رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإسرائيلى الحائز على جائزة نوبل للسلام.. من هو مناحيم بيجن؟

مناحيم بيجن
مناحيم بيجن

تأتي جائزة نوبل للسلام 2024، والتي من المقرر منحها غدًا الجمعة من قبل اللجنة المنظمة، في وقت يقترب فيه الشرق الأوسط بشكل خطير من حرب إقليمية شاملة، حيث كثفت إسرائيل التي تشن حربًا منذ أكثر من عام في غزة، هجومها ضد حزب الله في لبنان ومن المتوقع أن ترد على الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته إيران.

في هذا الإطار، تلقي السطور التالية، الضوء على مناحيم بيجين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، الذي وقع معاهدة سلام مع مصر في عام 1979، والتي تقاسم بموجبها هو والرئيس أنور السادات جائزة نوبل للسلام.

من هو مناحيم بيجين؟

ولد مناحيم بيجين عام 1913 في بريست ليتوفسك على الحدود البولندية مع بيلاروسيا. ودرس فيها حتى أنهى المرحلة الثانوية ومن ثم سافر إلى بولندا في عام 1938 لدراسة القانون في جامعة وارسو.

والده، زئيف دوف بيجين، يهودي متطرف، وكانت والدته، هاسيا بيجين، من عائلة حاخامية مشهورة.

بدأ نشاط بيجين المتطرف، في عام 1929، عندما كان في السادسة عشرة من عمره، حيث أصبح متحمسًا بشدة لأفكار وآراء زئيف جابوتنسكي، القيادي في الحركة الصهيونية، والذي أطلق ما يُعرف باسم "الجدار الحديدي" في عشرينيات القرن الماضي.

وقد تسبب هذا الحماس الشديد في أن يصبح بيجين عضوًا في منظمة بيتار سيئة السمعة، التي تحولت إلى سلم لتقدمه السريع حتى إنه في سن السابعة عشرة أصبح قائدًا لبيتار في بريست ليتوفسك.

في عام 1935، مع نمو منظمة بيتار بشكل كبير، اعتُبر مناحيم أحد مسئوليها المشهورين وشارك كأحد قادة المنظمة في مؤتمر بيتار الدولي في كراكوف.

متى ذهب مناحيم بيجين إلى فلسطين؟

وصل مناحيم بيجين إلى فلسطين في أوائل عام 1942. وبعد دخوله فلسطين، بدأ العمل كمترجم للغة الإنجليزية لقادة جيش الاحتلال في حيفا ثم بيت المقدس. وفي سبتمبر من نفس العام، سلم إليه جميع مهام منظمة بيتار في فلسطين.

وفي عام 1943، تولى بيجين رئاسة منظمة إرجون، وهي منظمة عسكرية سيئة السمعة أيضًا، ويصفها الإعلام الفلسطيني بـ"الإرهابية".

خلال الأعوام 1942-1948، شن بيجين عمليات إرهابية مختلفة ضد الفلسطينيين العرب وقوات الحكومة البريطانية، بما في ذلك الإعدام الجماعي للعرب، وهدم الأماكن العامة والتدمير، في حين أن معظم هذه الأعمال كانت تحظى بموافقة ضمنية من القادة الصهاينة.

ومن بين العمليات الإرهابية التي قام بها بيجين ومنظمته سيئة السمعة تفجير فندق "الملك داوود"، قاعدة الحكومة البريطانية، وأفظعها وأكثرها فظاعة مذبحة أهل "دير ياسين" العزل.

قام بيجين بالعديد من الإجراءات الإرهابية حتى إن جهاز التجسس البريطاني أطلق عليه لقب "أعظم إرهابي صهيوني"، وفقًا لوسائل الإعلام الغربية. 

ما هى أنشطة مناحيم بيجين السياسية؟

بعد إنشاء "الدولة الإسرائيلية" على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، شرع مناحيم بيجين في تأسيس حزب "هيروت" الصهيوني الفاشي.

بصفته رئيسًا لـ"هيروت"، قام بيجن برحلة إلى الولايات المتحدة لطلب المساعدة المالية. وخلال الرحلة، وصفته هانا أرندت وبعض المثقفين اليهود، في رسالة مفتوحة إلى صحيفة نيويورك تايمز، بأنه "يشبه النازيين والفاشيين بشكل خطير في التنظيم والأساليب والفلسفة السياسية والطلب الاجتماعي". 

وقد أشارت الرسالة إلى مذبحة دير ياسين، حيث قُتل 240 من سكان القرية بدم بارد، وقد وقع على هذه الرسالة أيضًا الطبيب العظيم ألبرت أينشتاين.

في سبتمبر 1973، أسس مناحيم بيجين حزب الليكود، من خلال ائتلاف من جميع الأحزاب اليمينية وحقق فوزًا غير متوقع في انتخابات عام 1977.

بعد فوز بيجين في الانتخابات، حاولت الصهيونية العالمية من خلال الدعاية الواسعة محو الصورة الوحشية السابقة لبيجين في الأذهان وتصويره كسياسي وشخصية مبدئية وصريحة وصادقة.

كان الإنجاز الأكثر أهمية الذي حققه بيجين كرئيس وزراء إسرائيل هو توقيع معاهدة سلام مع مصر في عام 1979.