العودة إلى الإيمان.. ملحدون عرفوا طريق الحق مرة أخرى
مؤخرًا تصاعدت تيارات متطرفة في المجتمع بين الشباب وانتشرت ظاهرة الإلحاد التي أصبح يعتنقها البعض بهدف التقليد الأعمى وركوب التريند، والميل إلى الخروج عن اعتناق الدين وأداء الفريضة والعبادات.
موسوعة المعرفة أوضحت أن الإلحاد هو مصطلح لتيار فكري وفلسفي يتمركز حول إنكار وجود خالق أعظم، أو أية قوة إلهية بمفهوم الديانات السائدة، لا يمكن إدراكه بحواس الإنسان أو المنطق.
الإلحاد هو فكرة تتناقض مع فكرة الإيمان بالله والألوهية، وبالرغم من اختيار بعض المعتنقين للديانات الخروج عليها، فإن العصر الحديث حافل بالعديد من الملحدين الذين تلمسوا واختاروا طريق الإيمان على الإلحاد.
ويستعرض "الدستور" في السطور التالية أبرز الأشخاص الذين عادوا من الإلحاد واختاروا الإيمان واعتناق الدين واتباع تعاليمه.
وإخفاق القدوة الدينية فى بعض المواقف على خلاف ما كان يتوقعه الأتباع، الجماعات والفرق المتطرفة المختلفة التى ظهرت على الساحة متبنية لأفكار العنف والإرهاب والتخريب، أدى ذلك إلى النفور من الدين واتهامه بالبطلان، دعاة الإلحاد ومروجى الشبهات.
التواصل مع الأزهر لكافة الاستفسارات
"مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية" يستقبل جميع التساؤلات الفكرية والنقدية والعقيدية على رقم ( 19906) بسعر المكالمة العادية - ويستقبل الاتصال أعضاء وحدة الفكر والأديان، المعنيون بالإجابة على التساؤلات الفكرية والعقدية، وتتم الإجابة على الأسئلة عبر الهاتف ومن ثم تسجيلها فى أرشيف الفتاوى الهاتفية للمركز.
عاد من الإلحاد واعتنق الإسلام في مصر
المتصوف الشهير مارتن لنكز وهو متصوف وأديب إنجليزي معروف باسم "الشيخ أبو بكر سراج الدين" اعتنق الإسلام بعد لقائه العديد من الصوفيّة أتباع الطريقة الشاذلية في مصر، ثم لقائه بالشيخ عبدالواحد يحيى "رينيه جينو" الفرنسي الذي انتمى إلى المدرسة الشاذلية، وأصبح من أصدقائه.
وقال لينجز قبل وفاته في لقاء تلفزيوني أن ما أثّر عليه وجعله يهتم بالإسلام: "هو كاتب مؤلّف كبير كان مثلي غير مسلمًا، ثم اعتنق الإسلام حتى أصبح من أعلام المتصوفة، وهو الشيخ عبد الواحد يحيى، الذي أثرت في كتاباته فلا أعتقد أنني قرأت كتبًا من قبل في عظمة كتبه، فسعيت إلى لقائه وأتيت إلى مصر حيث يعيش، واستفدتُ منه كثيرًا، وتعلمت عنه الزهد أو التصوف".
يعود إلى الإيمان بعد ابتلاء مرض ابنته
كان الطبيب الأمريكي، لورانس بي بروان، في سلاح الجو الأمريكي، وعاش بين عائلة مسيحية بروتستانية، إلا أنه اختار الإلحاد في الأخير وخرج عن الدين.
رزق الطبيب بطفلة تعاني من مشكلة في القلب عادةً ما كان لها علاج وينتهي الأمر بالوفاة، وكانت تستدعي إجراء عملية جراحية في القلب ثم يفتح القلب مرة أخرى بعد عدة سنوات لإجراء عملية أخرى، ولكن ينتهى الأمر بالوفاة في معظم الحالات.
يقول الطبيب في لقاء تلفزيوني: "أمام حالة طفلتي شعرت للمرة الأولى في حياتي أنني عاجز عن فعل أي شيء لها، وقررت مغادرة غرفة العناية المركزة وتركت ابنتي مع فريق الأطباء المتخصصين، وتوجهت إلى غرفة العبادة لأصلي صلاة الملحد، وقلت يارب إن كنت موجودًا حقا، إن كنت موجودًا أريد مساعدتك، واستمرت صلاتي 20 دقيقة وأنا أدعو يارب نجي ابنتي واهدني إلى الدين الذي ترضاه، وأخذت عهدًا بيني وبين خالقي أن يوفقني إلى الدين الصحيح الذي يرتضيه، وفجأة رفع الأطباء وجوههم، لأجد الغموض سمتهم وكأنهم لا يدركون ما الذي حدث وقالوا سيتحسن وضعها وتصبح طفلة طبيعية جدا وصحتها جيدة".
ويستطرد الطبيب الأمريكي: "تذكرت وقتها الوعد الذي أخذته على نفسي إذا نجت ابنتي من الموت، وهو ما تحقق بعدها بالبحث في الديانات إلى أن اهتديت إلى الإسلام".
الإلحاد هو وهم كبير
وفي سياق متصل قال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، أن الإلحاد في مجتمعنا العربي هو وهم كبير وليس ظاهرة، فإن الإلحاد هو إنكار الإله وإنكار النبوة والأديان السماوية فهي نظرة مادية فقط.
ويضيف الهواري أن عادةً ما تكون دوافع الملحد هي الإنكار والرفض والبعد عن العقيدة والإيمان بالله وجلد الذات والآخرين، بينما الحقيقة أننا جميعًا دعاة محبة وسلام وتوسط لا قضاة يحكم بعضنا على الآخر.
وعن طريقة التعامل مع الملحد فيشير الهواري إلى التعامل مع الشخص بمنطق التراحم وليس العداء والعنف الفكري، واحتوائه، وتدبر كتاب الله بحب وفكر سليم لأن كتاب الله يحصن الفكر ويحمي النفس، ملفتًا إلى التدبر والتأمل في الكون وخلق الله لنترك بصمة جيدة وأثر في هذه الحياة.