الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار فرنسيس الأسّيزيّ المعترف
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار فرنسيس المعترف، الذي وُلِد في أسيزي، ايطاليا، سنة 1182 وعمل في التجارة مثل والده. لكنه كان شديد المحبة للفقراء حتى أجبره والده على التنازل عن حقه في الميراث لأنه كان ينفق كثيراً على الفقراء. ترك عائلته وهو يقول :"يمكنني أن أقول أنه لم يعد لي من ميراث وأب الا الآب الذي في السماوات". كرّس حياته لخدمة الفقراء في المستشفيات والمآوي وأينما وجدهم. أسَّس رهبانية الفرنسيسكان وقد بنى قوانينها على محبة الفقر وخدمة المساكين. دُعي "بالفقير الصغير" الذي اتخذ له "فضيلة الفقر" زوجةً.
انتقل الى الحياة الأبدية في 3 تشرين الاول سنة 1226. امتاز ببساطته ومحبته الصافية للمسيح يسوع كما انه امتاز بتواضعه العميق، فظلّ شماساً لا يقبل الكهنوت عن تواضع. عاش بمحبة الفقر وأنشد للرب أجمل الاناشيد. أعلنت قداسته بعد موته بسنتين. وان الخير الذي جرى على يده ويد رهبانيته لا يقدّر.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: نفسي تتوق إليك يا رب وأبحث عنك بالدموع. فكيف لا أبحث عنك؟ أنت الذي بحثت عني ووجدتني أولاً. جعلتني أعيش ببهجة الرُّوح القدس. إن نفسي تحبّك. أنت ترى، ربي، آلامي ودموعي. لو لم تجذبني بحبك لما كنت بحثت عنك كما أفعل. لكن روحك جعلتني أتعرف إليك فابتهجت نفسي بك أنت، أنت ربي وإلهي، أتوق إليك حتّى الدمع.
ربي الحنون، أنت ترى سقطتي وألمي، ولكن بكل تواضع أتلمس مسامحتك: اجعل نعمة الرُّوح القدس فيَّ أنا الخاطئ، فذلك يحمل نفسي لملاقاة رحمتك من جديد. أعطني روحك المتواضع كي لا أفقد نعمتك وأنكرك كما فعل آدم الذي بكى الله والفردوس اللذان أضاعهما.
إن روح الرّب يسوع المسيح التي أعطاني إياها الله، تريد خلاص الجميع وأن يعرف الجميع الرب. لقد أعطى الرب الفردوس للصّ كما اعطاها لكل الخطأة. أنا سيئ بخطيئتي، لكني أطلب السماح من ربي وأصلي له. فاستجاب لي ولم يغفر لي فقط بل وهبني الرُّوح القدس. وفي الرُّوح القدس عرفت الرب.
إن الرب رحوم، هذا ما تعرفه نفسي لكن لا تستطيع أن تصفه. هو بمنتهى التواضع فعندما تراه النفس تتحول إلى حب الله والقريب، فتصير هي أيضاً متواضعة. لكن إذا ما فقد الإنسان النعمة فسوف يبكي كما فعل آدم عندما طرد من الجنة... أعطنا، ربي، توبة آدم وتواضعك القدوس.