رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أدوار التراجيديا في المسرحيات الجادة".. أمنية لـ نجيب الريحاني لم تتحقق

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني

رغم أن الفنان نجيب الريحاني كان ممثلا كوميديا ناجحا، وأصبح من أشهر الكوميديين في تاريخ الفنون المرئية العربية، إلا أنه كان يحب الدراما، وكان يتمنى أن يمثل أدوار التراجيدي في المسرحيات الجادة، وكان على قدر مرحه وفكاهاته يعاوده الحزن في فترات متقطعة بسبب مأساة أصغر أخوته واسمه جورج الريحاني، الذي اختفى سنوات طويلة دون أن يعرف أحد عنه خبرا أو ذكرا، وقد ظل سبب اختفائه حتى مات نجيب الريحاني، ويفسر المقربون من نجيب الريحاني سر ميله إلى الدراما وحبه إلى التمثيل المأساوي إلى حزنه على شقيقه الذي اختفى.

وقد حاول نجيب الريحاني (21 يناير 1889 - 8 يونيو 1949) في فترات مختلفة من بداية حياته أن يمثل في المسرحيات الدرامية ولكنه كان لا يلقي تجاوبا من الجمهور، وكان اتجاهه إلى الدراما يكلفه نفقات باهظة، فكان يستدين من أجل تكوين فرقة يمثل فيها المسرحيات الدرامية، وكلما ظهر على المسرح رأى الدائنين ينتظرون الحصول على أموالهم، فكان هذا المشهد يسبب له ارتباكات متوالية، هذا إلى جانب تهكم النقاد وسخرية الصحافة منه كممثل دراما، وكان الريحاني يعتقد أن زميله يوسف وهبى وراء هذه الحملات الصحفية.

وقد أجبره الجمهور على ترك الدراما، فقد كان الجمهور يراه ممثلا كوميديا بالسليقة، والحق أنه حتى في تعبيراته وإيماءاته وحركاته كان فكها غير متكلف فكانت الفكاهة في دمه، وكانت فلسفة الضحك عنده تهدف إلى علاج العيوب بإبرازها في شكل يجعل المتفرج يضحك منها ويسخر.

طرائف في حياة نجيب الريحاني

حياة الريحاني الخاصة حافلة بالكثير من الطرائف، ومنها أنه كان يكره ركوب السيارات، وكان مغرما بركوب عربات "الحنطور" التي كان يفضلها على كل أنواع المواصلات، حتى أنه كان يملك في أواخر أيامه سيارة فاخرة، ومع ذلك فقد كان يتركها ليركب عربة حنطور.

 

ومن بين الطرائف أيضا أنه حدث أن زارت القاهرة إحدى الفرق الفرنسية لإحياء بعض حفلاتها التمثيلية، وكان الريحاني في ذلك الوقت مفلسا وعاطلا عن العمل، وأراد مشاهدة الفرقة وليس في جيبه سوى بضعة قروش، وكان عليه أن يستعين بها في تناول طعامه، وفكر في أن يستغل صفة الزمالة في طلب تذكرتين من إدارة الفرقة كدعوة مجانية، ولكنه عاد فوجد أن كرامته لا تسمح بذلك ولم يجد في النهاية بدا من دفع ثمن التذكرتين له ولصديقته، وكان ثمن التذكرتين عشرة قروش فتبقى معه قرشان فقط.

وفي داخل المسرح طلب نجيب الريحاني من الجرسون فنجانين من الشاي، فلما أحضرهما الجرسون، أخفى الريحاني قطع السكر في حقيبة صديقته، وشرب الشاي بغير سكر، فلما عادا إلى البيت بعد انتهاء التمثيل، أخرج الريحاني السكر من الحقيبة وطلب من صديقته أن تصنع شايا للعشاء، وكان الريحاني قد أخذ السكر لأن بيته كان خاليا منه وتعشى هو وصديقته شايا فقط، بعد أن استنفدت تذاكر الفرقة التمثيلية كل نقوده.