مستشفى ميدانى وإجلاء الرعايا والهدنة الأولى.. جهود مصرية مكثفة خلال حرب غزة
على مدار عامٍ كاملٍ، لم تألو الدولة المصرية جهدًا في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق، خلال حربه الدامية مع الكيان الصهيوني المُحتَّل، الذي اقترف أبشع جرائم الحرب بحق أهالي غزة منذ عدوان السابع من أكتوبر 2023.
وفي ذكرى الحرب الإسرائيلية على غزة، تستعرض "الدستور" جهود مصر في استقبال المصابين وإجلاء الرعايا الأجانب عبر معبر رفح البري، فضلًا عن جهود التوصل إلى الهدنة الأولى في غزة.
مستشفى ميداني مصري لأهالي غزة واستقبال المصابين
في 1 نوفمبر 2023، كشف المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، تفاصيل إنشاء مستشفى ميداني من إنتاج مصنع "200 الحربي" لدعم المصابين من أهالي غزة.
وأوضح- وفق بيان مجلس الوزراء آنذاك- أن وزارة الإنتاج الحربي أنشأت مستشفى ميدانيًا، وذلك في إطار الأحداث المؤسفة بقطاع غزة، مشيرًا إلى أن المستشفى الميداني تم تجهيزه بمصنع إنتاج وإصلاح المدرعات "مصنع 200 الحربي" التابع للوزارة والمعني بتجهيز هذا النوع من المستشفيات.
يُعَّد المستشفى الميداني بمثابة وحدة طبية متنقلة سريعة الإقامة بشكل مؤقت بغرض التدخل السريع الميداني للمصابين، ويمكن إقامته على مساحة 1000 متر مربع، ويشمل: خيمتيِّ استراحة وممرات، 3 غرف استقبال، غرفة عناية مركزة، غرفة عمليات، ومعمل تحاليل، وغرفة أشعة، و4 غرف مرضى، وتضم كل غرفة 5 أسرّة، بالإضافة إلى دورات المياه ومحطة معالجة المياه وخزان مياه الشرب، مؤكدًا أنه تم الحرص على إقامة هذا المستشفى بأعلى جودة وتجهيزه بإمكانيات على مستوى عالٍ لمواجهة أي طوارئ والتدخل الفوري.
وإلى جانب مستشفى العريش العام بشمال سيناء، تستقبل مستشفيات الشيخ زويد ونخل وبئر العبد الجرحى والمرضى الفلسطينيين.
وسبق وأعلن اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، أنه تم تخصيص مراكز استشفاء بالمحافظة قريبة من المستشفيات خصصت لاستقبال وإقامة من يستكملون رحلة العلاج من الأشقاء الفلسطينيين، وتقدم لهم فيها الخدمات والرعاية الطبية والاجتماعية اللازمة، وخصصت استراحات للمرافقين للجرحي والمرضى تنقلهم لها ومنها حافلات تابعة للمحافظة يوميا وفيها يتم تقديم خدمات الإعاشة الكاملة مجانًا في إطار خدمات تقدمها مصر للأشقاء الفلسطينيين.
وفي 14 يناير 2024، قال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن مصر استقبلت خلال الـ100 يوم الأولى من العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، 1210 مصابين ومرضى من أبناء غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية وببعض الدول الشقيقة، ومعهم نحو 1085 مرافقًا، إضافة إلى عبور 23 ألف شخص من الفلسطينيين والرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية، و2623 مصريًا من العالقين بالقطاع.
فتح معبر رفح وإجلاء الرعايا الأجانب
في نوفمبر 2023، التقى السفير إسماعيل خيرت، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج، سفراء وممثلي سفارات الدول الأجنبية لإحاطتهم بجهود الدولة المصرية المتعلقة ببدء فتح معبر رفح.
واستعرض خلال اللقاء، استعدادات مصر إلى تسهيل استقبال وإجلاء المواطنين الأجانب من غزة عبر معبر رفح، والذين بلغ عددهم حوالي 7 آلاف أجنبي يحملون جنسية أكثر من 60 دولة.
واستعرض مساعد وزير الخارجية، محاور خطة استقبال وإجلاء الرعايا الأجانب بقطاع غزة وفقًا للتعليمات والقوانين المصرية المنظمة، والدور المنوط بكل بعثة أجنبية في استقبال رعاياها من معبر رفح، خاصة فيما يتعلق باستخراج وثائق السفر اللازمة لمواطني تلك الدول للسماح لهم بالدخول إلى الأراضي المصرية وإجلاؤهم خلال الفترة الزمنية المحددة، واتخاذ الترتيبات اللوجيستية اللازمة لذلك.
وتطرق إلى الاستعدادت الطبية لاستقبال الحالات المرضية الطارئة سواء من الرعايا الأجانب أو من أبناء الشعب الفلسطيني الجرحى، بما في ذلك تقديم الإسعافات الأولية للوافدين وتوفير عربات الإسعاف وتجهيز المستشفيات لاستقبال الحالات الحرجة.
من جهته، استعرض السفير أسامة خضر، مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية، الجهود المصرية المكثفة لمساعدة أبناء الشعب الفلسطيني، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأشار في هذا الصدد إلى الإجراءات اللوجيستية التي تقوم بها الحكومة المصرية لإدخال تلك المساعدات إلى قطاع غزة، منوهًا إلى حجم وأصناف تلك المساعدات، ولفت إلى الدور الكبير الذي يقوم به الهلال الأحمر المصري؛ لإدخال تلك المساعدات إلى الجانب الفلسطيني.
كما شدد على الأولوية التي تعطيها مصر للدفع بالاحتياجات الإنسانية الماسة إلى القطاع، حيث استقبل المعبر فى اليوم الأول عددًا من الجرحي الفلسطينيين، بالإضافة إلى عدد من الرعايا الأجانب وأعضاء المنظمات الدولية من مختلف الجنسيات.
الهدنة الأولى في غزة
في 24 نوفمبر 2023، دخلت أول هدنة إنسانية في غزة، حيز التنفيذ، بعد أن نجحت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، بوساطة مصرية قطرية أمريكية، في التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في غزة، ينص على وقف إطلاق النار في القطاع لمدة 4 أيام، والإفراج عن 50 محتجزًا لدى الفصائل، وكذلك الإفراج عن 150 امرأة وطفلًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ونص الاتفاق أيضًا على توقف الطيران الإسرائيلي عن التحليق بشكل كامل في جنوب قطاع غزة، على أن يتوقف الطيران الإسرائيلي عن التحليق لمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة 10 صباحا وحتى 4 مساء في مدينة غزة والشمال.
وصرح ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بأن الجهود المصرية المكثفة قد أسفرت عن إطلاق سراح عدد 12 من رعايا تايلاند، بإلإضافة إلى عدد 13 من المحتجزين الإسرائيليين، من الأطفال والنساء لدى حركة حماس.