حصاد الرياضة الروحية للمشاركين فى دورة سينودس الأساقفة بروما
شارك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، في الرياضة الروحية للمشاركين في الدورة الثانية من الجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة بروما.
في اليوم الأول من يومي الرياضة الروحية، دعا الكاردينال ماريو جريش، الأمين العام لسينودس الأساقفة، المشاركين إلى التخلي عن "الأساليب والمخططات" السابقة.
وسلّط غبطة الكاردينال الضوء على أهمية الصلاة، فبدونها تصبح هذه التغييرات في الكنيسة مجرد "تغييرات جماعية" وأكد التوكل على مريم العذراء، فبدونها لن تكون الكنيسة أكثر من منظمة.
وشدد أن "الروح القدس هو رائد هذا السينودس، مؤكدًا كلمات البابا فرنسيس منذ سنوات. وأضاف صاحب الغبطة: "نحن نتخلى عن غطاء الأساليب، والمخططات التي ربما كانت لها معني بالأمس، لكن اليوم أصبحت عبئًا على الرسالة، وتعرض مصداقية الكنيسة للخطريجب أن نكون مستعدين للتجرد منها، لأن الإصغاء عمل جذري للتجرد من الذات أمام الله والآخر".
وقال الأمين العام للسينودس "نجلس هنا للحفاظ على خيرات الكنيسة من خلال إرث غير قابل للتجزئة نشاركه مع الجميع دون استثناء". وتمنى نيافته أن تكون هذه الجمعية السينودسية هي "الأرض الصالحة التي يمكن لكلمة الله أن تثمر فيها ثمارًا وفيرة".
وركزت الأم البندكتية إينيازيا أنجيليني في تأملها على المزمور 41: "تَشْتاقُ نَفْسي إِلَيكَ يا أَلله" وأكدت أن "هذا العطش السري الذي نحمله داخلنا هو روح الحرية، عطش يتوافق مع عطش الله".
وتوقفت الأخت عند المقطع الإنجيلي (لو 9: 46 -50) إذ يبرز يسوع عظمة أن يكون الإنسان صغيرًا. وأخيرًا، قامت الراهبة بتحليل السؤال المطروح في بداية المسيرة السينودسية: "كيف نكون كنيسة سينودسية في الرسالة؟".
وبعد تأمل الأخت أنجيليني، قدم الأب الدومينيكي تيموثي رادكليف تأملين، الأول بعنوان "القيامة كبحث في الظلام". في عالم مظلم، إذ يبدو أن الله قد اختفى خاصةً في الغرب، بسبب الإلحاد، واللامبالاة والشك، ودعانا إلى أن نبحث عن الله، كما فعلت مريم المجدلية.
وأضاف: إن العالم ملىء بالبكاء، مشيرًا إلى مآسي الحرب في الشرق الأوسط، وأوكرانيا، والسودان، وميانمار.
والتأمل الثاني كان بعنوان "الغرفة المغلقة بإحكام" وقال أن "موضوع هذه الجمعية هو كنيسة سينودسية في رسالة، وأن قلب هذه الرسالة هو تعليم عقائدنا".
من هنا أشار إلى أن السينودس "ليس مكانًا للتفاوض بشأن تغيير هيكلي، بل لاختيار الحياة، والتوبة، والمغفرة، لأن "الله يدعونا للخروج من الأماكن الضيقة التي لجأنا إليها، وسجنّا فيها الآخرين".
وفي صباح الأول من أكتوبر، بدأ اليوم الثاني من الرياضة الروحية للمشاركين في الدورة الثانية من الجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة.
وتحدث الراهبة البندكتية عن موضوع الصمت كتمجيد لله. وقالت "في جذر كل صلاة وكل عمل من أعمال الله، يكمن نفس الله الصامت. الأمر يتعلق بإدراكه".
وأضافت: إن الكثير من الصمت المنافق يتسلل إلى كلماتنا اليومية، مما لا يسمح لقلب الإنسان باستعادة التناغم مع صمت الله.
وبعد تأمل الأخت أنجيليني، قدم الأب الدومينيكاني تيموثي رادكليف تأملين، الأول بعنوان "صيد القيامة"، وسلط الضوء على ظلام الحرب وأزمة الاعتداءات.
وأكد أهمية "التعددية الثقافية" أي بناء شبكات، وترك مساحات بين ثقافة وأخرى، وقال "يجب أن نحترم الاختلافات الثقافية. الشبكة سليمة؛ لأن كل ثقافة مفتوحة بطريقتها الخاصة على الحقيقة".
وأوضح أن أعمال السينودس تهدف إلى جعل الجميع يفهمون معنى كلمة "محبة"، لأننا جميعنا "تلاميذ أحباء" للرب. واختتم تأمله الأول قائلا: "أولًا، نحن ندرك أننا بحاجة إلى بعضنا، إذا أردنا أن نكون كاثوليكيين، فالثقافات المتنوعة المجتمعة في هذه الجمعية تقدم الشفاء لبعضها، وتتحدى الأحكام المسبقة".
وفي التأمل الثاني، تناول الدومينيكاني موضوع الثقة. وانطلق من شخصية بطرس الذي أوكل إليه الرب رعاية قطيعه، مع أنه أنكره ثلاث مرات، واستخلص درسًا مهمًا، وهو الثقة المتبادلة، على الرغم من بعض الإخفاقات. وأكد على أن "علينا جميعًا مسؤولية استثنائية وهي رعاية قطيع الرب".
وشدد على أن الكاهن لا يمكنه ولا يجب أن يقع في خطيئة النفاق: لأن "فشل الشفافية يفسد جوهر الهوية الكهنوتية، وأن شعب الله مستعد لغفران كل شيء باستثناء النفاق".