رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير خارجية الأردن أيمن الصفدى ينقل رسالة من الملك عبدالله الثانى للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى.. الأربعاء

كشفت مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع عن أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنى أيمن الصفدى، ينقل، الأربعاء، رسالة من جلالة الملك عبدالله الثانى إلى رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسى. 
وقالت المصادر لـ«الدستور» إن الرسالة الملكية تتعلق بالتنسيق المشترك والتشاور المستمر بين البلدين الشقيقين حول تطورات الأوضاع فى المنطقة.
كما تتضمن الرسالة نتائج الزيارة التضامنية التى قام بها الصفدى بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثانى، ولقاءاته مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانى نجيب ميقاتى، ورئيس مجلس النواب نبيه برى، وقائد الجيش العماد جوزاف عون.

* لقاء مشترك مع وزير الخارجية المصرى
الصفدى عقد فى القاهرة الثلاثاء، مباحثات موسعة مع وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبدالعاطى، تناولت ضرورة تكاتف الجهود لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل كافٍ ومستدام.
وبحث الوزيران ضرورة وقف إطلاق النار فى لبنان، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، وتوفير المساعدات التى يحتاجها لبنان نتيجة الأزمة الإنسانية التى يسببها العدوان، ودعم جهود الجمهورية اللبنانية الشقيقة فى انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة بناء مؤسساتها وتمكينها.
كما بحث الوزيران عمق العلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين، والحرص على تعزيز العلاقات الثنائية البينية فى مختلف المجالات.
وعقد الصفدى وعبدالعاطى مؤتمرًا صحفيًا عقب المباحثات، إذ أكد الصفدى أن دافع التحركات الأردنية التى يقودها جلالة الملك عبدالله الثانى هى وقف العدوان على غزة والضفة الغربية ولبنان، وحماية المنطقة من كارثية حرب إقليمية تدفع إسرائيل بتصرفاتها المنطقة نحوها.
وقال الصفدى إن هذا الاجتماع يأتى فى إطار عملية التنسيق المنهجية المؤسساتية القائمة بين الأردن ومصر تنفيذًا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثانى وفخامة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى.

* علاقات تاريخية راسخة.. أخوية. متجذرة.. على المستوى الثنائى
وأضاف الصفدى: «ننطلق من علاقات تاريخية راسخة، أخوية، متجذرة، على المستوى الثنائى، نسير على طريق واضحة باتجاه تفعيل التعاون وزيادته بما يخدم المصالح المشتركة لبلدينا عبر عديد قنوات اتصال أيضًا مؤسساتية وقائمة، وتجتمع بشكل دائم، وتوجيهات جلالة الملك، وفخامة الرئيس لنا أن نأخذ هذه العلاقة فيما يتعلق بالتعاون الثنائى إلى أقصى مدى، لأن كل ما زدنا التعاون كلما انعكس ذلك إيجابًا على البلدين الشقيقين».

* موقف البلدين واحد وأهدافهما واحدة.. وخطوط مصر الحمراء هى خطوط الأردن الحمراء
الوزير الصفدى، أكد تطابق المواقف بين الأردن ومصر حيال القضايا الإقليمية، وفى مقدمها القضية الفلسطينية وما تشهد من تحديات كبيرة، مشددًا على أن موقف البلدين واحد، وأهدافهما واحدة، «وخطوط مصر الحمراء هى خطوط الأردن الحمراء، فيما يتعلق بغزة ندرك تمامًا أن مصر هى الأكثر تأثرًا وبالتالى كل ما تتخذه مصر من مواقف، الأردن سندًا لها فى هذه المواقف، ونثمن أيضًا مواقف مصر الواضحة فى إسناد المواقف الأردنية إزاء ما يجرى فى الضفة الغربية المحتلة، والقدس المحتلة وأماكنها المقدسة الإسلامية والمسيحية».
وشدد الصفدى على أن الأردن ومصر لن يسمحا بتهجير الفلسطينيين سواء فى الداخل الفلسطينى أو إلى خارج فلسطين لمصر أو الأردن أو أى مكان آخر، قائلًا: «هذه خطوط متفقون عليها بشكل كامل، وسنتصدى بكل إمكاناتنا لأى محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم سواء باتجاه مصر أو باتجاه الأردن، ونحن نرى أن موضوع التهجير موضوع تحضر له إسرائيل، نرى ماذا يحدث فى غزة، هنالك كلام واضح، وأخبار تنشر بشكل يومى عن مخطط إسرائيلى لتفريغ شمال غزة من سكانها، أين سيذهبون؟ بالتالى سيكون دفعًا لهم إلى خارج وطنهم، وسنتصدى له بشراكة وبموقف واحد أيضًا، وكل العالم كان قال منذ البدء إنه لا يمكن السماح بإعادة احتلال غزة سواء كليًا أو جزئيًا».
وأشار الصفدى إلى أن الأردن ومصر حذرا من أن استمرار العدوان على غزة سيدفع باتجاه تصعيد إقليمى لن يسلم منه أحد، لافتًا إلى التصعيد الإسرائيلى الخطير فى الضفة الغربية، الذى يُعد حربًا على الضفة تستهدف الوجود الفلسطينى فيها وتدمر مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، وتستبيح أكثر حرمة المقدسات، محذرًا من أن تفجر الوضع فى الضفة الغربية سيأخذ هذا التصعيد لمدى أكثر خطورة من الذى نراه الآن.

