اللواء نصر سالم: شعارنا خلال العبور كان «يا نرجعها يا ندّفن فيها»
قال إن صمود الشعب المصرى رفع الروح المعنوية لأفراد الجيش
رغم مرور ٥١ عامًا على نصر أكتوبر ١٩٧٣، الذى أعاد فيه الجيش المصرى أراضى سيناء الحبيبة إلى أحضان الوطن، ما زلنا نتذكر بطولات من صنعوا هذا النصر بكفاحهم وجهدهم وتضحياتهم، ومن هؤلاء اللواء أركان حرب نصر سالم، أحد قادة الجيش المصرى فى معركة العبور.
قال اللواء أركان حرب نصر سالم، خلال حواره التالى مع «الدستور»، إن حرب التحرير بدأت فعليًا قبل ١٩٧٣ بسنوات عديدة، مشيرًا إلى أن الجنود كانوا يتدربون يوميًا، ويتعاملون مع كل يوم على أنه يوم الحرب. وشدد على أن الشعب كان أكبر داعم للقوات المسلحة فى هذا الوقت، والسبب الرئيسى فى رفع الروح المعنوية للجنود والضباط، بدايةً من رفض ما حدث فى ٥ يونيو، ثم رفض تنحى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وصولًا إلى الإصرار على إعادة بناء القوات المسلحة، والاستعداد للحرب واسترداد الأرض.
■ متى بدأ الجيش المصرى الاستعداد لتحرير الأرض؟
- حرب التحرير بدأت فعليًا قبل ١٩٧٣ بسنوات عديدة، فكان التجهيز والتدريب أمرين أساسيين وأولوية قصوى لكل قوات الجيش المصرى، وكنا نتدرب ونتعامل مع كل يوم على أنه «يوم الحرب».
وكان الشعب المصرى هو أكبر داعم لنا، وهو بالفعل سبب رفع الروح المعنوية للجنود والضباط، بدايةً من رفض ما حدث فى ٥ يونيو، ثم رفض تنحى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وصولًا إلى الإصرار على إعادة بناء القوات المسلحة، والاستعداد للحرب واسترداد الأرض.
■ كيف كانت الروح المعنوية للجيش المصرى حين بدأت الحرب؟
- لم يكن فى مخيلتنا أى خيارات سوى النصر أو الشهادة. هذه أرضنا المصرية التى عاهدنا أنفسها على ألا نفرط فى شبر منها، فكانت العقيدة القتالية المصرية النصر أو الشهادة، ورفعنا فى حرب التحرير شعار «يا نرجعها يا ندّفن فيها»، أى أن الانسحاب لم يكن خيارًا نهائيًا.
■ ما الفرق بين حرب أكتوبر والحروب التى خاضتها مصر قبل ذلك؟
- حرب أكتوبر تختلف كثيرًا عن حربى ٥٦ و٦٧، لأن الحرب هذه المرة كانت تتم وفق رؤية وخطة حرب وتجهيزات وتدريبات استمرت لسنوات، وكان العهد هو النصر أو الشهادة، لكن فى الحربين السابقتين تقرر الانسحاب، فانسحب الجندى وهو مصدوم، وكان هذا خطأً فادحًا فى رأيى.
■ وماذا عن دور الشعب المصرى فى حرب أكتوبر ٧٣؟
- الشعب المصرى كانت له بصمة واضحة كبيرة فى الحرب، ولا يمكن إغفال دوره، فهو من دفع بكل أبنائه، ودعم القوات المسلحة للعبور من الهزيمة إلى النصر، وحين تكون عقيدة الجيش متينة فإنه لن يهزم.
■ وبالنسبة لدور جهاز الاستطلاع تحديدًا؟
- جهاز الاستطلاع كان يعمل ويتجهز للحرب من قبلها بنحو ٦ سنوات، فكانت القوات منتشرة على كل الجبال والأراضى فى ساحة المعركة، لنقل أدق التفاصيل عن العدو ودراستها جيدًا، حتى إن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان حريصًا طوال الوقت على استقبال هذه القوات عند عودتها من الجبهة فى كل مرة.
■ ما طبيعة مهمتك ومسئوليتك فى حرب أكتوبر؟
- كنت حينها مسئولًا عن مهمات يبعد مكان تنفيذها بنحو ١٥٠ كم شرق القناة، وكانت عقيدة فرق الجيش المصرى هى المنافسة الشريفة لصالح البلاد، والقوات تدربت جيدًا على مواجهة العدو فى أصعب اللحظات.
■ ما دور الاستطلاع فى الضربة الجوية الأولى؟
- قبل الضربة الجوية الأولى كانت قواتنا متأهبة، وتم رصد جميع المواقع بدقة، وعشت ٢٠ دقيقة فى الحرب مثلت دهرًا كاملًا بالنسبة لى، حيث رصدنا العدو جيدًا قبل الضربة، وأبلغنا قواتنا الجوية، وفى النهاية استطاعت القوات الجوية أن تضرب دبابات العدو فى بداية الحرب، وفى الأخير رفعنا شعار «إذا لم يكن من الموت بد، فمن العار أن تموت جبانًا».
■ ما سبب نجاح خطة الحرب؟
- لا يمكن حصر النصر فى سبب واحد فقط، بل هى عدة أسباب، وتشارك فيها جميع أفراد الجيش المصرى، كل بدوره، والتف حولنا الشعب بإيمانه وثقته بنا. ويمكن أن نقول إن عنصر المفاجأة شكل ٥٠٪ من النصر فى معركة أكتوبر، وكان الجيش المصرى هو صاحب الفعل، بينما جيش العدو كان رد فعل فقط.
كما أن قوات الاستطلاع كانت على علم كامل بكل التفاصيل الدقيقة للحرب، بداية من ساعة الصفر فى يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣، وكانت الخطط والتحركات توضع نتيجة معلومات عناصر الاستطلاع الموجودة خلف خطوط العدو.
وبمجرد تحطيم خط بارليف هدم ذلك فكرة الجيش الذى لا يقهر، وأصاب العدو بارتباك وحالة نفسية صعب السيطرة عليها، وجميع فرق الجيش المصرى حققت النصر فى الوقت المطلوب والمكان المحدد باستخدام الأسلحة والأدوات الملائمة.