شوقي، الذي رحل عن عالمنا في 14 أكتوبر لعام 1932، بشكل مفاجئ بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع "القرش" الذي نهض به شبان مصر، بعد مسيرة حافلة من الأدب والإبداع، وأصبح أسطورة من أساطير الشعر.
وتمتع أحمد شوقي بموهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، إذ أنه لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالا وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألفا وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.
موائد أحمد شوقي
واعتاد أحمد شوقي على إقامة موائد ومجالس كثيرة تضم الأصدقاء من الأدباء والمثقفين، وفي مقدمتهم عبد العزيز البشري، الدكتور محمد حسين هيكل، الدكتور محجوب ثابت، وكامل كيلاني، وحافظ إبراهيم، وعبد الرحمن الجديلي وفكري أباظة، وغيرهم من الشعراء العرب أيضا.
وفي تقرير بمجلة "العربي" بعددها رقم 162 الصادر بتاريخ 1 مايو 1972، يوضح: كان رواد ندوة أحمد شوقي يعلمون طباعه جيدا فلا يقحمون في مجلسه غير ما يريد من حديث، وقد عرف عن أحمد شوقي أنه قليل الحديث، كثير الصمت حتى أنه كان ينزعج إذا فاجأته بتحيه أو بدأته بحديث وهو غافل، وكان يحب الحياة حبا عظيما ويخاف الموت خوفا عظيما ويكره أن يتحدث عنه كما كان يكره غيره أن يتحدث عنه أمامه، فلا ينعي ميت ولا يجري الحديث عن الموت.
ويقول أحد حضور مائدته إنه كان يضع أمامه زجاجة اليود وبجوارها كوبة فارغة، فإذا جاء إلى منتصف طعامه أفرغ قليلا من الماء ومزجه بخمس نقط من اليود وشرب ذلك ثم دخن سيجارة، وقال إن ذلك يطهر الحلق من الميكروبات.
وأضاف: لكنه كان غاية في الرقة مع الناس وغاية في التواضع مع زائريه، فكان يلقب أي زجال وأي ناشئ في الأدب بلقب الأستاذ، ويحتفل بكل من يزور مجلسه ويدله على مراجع يقرأها وكتب ينظر فيها ليجيد ويتقن صناعته وكان لا يحب نقد شعره ولا يحب من يردد هذا النقد في مجلسه.