رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا تتركه فريسة للمثلية الجنسية.. ماذا يشاهد ابنك على الإنترنت؟

استخدام الاطفال للانترنت
استخدام الاطفال للانترنت

تشهد المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة تحديات متزايدة في مواجهة المحتوى الإعلامي الذي يستهدف الشباب، والذي يحمل في طياته رسائل لا تتفق مع القيم والتقاليد الثقافية والاجتماعية لهذه المجتمعات، ولعل أبرز هذه الرسائل هو المثلية الجنسية، وما يحدث من ترويج لها من مستهدفي ضياع هذه الأمة.

وفي الآونة الأخيرة، ظهرت بعض الأعمال الإعلامية والدرامية في مصر والتي تحمل توجهات تسعى بشكل غير مباشر أو مباشر إلى الترويج للشذوذ الجنسي وتطبيعه في المجتمع، وهو ما جعل هذه الظاهرة تثير قلق العديد من الأسر والمختصين، نظرًا لتأثيرها السلبي على قيم الشباب وتوجهاتهم الفكرية.

نلقي في هذا التقرير الضوء على كيفية استهداف بعض الأعمال الإعلامية المصرية للشباب للترويج للشذوذ الجنسي، والتقنيات المستخدمة في هذه الأعمال لتوصيل هذه الرسائل، كما سنتناول دور الرقابة الأسرية في حماية الشباب من هذا التأثير السلبي.

إذ أنه في عصر العولمة الرقمية وتطور وسائل الاتصال، أصبح الإعلام يشكل جزءًا رئيسيًا من حياة الشباب، وعبر العديد من منصات البث الإعلامي، ومن خلال بعض الأعمال السينمائية والإعلانات التجارية، يتم تقديم محتوى يحمل في طياته رسائل حول الشذوذ الجنسي بطريقة تجعل الأمر يبدو طبيعيًا ومقبولًا في المجتمع.

إظهار المثلية "أمر طبيعي"

حيث تستخدم بعض هذه الأعمال وسائل مثل التطبيع التدريجي والذي يظهر في العديد من الأفلام والمسلسلات المصرية، حيث يتم إدراج شخصيات تمثل الشذوذ الجنسي بصورة "طبيعية" دون التركيز على الجانب الجنسي بشكل مباشر، ويتم تصوير هذه الشخصيات على أنها إيجابية وتواجه صعوبات فقط بسبب المجتمع الرافض لها، مما يسهم بالتالي في بناء تعاطف لدى الشباب مع هذه الشخصيات.

كما تستخدم بعض الرسائل غير المباشرة في البرامج والمسلسلات والتي تهدف إلى غرس أفكار معينة في عقول المشاهدين، كاستخدام لغة معينة أو رموز تشير إلى دعم المثلية الجنسية بشكل غير ملحوظ.

إضافة إلى ذلك يلجأ القائمون على هذه الأعمال الدرامية إلى التأثير غير المباشر من خلال الاعتماد على الإيحاءات بدلًا من التصريحات المباشرة، حيث يتم تمرير رسائل معينة من خلال الحوار أو المواقف التمثيلية التي قد تبدو غير مؤذية للوهلة الأولى، ولكنها تحمل في مضمونها تطبيعًا لفكرة الشذوذ الجنسي.

وهو الأمر الذي يخلق مايعرف بالتشويش الفكري لدى الشباب حيث يشعر بعض الشباب حينها بالحيرة حول ميولهم الجنسية نتيجة لتعرضهم لهذه الرسائل المتكررة، خاصةً إذا كانت هذه الرسائل تأتي من أشخاص أو محتويات يعتبرونها مرجعية.

كما تخلق هذه الرسائل المتكررة تقليلًا من حساسية الأسرة حول الأمر، إذ عندما يشاهد الشاب محتويات تروج للشذوذ دون اعتراض، قد يبدأ بالتقليل من أهمية دور الأسرة في توجيهه، مما يؤدي إلى تضاؤل دورها كمرشد أخلاقي.

