هربًا من الغارات الإسرائيلية.. سكان الجنوب اللبنانى يفرون إلى "المجهول"
استهدفت الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان 11 قرية، وتسببت في نزوح جماعي للبنانيين من قرى الجنوب والتوجه شمالًا إلى العاصمة بيروت، بحسب تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال لم تكتف بقصف القرى واستهدفت الطريق الدولي الذي يقع بين صيدا وبيروت، ما جعل سوريا هي المحطة الآمنة للنازحين من الجنوب اللبناني.
حصار اللبنانيين في الجنوب.. وسوريا الملجأ الأخير
وبحسب تقرير الصحيفة الإسرائيليلة، تسببت الغارات الإسرائيلية في حصار اللبنانيين في الجنوب، ما دفعهم للتوجه إلى سوريا؛ للهروب من أهوال الحرب.
ولفت إلى أن الصليب الأحمر طلب من اللبنانيين بشكل عاجل سرعة التبرع بالدم، ويأتي الارتباك في لبنان، بعد أن دعا المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان جنوب لبنان الذين تم إجلاؤهم من منازلهم بعدم العودة، حيث كتب: "لا تعودوا إلى القرى التي تم إخلاؤها حتى إشعار آخر".
في وقت مبكر من صباح اليوم، تم تفعيل إنذارات في منطقة جوش دان وشارون بسبب اكتشاف إطلاق صاروخ واحد عبر الحدود اللبنانية، والذي تم اعتراضه من قبل مقاتلي الدفاع الجوي دون تسجيل أي إصابات.
ويبدو أن كثرة الإنذارات جاءت نتيجة لإطلاق صاروخ الاعتراض، وقد تم اعتراض الصاروخ اللبناني فوق سماء شارون باستخدام نظام قبة الحديد.
بينما أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان أسفر عن استشهاد أكثر من 600 لبناني من بينهم 50 طفلًا و94 امرأة و9 مسعفين، وفرار الآلاف من المدنيين من المناطق الجنوبية اللبنانية القريبة من الحدود الإسرائيلية.
وقال الأطباء في مدينة صيدا الجنوبية إن "المرضى الجرحى يصلون مصابين بصدمات في الرأس وكسور متعددة وجروح عميقة من الشظايا".
ولفت نعيم خشيش، 63 عامًا، الذي كان في حديقته عندما ضربت الصواريخ الإسرائيلية المبنى المجاور، إلى أن "الغارة أسفرت عن مقتل 8 أفراد من عائلة جاره، وكسر ضلوعه وساقيه وتمزيق جلده".
وقالت سيدة أخرى رفضت الكشف عن هويتها: "كانت بنت شقيقتي تقود السيارة قبل أن تصيبها الشظايا التي شقت وجهها وقتلت والدتها وشقيقتها".
وأوضح تقرير الصحيفة الإسرائيليلة أن "الغالبية العظمى من شركات الطيران ألغت رحلاتها إلى بيروت، ما فاقم من حدة الذعر داخل لبنان".
ونوه بأنه "في الجنوب كانت الطرق المتعرجة في القرى والطرق السريعة متعددة الحارات مكتظة بحركة المرور لعدة أيام؛ حيث كان السكان، بمن فيهم الأطفال وكبار السن والحيوانات الأليفة للعائلة، مكدسين جميعًا في السيارات وسيارات الأجرة والشاحنات الصغيرة والشاحنات التي كانت تتحرك ببطء إلى الأمام في البداية والتوقف أثناء توجههم شمالًا خارج صيدا منذ أمس الثلاثاء".
وقالت حنان حمد، 45 عامًا، إنها قادت سيارتها مع زوجها وأطفالها وحماتها لمدة تسع ساعات من شحور، على بعد حوالي 30 ميلًا جنوب شرق صيدا، يوم الإثنين.
وتابعت: "كانت الضربات في كل مكان"، مضيفة أن "إحدى الضربات أصابت بالقرب من الطريق الذي كانوا عليه لدرجة أنها حطمت نوافذ السيارة".
وأوضحت أن "المكان الوحيد الذي تمكنوا من العثور عليه للمبيت فيه كان مدرسة فارغة في وسط صيدا تم تحويلها على عجل إلى مأوى للنازحين".
وبحسب تقرير الصحيفة الإسرائيليلة، فإن جنوب لبنان شهد نزوح أكثر من 110 آلاف شخص، قبل تصاعد التوترات يوم الإثنين الماضي.
فرت صفاء قصيباني، 21 عامًا، من النبطية مع بناتها وأخوات زوجها، ومنذ وصولها إلى صيدا، قالت إن "موجز وسائل التواصل الاجتماعي الخاص بها امتلأ بصور الأصدقاء والجيران والمعارف الذين قُتلوا في الهجوم، وكانت تتصفح المنشورات على هاتفها المحمول".
وتابعت: "اعتقدنا أنها مجرد حرب نفسية، وأنهم يحاولون فقط دفعنا إلى مغادرة أرضنا، لأننا دفعناهم بعيدًا عن أرضهم في الشمال، إنهم يريدون أن يفعلوا نفس الشيء معنا".
وفي منطقة عكار على طول الحدود مع سوريا، قال المسئول المحلي أحمد أمير إن "نحو 100 أسرة وصلت فجر الثلاثاء، كثير منهم متعبون ومرضى ومضطربون للغاية، ولا يستطيعون التحدث بعد أن أمضوا أكثر من 12 ساعة على الطريق".