8 أعوام على وفاة فاروق شوشة.. كيف خدم اللغة العربية؟
"أنا مدين للغة القرآن بأمرين أحدهما أن كثيرًا من كلمات المعجم القرآني التي ترددت بعد ذلك في الإطار الدرامي أو الثقافي العام أصبحت مألوفة، وربما كانت مدخلاً لتذوقي الشعر الجاهلي، وأن جهازي الصوتي تدرب منذ وقت مبكر على أن أي كلمة لم تشكل عائقا في النطق أو الإعراب أو الضبط الصوتي والأدائي".. هكذا قال الشاعر فاروق شوشة، الذي رحل عن عالمنا منذ 8 أعوام، بعد رحلة عطاء إعلامية وأكاديمية وإبداعية حافلة، سخر جزءًا كبيرًا منها في خدمة اللغة العربية وجمالياتها.
شهرة واسعة نالها فاروق شوشة لتجربته الشعرية المميزة، إذ تمتعت أشعاره بالدفء والرومانسية وبساطة كلماتها مع الحفاظ على قوة المفردات وفصاحتها، وكان من أشد المدافعين عن اللغة العربية.
فاروق شوشة واللغة العربية
وفي حوار له بمجلة "المعرفة" بعددها رقم 495 الصادر بتاريخ 1 ديسمبر 2004، تحدث عن نفسه قائلاً: الحديث عن النفس أمر مكروه، أنا أحد الشعراء المعاصرين الذي ينتمي للموجة الثانية في حركة الشعر الجديد في مصر، أحاول أن تكون لي لغتي وبالتالي لي قصيدتي، طبعا هناك مشترك عام بين أي شعراء يعيشون متجاوزين في زمن ما، وفي بيئة ما، لكن يظل لكل منهم خصوصيته وتفرده، أيضا أنا مهتم باللغة العربية وحريص على أن يقرأ الناس هذه اللغة، ويقرأوا إبداعات هذه اللغة، وفي كثير من كتاباتي توجه إلى اللغة وإلى لفت الانتباه إلى أهمية وأساسية في حياتي.
وتابع: في العمل الإعلامي أنا كنت رئيسا للإذاعة المصرية حتى عام 1997، وخلال هذه الفترة كنت مهتما بالبعد الثقافي في أجهزة الإعلام، لأني أعتبر أن الرسالة الأولى لأجهزة الإعلام في العالم العربي، أن تكون رسالة ثقافية قبل أي شيء آخر.
تبسيط اللغة العربية فى رأى فاروق شوشة
وعن رأيه حول الموجة التي سادت لتبسيط اللغة العربية؛ أوضح أن التبسيط هو فحوى الموجة التي أخذت سجالا كبيرا وشارك فيها أسماء كبيرة، ومفادها تبسيط العربية وإلغاء قواعدها، مستطردا: لا لغة دون قواعد، إلغاء القواعد معناه هدم البناء، ليس هناك عاقل يدعو إلى إلغاء القواعد، القواعد هي الأسس، أجيء إلى بيت ألغي قواعده؟ كيف يستقيم البيت؟
لكي نسير تعلم هذه القواعد، نجعل هناك مداخل جديدة، وعصرية كما قلت، ونستفيد من تعلم اللغات الأجنبية، كيف يتعلمون اللغات الأجنبية؟ لنتعلم العربية بنفس الطريقة، طريقة سمعية، بصرية، تقرب النشء من اللغة، تحبب النشء بالمنهج الدراسي، لا يكون الكتاب منفرا، ولا المعلم غير قادر على التوصيل، ولا جو المدرسة غير محبب إلى النشء، كل هذه عوامل، أما إلغاء القواعد فهذا شيء في رأيي لا يجوز بل هو جريمة كبرى.