بعد نجاته من الاغتيال.. أبرز المعلومات عن وفيق صفا مسئول حزب الله المستهدف ببيروت
نجا مسئول كبير في حزب الله من محاولة اغتيال إسرائيلية، مساء الخميس، في بيروت، وكان الهجوم جزءًا من موجة أكبر من الغارات الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل 22 شخصًا وإصابة 117 آخرين، ما أدى إلى تكثيف الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.
استهدف الهجوم الذي وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه "الأكثر دموية" على المدينة منذ 8 أكتوبر 2023، وفيق صفا، الذي قال حزب الله إنه رئيس وحدة الاتصال والتنسيق التابعة للحزب، والمكلفة بالتنسيق مع المسئولين اللبنانيين، ولم تعلق قوات الاحتلال الإسرائيلية على الفور على الضربة.
وبحسب وسائل الإعلام المختلفة شن جيش الاحتلال غارتين جويتين على قلب بيروت، في ثالث هجوم على المدينة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في 23 سبتمبر.
استهدفت الغارة الأولى مبنى في منطقة رأس النبع- النويري، فيما أصابت الثانية شقة في حي برج أبي حيدر في شارع المأمون.
وفي حين أكد مصدر مقرب من حزب الله أن صفا نجا من محاولة الاغتيال في بيروت، وصفت وسائل إعلام عبرية العملية بأنها "محاولة اغتيال استثنائية". وأكدت القناة 12 لاحقًا أن صفا كان الهدف المقصود.
من هو وفيق صفا؟
ولد صفا عام 1960 في قرية زبدين بالقرب من النبطية في جنوب لبنان، ويُعرف بأنه شخصية بارزة في الديناميكيات الإقليمية، وفقًا لمصادر إعلامية لبنانية ودولية مختلفة.
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على صفا في عام 2019، ووصفه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بأنه "رئيس جهاز الأمن التابع لحزب الله" الذي كان يقدم تقاريره مباشرة إلى زعيم حزب الله آنذاك حسن نصرالله، الذي قُتل في غارة إسرائيلية في 27 سبتمبر 2024.
وفي تصنيفه، أشار مكتب مراقبة الأصول الأجنبية إلى أن صفا "استغل موانئ لبنان ومعابره الحدودية لتسهيل حركة أفراد حزب الله".
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن صفا تعاون مع زعيم حزب الله محمد رعد لتأمين الجنسية الأجنبية لأكثر من 100 عضو في حزب الله، وكان من المقرر إرسالهم في "مهام طويلة" إلى دول غربية أو عربية.
المشاركة في مجموعة من المفاوضات المهمة
شارك صفا في عدة مفاوضات على مر السنين، وأبرزها في عام 2000 كجزء من لجنة التفاوض على تبادل ثلاثة جنود إسرائيليين اختطفوا، وأعيدت جثثهم في عام 2004 كجزء من صفقة.
كما شارك صفا في مفاوضات لاستعادة جنديين إسرائيليين اختطفا قبل حرب لبنان الثانية في يوليو 2006، وأعيدت رفاتهما في يوليو 2008.
وأشارت تقارير إعلامية، بما في ذلك صحيفة التلجراف، إلى أن صفا تربطه علاقات وثيقة بمسئولي الجمارك في مطار بيروت، ويتعاون باستمرار مع قوات الأمن اللبنانية بسبب دوره في وحدة التنسيق التابعة لحزب الله.
تجدر الإشارة إلى أن محاولة اغتيال صفا، أمس الخميس، تأتي في الوقت الذي يستمر فيه تبادل إطلاق النار بين قوات حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلية، حيث أطلق حزب الله حوالي 190 قذيفة من لبنان على إسرائيل في ذلك اليوم، حسب جيش الاحتلال الذي أعلن في المقابل، عن أنه يواصل عملياته في لبنان بغارات برية و"مواجهات متفرقة عن قرب وضربات جوية".