* الوضع فى لبنان
وحول الوضع فى لبنان، أكد الصفدى أن الوضع يزداد خطورة مع استمرار العدوان الإسرائيلى على لبنان ورفض إسرائيل ما طلبه منها حلفاؤه الولايات المتحدة وفرنسا التوافق على وقف لإطلاق النار لمدة 21 يومًا يتم خلاله بحث تطبيق القرار 1701 والذهاب باتجاه تهدئة شاملة، مطالبًا المجتمع الدولى بالتحرك بشكل عملى مؤثر لحماية القانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى، وحماية الأبرياء الذين يقتلون يوميًا فى غزة وفى الضفة الغربية وفى لبنان، إضافة لحماية صدقية ميثاق الأمم المتحدة، والمنطقة من حرب إقليمية ستكون دمارية وذات آثار ستطال العالم كله.
كما أكد الصفدى دعم القرار الوطنى اللبنانى، وعدم التدخل فى شأنه، ودعم ما يتوافق اللبنانيون عليه فى انتخاب رئيس للجمهورية، لما فيه مصلحة كبيرة للبنان بتقوية قدرة الدولة اللبنانية على التعامل مع التحديات بشكل كبير، مشيرًا إلى أن هنالك حاجة ماسة لمساعدات إنسانية إلى لبنان، إذ وصل عدد النازحين إلى مليون و٢٠٠ ألف نازح لبنانى، مجددًا التأكيد على إدانة العدوان الإسرائيلى على لبنان، وقصف إسرائيل العاصمة اللبنانية بيروت، وقتل المواطنين اللبنانيين.
وجدد الصفدى التأكيد على موقف الأردن الثابت بأنه لن يكون ساحة حرب لأحد لا لإيران ولا لإسرائيل، قائلًا: أبلغنا البلدين مباشرة وعبر الشركاء وعلنًا بأنه لن نسمح بخرق أجوائنا، لن نسمح بتعريض مواطنينا للخطر، وسنقوم بكل ما نستطيع للتصدى لأى خرق لحدودنا أو أجوائنا أو تعريض أمن مواطنينا للخطر، أولويتنا هى الأردن، حماية الأردن، حماية مواطنينا، هذه أولوية لا حديث قبلها ولا بعدها».
وحذر الصفدى من أن الوضع فى المنطقة على حافة الهاوية، ولا مجال للمماطلة ولا يجوز أن تبقى إسرائيل فوق القانون الدولى، ولا يجوز أن تستمر الحكومة الإسرائيلية الحالية بعدوانها وحروبها وقتلها وخروقاتها للقانون الدولى، دون أى رادع حقيقى يوقفها ويحمى المنطقة من تبعات هذه العدوانية التى تتبدى يوميًا، سواء فى غزة أو فى الضفة الغربية أو فى لبنان.
وقال الصفدى فى هذا الصدد: «هنالك قناعة إسرائيلية بأن هنالك فرصة متاحة الآن نتيجة الإنجازات العسكرية التى حققتها بأنها ستذهب إلى ما هو أبعد بمحاولة لحل القضايا فى المنطقة عبر الحروب، لكن التاريخ يقول غير ذلك، (حزب الله) تبلور وولد من دمارية الاجتياح الإسرائيلى للبنان، فى عام ١٩٨٢، وحماس لم تصنع الصراع، الصراع هو الذى أوجد حماس، حماس وجدت أو انطلقت نتيجة لاستمرار الاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية، وغياب أى آفاق لحله بما يلبى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، سيتكرر التاريخ صعيد نفسه، إذا لم تحل جذور الأزمة، الحرب والعنف لن يحققا الحل، وإسرائيل الآن تدفع المنطقة ليس فقط باتجاه حرب إقليمية وهى ترهن مستقبل المنطقة للحروب والصراعات لأنها توغل فى تكريس أسباب الصراع وفى غطرستها ورفضها تلبية حقوق الشعب الفلسطينى ورفضها إيجاد البيئة الإقليمية التى تسمح للجميع بأن يعيش بأمن وسلام».

* وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى
بدوره، أكد الوزير بدر عبدالعاطى دعم مصر الكامل للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس، وضرورة التزام إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بترتيبات الوضع القانونى والتاريخى القائم للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسى الشريف.
وثمن فى هذا الصدد الدور البناء الذى تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية، ودائرة الأوقاف الأردنية فى القدس، فى حماية الهوية العربية لمدينة القدس.
وأشار إلى أن الاجتماع جاء لتأكيد محورية العلاقات الثنائية التى تجمع بين مصر والأردن، دولةً وشعبًا، وذلك تحت رعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى وجلالة الملك عبدالله الثانى، مبينًا أن الاجتماع بحث تكثيف وتيرة التعاون الثنائى بمجالاته المختلفة بين البلدين وتفعيل مجالات التعاون المنبثقة عن اللجنة العليا المشتركة التى استضافت القاهرة دورتها الثانية والثلاثين فى مايو الماضى.