محمود سيف الدين يناقش ديوانه "مرآة جديدة لإديت بياف".. الأحد
تستضيف مكتبة فضاءات أم الدنيا، أمسية لمناقشة ديوان "مرآة جديدة لإديت بياف" للشاعر محمود سيف الدين، والصادر عن سلسلة الإبداع الشعري الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وذلك في تمام الساعة السابعة مساء يوم الأحد الموافق 13 أكتوبر الجاري.
ومن المقرر أن يناقش ديوان "مرآة جديدة لإديت بياف" كل من الشاعر جمال القصاص، الشاعر عاطف عبد العزيز، والناقدة د. ناهد رحيل. تدير النقاش الشاعرة عبير عبد العزيز.
مرآة جديدة لإديت بياف
من جهته؛ قال الشاعر فتحى عبد السميع، رئيس تحرير السلسلة، إن محمُودُ سَيف الدِّين في ديوانه "مرآة جديدة لإديت بياف" يستدعي شَبَحَ المُطرِبَةِ الفِرنسِيَّةِ الشَّهِيرَةِ؛ التي صَارتْ رمزًا من رُموزِ الحُزنِ البَهِي المُبدِعِ المُلهِم، لقَد تَحقَّقَتْ رَغمَ الآلامِ وحَلَّقَتْ عَاليًا رَغمَ مِيلادِهَا فِي القاعِ، لكن كيفَ تَتجَدَّدُ المِرآةُ بعدَ رَحِيلِ صَاحِبَتِهَا؟ هلْ المِرآةُ هِيَ ذَلكَ الشَيءُ الزُّجَاجِي المَعروفُ أم نَظرَتُنَا المَصقُولةُ للعَالمِ، نَظرَتنا التِي تتجدَّدُ كلَّمَا صَافَحنَا قَصيدَةً جَدِيدَةً تَجتَمِعُ فِيهَا الأروَاحُ والأشبَاحُ والأجسَادُ وكلُّ مَا نَعتقِدُ باستِحَالةِ اجتِمَاعِهِ معَ الآخَرِ.
فِي شِعرِ "مَحمود سِيف الدِّين" نَجِد "الآنَا" وَ"الآخَرَ" وهمَا يَعيشَانِ معًا فِي ذاتٍ وَاحدةٍ، المُستَيقِظ والنَّائِمُ يَتبَادلانِ الأدوَارَ، الوَاقِعِي والحَالمُ يَستَخدِمَانِ نَفسَ السَيَّارةِ المُتهَالِكةِ، لكنَّهُمَا فِي حَالةِ انفِصَالٍ، فِي ظهورِ أحدِهِمَا اختفَاءٌ للآخَرِ، ذلكَ هوَ الشِّقَاقُ الكَبيرُ، النِّزاعُ الدَّاخِلِي الألِيم، وحدَهَا المِرآةُ تَجمَعُ الشَّتِيتَينِ، وكلَّمَا ظهَرَ شَرخٌ كلَّمَا احتَجْنَا إلىَ مِرآةٍ جَدِيدةٍ، أو قَصِيدةٍ جَدِيدَةٍ، تَجمَعُ الأضْدَادَ، وتُحَقِّقُ التَّصَالحَ بينَ المَرءِ ونَفسِهِ".
ومن أجواء ديوان "مرآة جديدة لإديت بياف" نقرأ:
كنتُ مُتعجلًا بعضَ الشيء
حتى جذبتُ ظلي من ياقتِه
قبلَ أن ينكسرَ في استدارةِ جدارٍ
على مرمى بصر
دسستُه في جيبِ السترةِ المُنشّاةِ
وعَدَوْت
وإذ وقفتُ على خشبةِ المسرح المهجور
في سماءِ المدينةِ.. وهممتُ بإفاقتِه
خربشَ أوتارَ حنجرتي
وصرخ: لا
الإضاءةُ هُنا مُزعجة
ومن قصيدة "الدنيا ريشة في هوا" ضمن ديوان "مرآة جديدة لإديت بياف":
في فيلم كلاسيكي من زمن سحيق
حيث "نهارك سعيد".. تحية مناسبة جدا للأجواء
نلتقي دائما هناك بلا مبرر.. بلا معنى..
بلا أسباب حتمية نجني بعدها شيئا ما..
لا شيء لقاء الصفو يمكن الرهان عليه
وياقاتنا بيضاء رمادية من اشتعال الخطوة
وظلال السفر
سأتذكر بالمصادفة الريشةَ التي في باحة العين
ويصفق بابَك.. دونَ هوادةٍ.. هواء
سنجري إلى المذياع المعلَّق معًا
ونحن بعيدين لا نزال.. قريبين إلى هذا الحد
"الدنيا ريشة في هوا"
تسمعينها وأسمعها
حتى نخرجَ إلى الشوارعِ
نفتت جناحيْها.. نضحكُ قليلا
ولا نلتقي.