تسرب الأفكار المتطرفة.. ظاهرة تهدد المجتمع المصرى فى عصر المعلومات
خلال الفترة الأخيرة، تزايدت كمية الأفكار والأخبار التي يتلقاها الأفراد من وسائل التواصل المختلفة، لا سيما من الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يستوجب على كل شخص انتقاء المعلومات والأخبار بدقة.
مع انتشار هذه المعلومات والأخبار، تبرز على الأسرة والمجتمع مسئولية اختيار الأخبار التي تتماشى مع الأعراف والتقاليد العامة في المجتمع المصري.
على الرغم من حرص الأسر المصرية على المحافظة على التقاليد، إلا أن الانفتاح على مصادر متعددة للمعلومات ساهم في تسرب بعض الأفكار المتطرفة، مثل الشذوذ والإلحاد؛ لذا أصبح من الضروري التوعية بخطورة هذه الأفكار التي يمكن أن تُفسد العقول وتهدم المجتمعات.
التوعية بمخاطر الأفكار المتطرفة
في هذا السياق، يشير الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى أن دار الإفتاء تتحمل مسئولية كبيرة في التوعية ضد الأفكار المتطرفة التي لا تتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع المصري، مؤكدًا أهمية التمسك بالدين الإسلامي وتجنب الانزلاق نحو مثل هذه الظواهر.
يوضح نجم أن هذه الظواهر تُعد دخيلة على الأسرة المصرية والمجتمع، مثل الشذوذ الجنسي الذي يُشكل تهديدًا للأخلاق والقيم المجتمعية، وينتشر نتيجة ضعف الإيمان وغياب التمسك بالأصول الدينية والتأثر بالتيارات الغربية.
وفي هذا السياق، تعمل دار الإفتاء على تفعيل التوعية المكثفة وتعزيز الحوار القائم على التفكير النقدي، حيث يؤكد مستشار مفتي الجمهورية أن التواصل الفكري والديني والثقافي والاجتماعي هو السبيل لوقف انتشار الأفكار المتطرفة في المجتمع.
وحدة إدارة الحوار
تأسست في دار الإفتاء وحدة إدارة الحوار، وهي جهة تهتم بالبحث العقدي والمعرفي والفكري، بالإضافة إلى ما يتقاطع معهما من إشكالات نفسية واجتماعية، تم توسيع نطاق عمل الوحدة لتقديم رؤية جديدة حول العديد من القضايا والإشكالات المعرفية، إلى جانب تقديم المشورة في مواضيع مثل الانتحار، الهوية الجندرية، العنف الأسري، الاندماج، التطرف الديني، والإلحاد.
خلال عام 2023 فقط، عقدت الإدارة 922 جلسة حوارية، تراوحت مدة كل منها بين ساعة وخمس ساعات، تناولت ما يقارب 100 سؤال في كل جلسة، مما يوازي 100,000 فتوى.
التمسك بالهوية الثقافية
أما الدكتور كمال منصور، الخبير التربوي، فيشير إلى أن الأفكار المتطرفة تمثل تهديدًا كبيرًا للمجتمعات، خاصةً العربية، لاسيما فكرة الانسياق وراء الغرب وأفكاره، دون التفكير فيما يتناسب مع هويتنا وثقافتنا العربية الإسلامية التي نفخر بها.
ويضيف منصور أن الأجيال الجديدة نشأت على تقليد الأعمى للغرب، حيث أصبح هذا الأخير يغزو المجتمعات العربية عبر وسائل متعددة مثل الأفلام والمسلسلات والقصص وحتى الكارتون، لذا يجب أن نكون واعين لما يتلقاه الأطفال والطلاب في منازلهم ومدارسهم.
يشير الخبير التربوي إلى أن المسئولية الآن مشتركة بين جميع مؤسسات الدولة والأسرة والمدرسة لمواجهة الظواهر غير الأخلاقية مثل الشذوذ والإلحاد، مع ضرورة انتقاء الأفكار التي يستوعبها الأطفال والشباب من خلال الهواتف المحمولة والإنترنت والتليفزيون، وحتى من أصدقائهم.