وإضافة إلى الأعمال الدرامية تمثل الإعلانات التجارية والمحتوى الرقمي وسيلة أخرى من وسائل الترويج غير المباشر إلى الشذوذ الجنسي حيث تستخدم بعض الشركات الكبرى والمؤسسات الإعلامية في إعلاناتها الترويجية الرسائل المؤيدة للمثلية الجنسية، خاصة تلك الموجهة للشباب، الذي يهدف إلى خلق انطباع بأن الشذوذ الجنسي هو معيار اجتماعي مقبول ومرحب به.

ومن خلال المنصات الاجتماعية تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا كأدوات رئيسية في استهداف الشباب، حيث يتم ذلك من خلال المحتوى المنشور من قبل المؤثرين، أو حتى عبر الحملات المُمولة التي تروج لحقوق المثليين والشذوذ الجنسي.

كما تستهدف بعض الأعمال الفئات العمرية الصغيرة بشكل خاص من خلال الرسوم المتحركة أو الأفلام التي تحمل رسائل حول التنوع الجنسي، مما يسهم في بناء أفكار مشوشة لدى الأطفال حول طبيعة العلاقات بين الجنسين.

دور الرقابة الأسرية في حماية الشباب

وفي ظل هذا الواقع الإعلامي المتغير اتفق الخبراء على أن الرقابة الأسرية تصبح هي الضرورة الملحة لحماية الشباب من التأثيرات السلبية للمحتويات الإعلامية.

وأجمعوا أن هذه الرقابة تتم من خلال عدة أمور منها التوعية الإعلامية والتي تتم من خلال أن يكون الآباء على دراية بالبرامج والأفلام التي يشاهدها أبناؤهم، وأن يتابعوا المحتويات التي يتعرضون لها، وكذا أن ينبغي تكون الأسرة قريبة من أبنائها وتناقش معهم ما يشاهدونه، والرسائل التي يتلقونها من هذا المحتوى.

كما أن تتم الرقابة الأبوية كذلك عن طريق التربية الجنسية القائمة على القيم، وذلك بدلًا من ترك المسؤولية للإعلام في تولي توجيه الشباب حول موضوعات حساسة مثل الميول الجنسية، إذ يجب على الأسرة أن تكون المصدر الرئيسي لهذه المعلومات، كما ينبغي توجيه الشباب نحو القيم الدينية والأخلاقية التي تتعلق بالعلاقات بين الجنسين.

إضافة إلى ذلك اتفق خبراء علم النفس على ضرورة الانفتاح على الحوار للإفلات بالشباب من الوقوع في مأزق المثلية الجنسية حيث يجب أن تكون الأسرة مستعدة للحوار مع أبنائها حول موضوعات الشذوذ الجنسي وألا تتجاهلها أو تعتبرها محظورة، مؤكدين أنه من خلال الحوار الصريح يمكن توجيه الشباب بطريقة تساعدهم على تكوين أفكار ناضجة وصحيحة.

إضافة إلى ذلك نصح الخبراء بضرورة استخدام التكنولوجيا الرقابية، وذلك عن طريق استخدام العديد من التطبيقات والأدوات التي تتيح للأسر التحكم في المحتويات التي يشاهدها أبناؤهم، إذ يمكن الاستفادة من هذه الأدوات لضمان أن يكون المحتوى مناسبًا لأعمارهم وقيمهم.

كما أجمع الخبراء على ضرورة تحصين الشاب بالحصانة الأخلاقية منذ نعومة أظافره، حيث يجب على الأسرة بناء شخصية الشاب من خلال تعليمه كيفية التمييز بين الصواب والخطأ منذ الطفولة، فعندما يكون لدى الشاب حصانة أخلاقية قوية، سيكون أقل عرضة للتأثر بالرسائل السلبية التي يتعرض لها في الإعلام.

كما يجب حسب الخبراء المشاركة في الأنشطة البديلة في العديد من المجالات الثقافية والدينية والاجتماعية وغيرها والتي يمكن من المشاركة فيها المساعمة في تقليل تعرضهم للمحتوى الإعلامي السلبي، كما يمكن أن يساعد ذلك في تنمية اهتماماتهم وتوجيههم نحو محتويات أكثر إيجابية.